الخميس 3 سبتمبر 2015 / 18:51

حين يبكي البحر "إيلاناً"

بغدره وظلمته، كم كان البحر رؤوفاً بك أيها الطفل الجميل، أتى بك وأنت في كامل أناقتك إلى شط يابس عابس، عجز أن يأويك وآلاف الشطوط، لتتلاطم بك الأقدار إلى القدر المحتوم!

هل كنت تعلم أن البحر المبهج الذي بكيت يوماً لتبقى فيه مزيداً من الوقت ورفاقك، في هذه المرة لن تخرج منه حقاً، ونحن الذين سوف نبكي خروجك؟

أشعر بالخجل من كل هذا الألم الذي انتابني برؤيتك فقط في صورة عبر الواتساب وصلتني بكبسة زر اختصرت أميالاً من رحلة ويلاتك، إلى أن وصل بك الحال إلى هنا، جثة هامدة وصورة مبكية عبر وسائل الإعلام وهواتفنا النقالة.

فكم هي ظالمة تلك التكنولوجيا التي تطلعنا فقط على خلاصة عذابات الآخرين، فأنا لا يحق لي الحديث عن الألم! ولا حتى تلك التكنولوجيا الفاخرة يحق لها الحديث عن إنصافك، وإن حاولت أن تدّعي ذلك.

نحن لسنا في حاجة إلى أن نُقر ونعترف مراراً بأن تلك الصورة وغيرها الآلاف تختزل يومياً عمق المأساة السورية التي نعلم عنها جميعاً وجيداً. إنما يجدر بنا الاعتراف أن مناعة قوية أصابتنا في مشاعرنا ضد الألم، وأننا نهتز فقط كلما كانت الصورة أكثر بشاعة ومأساوية!

سنكتب ونبكي ونتألم كالمعتاد، ولكن يا صغيري أتعلم أن نومتك الناعمة تلك على الشاطئ، مثيرة للتأمل؟ وأنت تأبى بأنَفة أن يرى العالم من ملامحك شيئاً، سوى نعلك الصغير الذي صفعت به ضمير الإنسانية بكل براءة ووقار!