الأربعاء 30 مارس 2016 / 17:26

تقرير: داعش والقاعدة يندمجان .. سنة 2021

توقع البروفوسور بروس هوفمان، الباحث في شؤون الإرهاب ، اندماج القاعدة وداعش، بحلول 2021، معدداً أربعة عوامل تشكل نقاط تقارب بين التنظيمين.

هذا التعاون المحتمل يعد خطوة مفيدة لكلا التنظيمين، وهو يشكل، بحسب محلل استخباراتي أمريكي مطّلع" خطراً كبيراً وكارثة غير مسبوقة بالنسبة للحكومة الأمريكية وحلفائها"

واستعاد هوفمان في مقال كتبه في مجلة فورين أفيرز ظروف نشأة داعش، مذكراً بانه قبل خمسة أعوام، بدا أن سقوط القاعدة حتمي. فقد قتل مؤسسه أسامة بن لادن، وقضي على عدد من نوابه. وشهدت المنطقة تحولاً جراء أحداث الربيع العربي. وبدا أن الاحتجاجات المدنية حققت ما عجز الإرهاب عن توفيره، وكان تنظيم القاعدة الخاسر الأكبر.

وفي كلمة ألقاها أمام حشد كبير في مؤسسة فكرية في واشنطن، في ابريل( نيسان) ٢٠١٢، قال جون برينان الذي كان في حينه نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب :" لأول مرة منذ بدء هذا الصراع، نستطيع أن نتطلع نحو المستقبل ونتخيل عالماً لم يعد للقاعدة مكان فيه".

وبعد أقل من شهر، وفي الاحتفال بالذكرى الأولى لمقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وبفخر شديد:" أوشكنا على تحقيق هدفنا في دحر القاعدة، ومنع التنظيم من إعادة تجميع صفوفه".

صورة مختلفة
ولكن الوضع في رأي هوفمان مختلف اليوم. ففي فبراير( شباط) الماضي، رسم مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر من خلال تقويمه السنوي للمخاطر العالمية، صورة قاتمة لتنظيم القاعدة الذي جدد نشاطه بموازاة تنظيم داعش الساعي لتوسيع نفوذه عبر العالم. وقال كلابر أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي:" أثبت القاعدة والمنظمات التابعة له، أنه يتمتع بمرونة وقدرة على تحقيق مكاسب في عام ٢٠١٦. وسوف يواصل هؤلاء تهديدهم للمصالح المحلية والإقليمية وحتى العالمية. كما أن الأخطر هو ظهور فرع أكثر تشدداً . ويشكل داعش تهديداً أكبر بعدما أعلن عن" خلافته" في سوريا والعراق، وانتشار فروع له في دول أخرى، ولقدرته المتنامية على رسم وتوجيه وتنفيذ هجمات ضد أهداف في عدد من المناطق حول العالم".

خلافة وهمية

وإذا كان أسبوع يمثل، في رأي الكاتب، فترة طويلة في عالم السياسة، فإن خمس سنوات تمثل دهراً. ومن السهل نسيان أنه، حتى وقت قريب، لم تكن فكرة إنشاء أبو بكر البغدادي لخلافته الوهمية إلا أحلام يقظة. ففي الواقع، بدت الحدود التي رسمها السياسيان الإنجليزي والفرنسي، سايكس وبيكو، ثابتة لا يمكن محوها، ودأب كل من أوباما ونائبه جو بايدن على تكرار نغمة إرساء الديموقراطية في العراق، والتأكيد على أن الانسحاب العسكري الأمريكي يعد خير برهان على" نهاية الحرب الأمريكية في العراق".

مفاجآت
واستناداً الى تطورات مذهلة حصلت أخيراً، لا يستبعد هوفمان مفاجآت أخرى. ففي تقديره قد يتوحد سنة 2021 تنظيم القاعدة من جديد مع داعش، أو قد يكونان قد دخلا في شكل من التحالف أو التعاون الاستراتيجي. وباعتراف الجميع، ليس من المتوقع أن يتحقق ذلك في القريب العاجل، ولكن من شأن مثل ذلك التعاون أن يعد خطوة مفيدة لكلا التنظيمين، وهو يشكل، بحسب محلل استخباراتي أمريكي مطّلع" خطراً كبيراً وكارثة غير مسبوقة بالنسبة للحكومة الأمريكية وحلفائها".

ضعف ذاكرة
وبحسب الكاتب، تعاني الولايات المتحدة من ضعف ذاكرة كلي في سياستها حيال الإرهاب ومكافحته. وإلى وقت قريب، ساد أوساط الحكومة الأمريكية اعتقاد بأن الصراع الدموي بين القاعدة وداعش سوف يؤدي للقضاء على كليهما. وإذ لم تكن الفكرة السائدة بشأن القاعدة صائبة، إلا نادراً، ليس مستغرباً ألا تكون هذه التوقعات بالذات أكثر من تمنيات. وهذا سبب كاف لاستكشاف الأسباب التي تجعل اندماج داعش مع القاعدة أمراً غير مستبعد.

أربعة عوامل
وثمة أربعة عناصر في رأي هوفمان تجعل سيناريو تلك الوحدة بين التنظيمين أمراً وارداً. فمن ناحية هناك أوجه شبه إيديولوجية هي أكثر أهمية من الخلافات بينهما. ويؤمن عناصر كلا التنظيمين بوجوب الدفاع عن إخوانهم المسلمين أينما تعرضوا لخطر، وأن النظام الغربي يحارب الشريعة الإسلامية، لذا تجب محاربته. ويعتبر القاعدة وداعش الكفار والشيعة والأقليات الإسلامية الأخرى أعداء لهما يجب القضاء عليها، كما يدعوان الى حركة جهاد عالمية لدحر من يعتبرونهم أعداء للمسلمين.

خلافات شخصية
وثانياً، تكمن الخلافات بين الجانبين في صراعات شخصية ونرجسية بين البغدادي والظواهري أكثر من كونها خلافات حول الإيديولوجيا نفسها.

وقد يزول الخلاف بينهما بمرور الوقت، وخاصة أن الظواهري ما زال يدعو "لتطهير أراضي المسلمين من آثار الفساد المحلي والغربي قبل إعلان الخلافة، فيما يرى البغدادي، وكما أظهرت أحداث يونيو( حزيران) ٢٠١٤، أن لا حاجة للانتظار، إذ هاجم الأعداء الأقربين في كل من سوريا والعراق، وأعلن نفسه خليفة للمسلمين".

وثالثاً، يلتزم التنظيمان الإستراتيجية نفسها، وإن يكن داعش يطبقها بشراسة أكبر.

ورابعاً، تبدو جهود إعادة توحيد التنظيمين سمة عادية لخطاب كل من التنظيمين وسلوكه.فداعش يقدم نفسه على أنه نموذج فاعل لرؤية بن لادن، ويؤكد أن القاعدة في ظل قيادة الظواهري انحرفت عن مهمتها التاريخية والطموحات الكبيرة التي كانت توشك على تحقيقها.