الخميس 3 ديسمبر 2015 / 16:03

الروائي السوري خالد خليفة: نحن نموت منذ نصف قرن

قال الكاتب والروائي السوري خالد خليفة إن الشعب السوري كان يقتل ويعذب منذ نحو نصف قرن لكن بأساليب وطرق مختلفة ومتنوعة عما يجري خلال هذه الحرب التي دخلت عامها الخامس.

وأضاف خليفة في حديث لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الخميس بمناسبة صدور روايته الجديدة "الموت عمل شاق" عن دار نوفل في لبنان، أن "الرواية هي ليست عن الموت اليومي فقط، ما يحصل حالياً، بل عن تلك السنوات الخمسين التي عاشها السوريون تحت ظل حكم.. حكمهم وحكم كل تفاصيل حياتهم بالحديد والنار".

وأوضح خليفة الذي يعتبر من أبرز الروائيين العرب المعاصرين أن "الموت عمل شاق" رواية عن الحب أيضاً وإن كان الموت هنا ذريعة، عن الانسان المتهالك، المدمر، الذي استبدل خوفه القديم بخوف جديد.

و صدرت الرواية الجديدة قبل أيام في العاصمة اللبنانية بيروت تزامناً مع معرض الكتاب العربي والدولي السنوي عن دار نوفل، هاتشت انطوان العربية للنشر و في مصر عن دار العين.

في روايته الجديدة، لا يغادر خليفة بلاده، سوريا هي قلب الحدث، سوريا القابعة بين فكّي الحرب والدمار والخراب ومع ذلك يرى خليفة أن ما يحدث في بلده الآن هو جزء من المستقبل.

"الموت عمل شاق" رواية تتحدث عن قوة الحياة، لكن الموت هنا ذريعة، ليس أكثر، سيارة تشق طريقها من الشام (التسمية الدارجة عن العاصمة السورية دمشق) إلى العنابيّة (منطقة في سوريا) في داخلها جثة، ورجلان وامرأة، يلفهم صمت متوجّس، وفي الخارج حرب ضارية لم تشبع بعد من الضحايا" بمئات الالاف.

وتوصف الرواية الواقع السوري من خلال هذه العائلة وشخوص الرواية وتقول إن حواجز كثيرة سيكون على هذه العائلة اجتيازها (مثل كل عائلة سورية حالياً...) على الأرض لتنفيذ وصية الأب بدفنه في تراب قريته السورية، وحواجز أخرى نفسية بين الأحياء الثلاثة، اجتيازها ليس أقل صعوبة، هذه ليست رحلة لدفن جثمان أب، بل هي رحلة لاكتشاف الذات، وكما أن الموت عمل شاق، إلا أنها رواية عن قوة الحياة، والموت هنا ذريعة ليس أكثر" ، كما يؤكد خليفة.

واعتاد خليفة "أرشفة" المراحل التاريخية المفصلية في حياة هذا البلد وهذا الشعب كما فعل ذلك من خلال أعماله الادبية سابقاً كرواية "مديح الكراهية" التي تحدثت عن مرحلة ثمانينيات القرن الماضي و الصدام بين الإخوان المسلمين والسلطات وكيف حصلت التغيرات في المجتمع السوري على وقع تلك المرحلة.

وللكاتب أيضا روايات عدة منها "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" (2013) التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، وحازت جائزة الكاتب العالمي الكبير نجيب محفوظ لعام 2013، و"حارس الخديعة" (1993) و"دفاتر القرباط" (2000) و"مديح الكراهية" (2006) التي تُرجمت إلى ثماني لغات أجنبية، ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيّة كذلك.