الخميس 25 يوليو 2013 / 23:53

صنائع المعروف

استطاعت دولة الإمارات على مدى السنوات الماضية، أن تقوم بدور رائد في تعزيز التضامن الإنساني، وتبوأت مكانة متقدمة بين دول العالم في الدول المانحة للمساعدات الإنسانية خلال الأعوام الماضية، ووفقاً لإحصائيات المساعدات الإنسانية فقد بلغ حجم المساعدات الإماراتية منذ عام 2009 وحتى عام 2013 حوالي 133 مليون درهم، على شكل مساعدات حكومية ومبالغ داعمة للهيئات والجمعيات الخيرية.

وقد أمر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتسمية يوم رحيل المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي يصادف 19 رمضان من كل عام، بيوم العمل الإنساني الإماراتي، والذي يتم فيه إطلاق مبادرات إنسانية في مختلف مؤسسات الدولة والقطاع الخاص.

بإحياء ذكرى وفاة زايد، طيب الله ثراه، تُنظم فعاليات وأنشطة كسيل الخير، ومع اقتراب ذلك اليوم تخرج مبادرات إماراتية تبهر العالم، وعلى رأسها حملة "مصر في قلوبنا"، التي أمر رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بإطلاقها، لتوفير احتياجات الشعب المصري الشقيق، والوقوف بجانب الحبيبة مصر في محنتها، وتلك الحملة لاقت إقبالاً كبيراً من كل من يعيش على أرض الإمارات، عرفاناً بمواقف مصر وشعبها تجاه الوطن العربي الكبير.

لا أنسى ذكر مبادرة "كسوة مليون طفل"، والتي أطلقها الشيخ محمد بن راشد بعد قوله: "من رحمة الله بنا أن نرحم غيرنا، ومن يستحق الرحمة أكثر من أطفال صغار هم ضحايا لنزاعات وتوترات وفقر. نسأل الله أن يعيننا على إدخال السرور عليهم"، وحققت تلك الحملة أهدافها النبيلة، خلال فترة وجيزة، وكست مليون طفل بين دول عربية وإفريقية وآسيوية.

ومن منطلق قوله تعالى: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"، أمر الشيخ حمدان بن زايد بتكريم رواد العمل الإنساني في جائزة الشيخ حمدان للعمل الإنساني .

واستمرت المبادرات، فأطلقت الشيخة منال بنت محمد بن راشد "مبادرة المنال الإنسانية" بهدف ترسيخ ثقافة المسؤولية المجتمعية وتأصيل قيم التكافل الاجتماعي، ‏والتي تقوم بالعديد من المشاريع والبرامج الإنسانية لتعكس مفهوم التضامن والتكاتف بين أفراد المجتمع، وأعلنت عن مشروع "نور الحياة"، ليكون أول النشاطات الإنسانية في مبادرة المنال الإنسانية، وسيقدم المشروع الوقاية والعلاج لمليون مريض يعانون من الإعاقة البصرية في مناطق مختلفة من العالم.

كل هذه المبادرات والأعمال الإنسانية هي من تعاليم ديننا الحنيفـ، وفي قوله تعالى: "وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل"، "وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم"، وهي من أسباب حفظ الله تعالى لدولتنا من الشر لكثرة أعمال الخير والبر فيها، وهذا تصديق لحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات".

فهذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة جعلت من الإنسان الاماراتي، محباً للخير والعمل الطيب، والذي حرص عليه المغفور له بإذن الله تعالى الوالد الشيخ زايد، فأوصى أبناءه من شعب الإمارات بعمل الخير، دائماً.