تصاعد الدخان إثر تفجير امس في المدينة(يمين)، وعنوان صحافي بعد حادثة الحرم المكي في1989(يسار)
تصاعد الدخان إثر تفجير امس في المدينة(يمين)، وعنوان صحافي بعد حادثة الحرم المكي في1989(يسار)
الثلاثاء 5 يوليو 2016 / 15:41

تقارير24| بصمات إيرانية في تفجيرات السعودية الإرهابية

24 - عمّان: صدام الملكاوي

سارعت إيران إلى إدانة الهجوم الإرهابي الذي شنه باكستاني مقيم في محيط المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية.

ورغم إدانة إيران وتصريحاتها الرافضة للإرهاب، إلا أن العديد من المحللين والمتابعين وجهوا أصابع الاتهام لطهران بالوقوف وراء العمليات الإرهابية التي شهدتها المملكة، وخاصة التفجير قرب المسجد النبوي والذي أودى بحياة 4 رجال أمن.

رسالة مبطنة
واتفق محللون على أن إيران تريد إيصال رسالة للسعودية أنها تستطيع إفساد المواسم الدينية، سواءً بشهر رمضان أو موسم الحج، خاصة بعد أن منعت الأولى مواطنيها من أداء مناسك الحج هذا العام.

واعتبروا أن إيران أعادت إحياء دور الإرهابيين وأعادت إليهم مكانتهم في العراق وسوريا والدول العربية، بعد أن كان تنظيم القاعدة يلفظ أنفاسه الأخيرة ويعاني الاندثار، من خلال الدعم الطائفي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، والرئيس السوري بشار الأسد، والانقلابيين في اليمن والإرهابيين في البحرين.

وقال المحلل السياسي، أستاذ العلوم السياسية حسن الخالدي، إن إيران أعلنت مرحلة خطيرة في حربها التي تشنها ضد السعودية، من خلال التفجير الذي وقع قرب أحد أقدس الأماكن لدى المسلمين في العالم.

ولفت إلى أن الهجوم، حتى وإن تبناه تنظيم داعش أو غيره من التنظيمات المتطرفة، فلا يعني ذلك أن طهران بريئة من استهداف الأماكن الدينية في السعودية والتي تهدف إلى إثارة الفتنة.

حادثة جديدة.. قديمة
وذهب المحلل عامر ملحم في روايته التي يتفق فيها مع الخالدي، إلى أن طهران تحرك خلاياها في المنطقة والسعودية في محاولة للنيل منها، للعداء الكبير بين البلدين وقيادة المملكة للحرب على الانقلاب المدعوم من إيران في اليمن، علاوة على وقوف الرياض في وجه المخططات الإيرانية في المنطقة.

وتعيد محاولة استهداف الحرم النبوي إلى الأذهان حادثة الحرم الثانية عام 1989، عندما حدث انفجارين، الأول في أحد الطرق المؤدية للحرم المكي والآخر فوق الجسر المجاور للحرم المكي، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى.

وقالت التحقيقات الرسمية إن المتهمين تلقوا تعليمات من قبل محمد باقر المهري، وبالتنسيق مع دبلوماسيين إيرانيين في السفارة الإيرانية، للتدبير للتفجير, وقاموا باستلام متفجرات من نوع حربي "تي ان تي" من الباب الخلفي للسفارة الإيرانية بالكويت، ثم نقلها إلى داخل السعودية حيث قاموا بزرعها وتفجيرها، وكان التلفزيون السعودي عرض تقريراً قصيراً عن تلك الحادثة في نشرات الأخبار أعيد عرضه عدة مرات.

مطالبات بالعزل
من جانبه، هاجم السفير الأردني السابق في طهران، بسام العموش، النظام الإيراني مجدداً، ودعا إلى موقف جدي أكثر تشدداً كي تعود إيران عن سياستها، على ذات الطريقة التي تعاملت بها المملكة العربية السعودية، مطالباً الدول العربية بمساندة هذا القرار لعزل إيران.

وفيما يرى العموش أن الأردن أقل المتضررين من إيران، أكد أن نظام الحكم في طهران لا يريد أي خير للوطن العربي، ولا يضمر له إلا الشر.

وتساءل محللون عن سبب تعرض معظم الدول في المنطقة، وخاصة القريبة من سوريا والعراق، لعمليات إرهابية مستمرة منذ فترة طويلة، بينما تنعم إيران التي تقود العمليات القتالية ضد الشعوب في سوريا والعراق باستقرار وأمن.