الإثنين 7 سبتمبر 2015 / 09:18

لهذه الأسباب يستشهد منا الأبطال في اليمن

رغم ما يفيض على القلب من مشاعر الحزن والأسى، وما يعتمل في الروح من مشاعر العزاء وفقدان الأعزاء، هناك طوفان من الفخر والمجد يتفجر داخل قلوب مواطني الخليج العربي.

ومهما بلغت التضحيات بشباب الوطن، فإن رحيلهم على طريق العزة والسؤدد لا طريق الخيانة والتهاون، يجعل جميع الخليجيين وخاصة من يراهنون على مستقبل حر ومشرف، مطمئنين إلى أن طريق التضحيات لابد وأن يصل بهم الى بر الأمان في ظل منطقة تنهشها ضباع التطرف وعصابات الإسلام السياسي بأنواعها.

لا يمكن للخليجيين الإطمئنان لرهانات خارجية، ولا يتوجب عليهم التوقف والإنتظار في محطات التخاذل والإعتماد على الغريب. فكان لا بد من أن تنهض القامات وترتدي عدة الحرب،  لا لرغبة في القتل والتدمير، بل لمنع أن يأتي اليوم الذي ترتهن فيه الأوطان لمصالح فارسية ظل العرب يقاتلونها من قبل ذي قار والقادسية.

لن يسمح ابناء الخليج بأن تتمدد إيران في الجزيرة العربية، الحصن العربي الباقي وفياً لعروبته، والذي يكافح لبناء أمة عزيزة، مستقرة، ومزدهرة.

جرب العرب أنواع من النظم، وتفننوا ما بين إشتراكي وإسلاموي وقومي زائف، لكنهم لم يجدوا ضالتهم لسبب بسيط هو أنهم لم يؤصلوا ثقافتهم من مجتمعاتهم المحلية، ويعتمدوا على أن تبدأ الخطوات بتلاحم القيادة مع الشعب، والحرص على مصالح الناس، وإرساء العدالة والتنمية، دون الدخول في دوامات العبث والبعث التائهة بين الشعارات والمرهبة للشعوب والمستظلة بمبالغات الألفاظ، المفتقدة لبساطة العلاقة بين الحاكم والمحكوم.

حين اقتربت نار الفرس من أطراف الخليجيين ثاروا عليها وهبوا لإطفاء جذوة الغدر والخيانة. ورغم كل ما قدموه من وفاء لمن غدروا بهم، إلا أنهم يثبتون اليوم أن للخليج قادته، وله شبابه الذين يضحون بأرواحهم من أجل أن تطمئن أمتهم.

هؤلاء الذين ذهبوا لملاقاة ربهم، سيتزينون بعقود الغار المحملة بالزهو، ما أشرفهم من شهداء ذهبت أجسادهم من أجل أمتهم وأوطانهم وبقيت أرواحهم مستقرة في ذاكرة أوطانهم.

ولكي ترتاح الأجيال المقبلة من سلطة وتطرف عصابات الإسلام السياسي شيعتها وسنتها، سيقدم الخليجيون كل ما يملكون من أجل دحر الفتنة وإعادة اليمن عزيزاً، منيعاً، فاعلاً في أمته. لا يرتهن لسيطرة الفرس، بل ينهض بعروبته ماداً يديه لمن ساعده في ظلام أوقاته.

من يراهن على أن ذهاب شهدائنا لربهم سيوجف قلوبنا وسيجعلنا نتراجع عن هبتنا لعون اليمن لا يعرفنا جيداً، ولا يفهم أننا من قوم حين غطرس الفرس في سالف الزمان جعلنا من أرضه وإيوانه مواقع دارسة.

وإن ما يحدث الآن ليس إلا هبة مكررة، ووقفة معتادة، وجولة جديدة، لا بد وأن ننتصر فيها ولو كره الفرس وأذنابهم.

قدم العرب الشهداء تلو الأخر، وسيقدمون، لكن لن تضعف حميتهم ولا همتهم وسينتعلون خوذات المعتدي ويعيدون لليمن بسمته وسعادته، وسيجعلون منه درسا لمن تجرأ وكرس الكره والحقد والتدخل في شؤون العرب مستعملا من هانت عليه نفسه وعروبته ووطنه.

طوبى لشهدائنا، والفخر والعزة لقوم لم يتهاونوا عن الفزعة وحملوا عدة الحرب وهم يعلمون جيداً أن لكل حرب ضحايا لكن من له الفخر بأن يقاتل عن دينه ووطنه وعرضه ومستقبل أبنائه.

لن يخلع جندي التحالف العربي خوذته إلا بعد أن تعود الشرعية الى صنعاء، ولن يتخلى عن هدفه، وما حدث زاد من عزيمة الرجال وتقاطر الشباب لينال شرف الشهادة، فهؤلاء أحفاد اولئك الذين جعلوا من العروبة فخر، ومن وطنيتهم مثالاً يحتذى.

من استشهد كان يعلم أنه يضحي بنفسه لتبقى الأجيال المقبلة في أمن وآمان، ومن سيضحي يعمل كي لا ترتهن إرادتنا العربية للفرس ولا لعصابات تستغل الإسلام لتمكن الملالي من رقبة العرب.

ما حدث في العراق وسوريا ولبنان لن يحدث في الجزيرة العربية فهي أرض الأصل وهي موطن الفصل، وقوافل الشهداء تنتظر دورها من أجل نيل شرف تسطير الاسماء في قافلة العز العربية.

المعركة في اليمن ليست فقط من أجل عودة الشرعية اليمنية بل هي من أجل العرب، ومن أجل أجيال مقبلة يتم بنآء مستقبلها بكل جهد لحمايتها من ما يحدث في دول عربية كثيرة.

لو توقف التحالف العربي سيستمر انهيار الدول العربية في أحضان الفوضى، ولو تهاون الخليجيون سيجدون أنفسهم غداً أمام حصار فوضوي فارسي قبيح.

وأخيراً، رحم الله من ضحى وله ولأهله العزة والفخر والمجد، وعلينا كلنا التصميم والثبات وإكمال المهمة بتعاضد شعوبنا مع قياداتنا والى لقاء في صنعاء الحبيبة.