الثلاثاء 3 نوفمبر 2015 / 16:55

في يوم العلم: الإمارات وطن الإنسانية

في هذا اليوم العزيز على قلب كل إماراتي، يوم العلم، تعلو بيارق، وترفرف رايات تزهو وتشعّ بما حققته وتحققه دولتنا من إنجازات وانتصارات حضارية يشاركنا العالم الاحتفال بها، إذ أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة مثالاً يحتذى به في الوطنية وعشق الوطن، وفي الوقت نفسه، في الانفتاح والتسامح وقبول الآخر الإنسان، حتى بات علمنا تجسيداً حقيقياً لكلّ معاني السلام والتسامح والحب الإنساني بأوسع معانيه وأرحب آفاقه.

هذا العلم ما كان ليرتفع، ولا ليبقى عزيزاً شامخاً، لولا تعب الآباء المؤسسين وكدهم وصبرهم، ولولا المشقات الكثيرة التي واجهها أجدادنا، حتى رزقهم الله حكاماً أسسوا دولة الإمارات وحافظوا عليها ومتنوا أواصرها ورسخوا بنيانها، لكي يعيش كل من على أرضها في أمن وأمان وتقدم وازدهار.

ولعلّ من أبرز التحديات التي واجهتها الهوية الوطنية الإماراتية، حين حاول بعضهم تشويه المعنى الجميل المتمثل في عشق الوطن، فصوروه للمجتمع على أنه من الوثنية، وأن الولاء يجب أن يكون لما هو ليس منه ولا من إرثه ولا تقاليده، فلفظهم المجتمع الإماراتي الواعي لأنه يدرك أن حبّ الوطن هو من صميم الإيمان، وأنه دون وطن لا يمكن أن يقوم دين أو سلام.

لقد استطاع حكام الإمارات السبع، بحرصهم ووعيهم وحكمتهم، وبانضوائهم تحت علم وحّد إرادتهم وكلمتهم، مواجهة كلّ محاولات جرّ الإمارات إلى ما هو دون طبيعتها وتكوينها الإنساني المنفتح، واليوم ليس شعاراً أن تعيش على هذه الأرض المعطاءة معظم جنسيات الأرض، ذلك أن قيم المحبة وفهم الآخر والتواصل معه بوصفه إنساناً قبل أيّ شيء آخر، كان حاضراً بقوة لمواجهة كل من يحاول العبث بالوطن واستغلال الدين لأغراض سياسية تضر بالمصلحة العامة وبالوطن.

في يوم العلم، كما كل الأيام، فلنكن صفاً واحداً، ولنرسل رسالتنا الموحدة إلى جميع المتربّصين، بأن بيتنا متوحد وعلمنا سيظلّ خفاقاً يشع منه النور الذي يعمي بصيرة كل من يحاول أن يمس ارض الوطن بسوء.