صراف مصري يعد أوراقاً من فئة 100  دولار (أرشيف)
صراف مصري يعد أوراقاً من فئة 100 دولار (أرشيف)
الثلاثاء 29 نوفمبر 2016 / 13:43

مصر: الجنيه يواصل تراجعه رغم وفرة المعروض من الدولار

الأمور تتحسن الآن، والبنوك تعرض الدولار على الشركات هاتفياً بدل شعار "مفيش دولارات"، هكذا وصف رئيس مجلس إدارة جيه.تي.آي للتبغ أيمن العباسي حال سوق الصرف في مصر بعد تعويم العملة، رغم أن الجنيه مستمر في التراجع لدى البنوك.

وفاجأت مصر الأسواق في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) بتخليها عن ربط الجنيه بالدولار الأمريكي، في إجراء يهدف إلى جذب تدفق رؤوس الأموال، والقضاء على السوق السوداء، التي كادت تحل محل البنوك.

وقال مصرفيون ومستوردون لرويترز إن البنوك وفرت بالفعل كافة متطلبات مستوردي السلع الأساسية وغير الأساسية، في الفترة الماضية وتتمتع الآن بوفرة الدولار.

عروض بالهاتف
وقال العباسي: "نحاول الحصول على أدنى قدر من احتياجاتنا بالدولار من البنوك. الأمور تتحسن الآن. عندما نذهب للبنوك لا أحد يقول لنا مفيش، دولارات بل عاوز كام. هم من يتصلون هاتفياً منذ أسبوعين لعرض الدولارات علينا".

وعاشت مصر في السنوات القليلة الماضية تدهوراً اقتصادياً، وسط تفاقم عجز الميزانية، وارتفاع التضخم، وتراجع إنتاج الشركات والمصانع، والشح الشديد في العملة الصعبة، في ظل غياب السائحين والمستثمرين الأجانب، وتراجع إيرادات قناة السويس.

وسيشجع تحرير العملة الاستثمارات الأجنبية، ويزيد الصادرات، ويمكن الشركات من الحصول على الدولار من البنوك بأسعار السوق، بما يعيدها للإنتاج الكامل من جديد بعد تراجع الإنتاجية في الفترة الماضية، بسبب غياب الدولار اللازم لشراء المواد الخام.

ضعف السوق السوداء
وقال متعامل في السوق الموازية: "أصبحت السوق السوداء للعملة ضعيفة جداً جداً الآن. نبيع ما نحصل عليه للبنوك، ولا توجد أي طلبات كبيرة لدينا. من يشتري حالياً من السوق هو من لا يملك أوراق مستندية للاستيراد، لأن البنوك لا تغطي أي استيراد دون أوراق مستندية. الأسعار في الموازية بلغت الليلة الماضية 17.85 جنيهاً للشراء و17.95 جنيهاً للبيع".

وارتفع سعر الدولار في البنوك المصرية في أول أسبوع من تحرير سعر الصرف، قبل التراجع منذ 9 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما خفض بنكا مصر والأهلي المصري أسعار شراء الدولار من المواطنين، وتبعهما في ذلك القطاع المصرفي في مصر.

 لكن البنكين قادا ارتفاع الدولار مرة أخرى الأسبوع الماضي واستمرا في ذلك هذا الأسبوع.

ورفعت بنوك مصر والأهلي المصري والتجاري الدولي سعر شراء الدولار إلى ما بين 17.55 جنيهاً و17.80 جنيهاً مقابل 17.85-18 جنيهاً للبيع في بداية معاملات سوق ما بين البنوك الثلاثاء. 

وكانت البنوك الثلاثة تشتري الدولار بسعر يتراوح بين 17.25 و17.40 جنيهاً في الأسبوع الماضي، وتبيعه بما بين 17.45 و17.75 جنيهاً.

المضطر
وقال مصرفي: "معظم العملاء سواء للسلع الأساسية أو غير الأساسية يرون أن أسعار الدولار في البنوك حالياً مبالغ فيها، ولذا لا يشترون وينتظرون نزول السعر. من يشتري حالياً هو المضطر فقط نظراً لوجود بضاعته في الميناء ويحتاج لإخراجها. في البنوك الآن عندما يزيد سعر البيع عن 17.50 لا نجد مشتريا ولكن نجد البائع وعندما يقل السعر عن هذا المستوى نجد المشتري ولا نجد البائع".