الثلاثاء 8 سبتمبر 2015 / 09:39

إما النصر.. وإما الشهادة

فاطمة الصديقي - الوطن البحرينية

هنيئاً لجنودنا البواسل، جنود الخليج، الذين بلغوا لذة الشهادة، فالشهادة شرف وسعادة ما بعدها سعادة، ورفعة ليس للشهيد وأهله بل لنا جميعاً، فهم بشهادتهم في معركة الحق على الباطل قد أحيوا أمة الإسلام وأحيوا فينا لذة الشهادة، بواسلنا في أرض المعركة الحقيقية هم رمز للنصر، وشهادتهم هي الشهادة الحقيقية التي يرضاها الله لعباده الصالحين، وأحسب أن شبابنا اليوم متعطشون للشهادة في سبيل إعلاء الحق وحماية بلاد الخليج، متعطشون بأن يتحقق النصر بهم أو الشهادة بعزة وكرامة، وشتان بين شهادة بواسلنا في أرض المعركة وبين من ظنوا أن الشهادة في تفجيرات دموية على يد منظمات إرهابية.

كل نفس ذائقة الموت، وكل إنسان مهما أطال الله في عمره لا بد له في يوم من الأيام أن يفارق هذه الحياة وينتقل إلى الرفيق الأعلى، وكل إنسان يمتلك نية مغادرته من الحياة الدنيا إلى الآخرة، بل يمتلك كيف يموت إن صدقت النوايا، فالبعض يتمنى أن يموت وهو ناسك متعبد، وآخر يتمنى أن يموت وهو على فراش المرض حتى تمحى سيئاته، ومنا من يتمنى أن يكرمه الله بالشهادة وهو يقاتل في سبيل الدفاع عن الدين والوطن، يتمنى أن تسيل دماؤه حتى يحشر بذلك، ولن ينال الإنسان هذه المرتبة إلا من صدق مع الله ومع نفسه، ومع أهله وقومه الذين أودعوا عنده أمانة العزة والكرامة للأمة العربية وأمة الإسلام، فأرض المعركة لم تكن أرضاً معبدة بالوردو وسبل الراحة، ولم تكن يوماً ملاذاً للغافلين والمتسكعين، بل كانت أجراس الموت تدق في كل لحظة ففيها أنفاس الشهادة وفيها تطرز أيضاً أوسمة الشجاعة، فطوبى لمن تكفن بعلم بلاده، وطوبى لمن أراد أن ينال إحدى الحسنيين؛ إما النصر وإما الشهادة، ولله الحمد فقد أكرم الله جنودنا البواسل في أرض اليمن وجنودنا حماة الوطن في الداخل أمنية الشهادة، فهي أمنية لا ينال شرفها ولن ينالها إلا من شرفهم الله بأن يكونوا في قوافل الشهداء والصديقين، فقد صدقوا الله فصدقهم، ونالوا بذلك أشرف الأوسمة.

باركت دول الخليج العربية عملية الحزم وعملية إعادة الأمل، وبارك الشعب مشاركة البحرين في أرض اليمن العربية لإعادة الشرعية، هذا هو الواجب الوطني المقدس والمشاركة الفعلية في قوات التحالف العربي للدفاع عن العروبة والكرامة بقيادة القوات المسلحة للشقيقة المملكة العربية السعودية، فرجال البحرين ودول الخليج ونساؤها، وقفوا وقفة واحدة ضد الإرهاب والمد الإيراني في بلادنا العربية، هذا المد الصفوي الإرهابي الذي يريد هلاك الأمة الإسلامية وتشتت الأمة العربية، وأحسب أن هلاك إيران قادم، فدولنا قادرة على الرد ولكننا نتحلى بأخلاق الاسلام وحسن الجوار، وهؤلاء لا يتحلون بمروءة العرب ولا بشهامة الشجعان، فبلاد فارس لا تعرف عنوان الإسلام، وإلا لكانت اليوم في ثغور الحرب لاسترداد فلسطين بدل من أن تتصافح مع اليهود ضد المسلمين، والعرب لن يستكينوا حتى يكون النصر كما كان في فتح فارس بخلافة الصالحين، فدماء العزة العربية هي عطور المسك ترفرف عند أبواب جنات النعيم.

مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة استقبلوا شهداءهم بكل احتساب بأن نعيم الجنة هو الباقي فدماء الشهداء ستظل وساماً لكل الدول العربية، وساماً في التضحية والولاء والإيثار للدين والوطن، ولن يتردد الشعب البحريني الأبي، كما قال صاحب الجلالة الملك المفدى، في مواصلة القيام بواجباتهم لتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للقيادة الشرعية في اليمن الشقيق، حتى بعد استشهاد أبنائئها.

فلكل جنودنا البواسل المرابطين في ارض المعركة، أنتم فخر الأمة العربية والإسلامية وأنتم درعنا والنصر قريب بإذن الله وإنا لنرجو لهذه الأمة إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة.