الثلاثاء 16 أغسطس 2016 / 17:41

أهم 7 قيم في تدريس "التربية الأخلاقية"

24 - إعداد: الشيماء خالد

يرى خبراء تربية وتعليم، أن تدريس "التربية الأخلاقية"، للطلاب، على نفس القدر من الأهمية ومواد علوم المستقبل، وبحسب مركز البحوث "سوب بوكسي" الأمريكي، يقول الباحث، بول ريتشارد: "لا يمكن أن يخدم الجيل الجديد المجتمع كما يجب بلا أخلاق، ومن اللامبالاة أن تترك هذه المهمة بلا دفع وتأثير مدروس من خلال المناهج ذاتها".

وذكر ريتشارد، الذي طُبقت أفكاره في مدارس أمريكية وآسيوية، في ورقة نشرها عبر موقع المركز، أن الحاجة ملحة أكثر مما مضى لإيلاء التربية الأخلاقية أهمية كبيرة، فيشرح: "تشير دراسات عديدة لتفاقم الفجوة بين احترام الطلاب للقيم والمثل وبين مفاهيمهم حيال حياتهم العصرية ومستقبلهم، ناهيك عن ازدواجية معايير ملحوظة، وتبني سلوكيات أنانية ومدمرة في كثير من الأحيان، من أبرزها العنف المتفشي، والذي على ما يبدو شجع نزعات لا أخلاقية كثيرة، وسمح في الوقت ذاته بتحويل الكثير من المراهقين والشباب لأخطار محتملة طوال الوقت".

ويضيف ريتشارد: "لذا من الضروري أن نتجه فوراً لتحويل الأخلاق لمادة تُدرس وتصاحب الطلاب منذ التأسيس فما بعد".

ويقدم ريتشارد 7 عناصر أساسية في تعليم "التربية الأخلاقية" في المدارس.

1 – الحب غير المشروط والأدب
علينا تعليم الطلاب من أطفال ومراهقين حقيقة الحب، وأبعاده الجليلة، ويضيف ريتشارد: "هناك خلل مخزٍ في استيعاب هذا الجيل لفكرة الحب، عليهم أن يفهموا أنه ليس أن يحب رجل وامرأة بعضهما بعضاً، وأن الحب الحقيقي غير مشروط، وأنه شعور سام يشمل الكثيرين في حياتنا، ويجعلنا أفضل، ويسمح لنا بمساعدة الآخر، وأنه بعيد كل البعد عن الأنانية والاستهلاكية الفجة في علاقات اليوم".

علينا تعليم الجيل الجديد أوجه الحب الكثيرة، في الوطن والأهل والأصدقاء وحتى الإنسان رغم اختلافه، ومن الضروري أن نزرع في قلوبهم الرحمة والمحبة غير المقرونة بمقابل، والتأكيد على احترام التعامل المؤدب مع الجميع.

2 – الصدق
من أهم العناصر التي تحتاج مادة "التربية الأخلاقية" لإبرازها، الصدق.

من الضروري أن يؤمن الصغار بخطأ الكذب والتحايل والغش، وأن العلوم ليست مجرد علامات عالية، وحقيقة أن المستقبل للأفضل، لا للأكثر تلاعباً، وأن الصدق أفضل ولو لم يبدو الخيار الأمثل، ويشرح ريتشارد: "هناك قيم جديدة تغزو عقول الطلاب اليوم، وأخطرها على الإطلاق تلك التي تجعل من الكاذبين والمتحايلين مثالاً يليق بالإعجاب، واعتبار الصادقين فشلة أو حمقى، فقد بات الصغار اليوم يرون الناجحين هم من يتخلون عن مبادئهم أكثر، أو الأكثر أنانية، وهذه كارثة تربوية عالمية".

3 – العمل الجاد
يحتاج الطلاب لتذكر قيم العمل، ونبذ الكسل، حيث يلجأ البعض منهم للبحث عن طرق مختصرة للنجاح، ولم يعد هؤلاء ينظرون بعين الاحترام والاهتمام للعمل الجاد.

يؤكد فريق واسع من الناجحين، أنهم وصلوا لمبتغاهم بعد 10% أحلام وتفكير، و90% من العمل الجاد والإصرار.

4 – احترام الآخر والقيم
تعاني مدارس كثيرة اليوم من تناقص مستمر في احترام الطلاب لمعلميهم وزملائهم، وبطبيعة الحال القيم الأخلاقية ذات الصلة.

تحتاج مادة "التربية الأخلاقية" لإعادة غرس آداب التعامل مع الآخرين، والتركيز على احترامهم وتقدير حتى القيم الأخلاقية التي لم يعتادوا التفكير فيها من محيطهم القريب.

5 – التعاون
لتحقيق أهداف ناجحة للمجموعة، على الفرد التعاون مع الآخرين لصالح الكل.

لن يخدم الجيل الجديد مجتمعه إن لم نزرع في تعليمه من الصغر ضرورة التعاون والخروج من دائرة الأنانية الفردية، وأن الفرقة ضعف والاتحاد قوة.

6 – التعاطف
يقول ريتشارد: "التربية الأخلاقية كذلك بحاجة لمساعدة الطلاب الصغار على الشعور بالتعاطف مع احتياجات الآخرين ومعاناتهم، فلو أن هذه القيمة موجودة أكثر في عالمنا، لقلت الحروب والمجاعات والفساد".

7 – سعة الصدر والتسامح
حين نهم بتدريس التربية الأخلاقية كمنهج، نُعنى بقيم عديدة لحل مشكلات آنية ومستقبلية، ومن أبرز القضايا ربما العنف والتنمر في المدارس وخارجها، وبرأي العديد من خبراء التربية منبع ذلك في البداية من سوء الفهم وعدم القدرة على التسامح.

ويقول ريتشارد: "نحتاج لجعل الطلاب أكثر تسامحاً وأوسع أفقاً، كجزء أساسي في تربيتهم الأخلاقية، وهذا بالتأكيد سينعكس على تحصيلهم العلمي، ومجتمعهم إيجاباً".