الجمعة 2 ديسمبر 2016 / 15:34

فريق ترامب.. شوفينيون معادون للعولمة والإسلام

أبدى عدد من المحللين والمتابعين قلقهم حيال اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، شخصيات متشددة غير ليبرالية للعمل ضمن فريقة للإدارة الأمريكية الجديدة.

خطابات بانون وثييل الآتيين من خارج التركيبة السياسية في واشنطن، توحي بأشياء تتجاوز العمل السياسي، وباندفاعة نحو إعادة تشكيل أمريكا، والعالم، بصورة قد تغير معنى الديمقراطية، وقد تقضي عليها، في نهاية الأمر

ويأتي في مقدمة هؤلاء ستيف بانون وبيتر ثييل، وهما شخصيتان مثيرتان للجدل والقلق معاً، برأي جاديدا بوردي، أستاذ القانون في جامعة ديوك، ومؤلف عدة كتب تتعلق بالشأن السياسي المعاصر في أمريكا.

بداية يلفت بوردي إلى ستيف بانون، اليميني المتعصب، مدير موقع بريتبارت الإخباري، الذي كان بمثابة بوق لحملة ترامب الانتخابية، وقد يصبح أكثر الشخصيات النافذة في البيت الأبيض بوصفه "كبير الاستراتيجيين"، وهو دور يتوقع أن يكون بمثابة أذن الرئيس في البيت الأبيض.

وأما بيتر ثييل، غير الليبرالي القادم من وادي السيليكون، والذي ألقى خطاباً خلال مؤتمر ترامب الانتخابي، فقد تبرع بأكثر من مليون دولار دعماً لحملة ترامب، وبات اليوم عضواً في فريقه.

إعادة تشكيل أمريكا
ويشير بوردي إلى أن كتابات وخطب هذين الرجلين الآتيين من خارج التركيبة السياسية في واشنطن، توحي بأشياء تتجاوز العمل السياسي، وبأن ما يجري هو شيء أعمق، اندفاعة نحو إعادة تشكيل أمريكا، والعالم، بصورة قد تغير معنى الديمقراطية، وقد تقضي عليها، في نهاية الأمر.

صراع وحشي دموي
ويقول الكاتب بأنه من أجل فهم رأي بانون، قد تفيد العودة إلى خطاب ألقاه في عام 2014 أثناء مؤتمر عقده في الفاتيكان معهد "الكرامة الإنسانية"، منظمة سياسية محافظة مرتبطة بعلاقات مع هيئات كاثوليكية يمينية. وقد نشر موقع باز فيد مؤخراً نص الخطاب الذي قال فيه بانون: "تواجه الولايات المتحدة وأوروبا اليوم بداية صراع وحشي ودموي ضد نمط وحشي جديد وهائل قد يدمر كل ما بنيناه خلال الـ 2000 أو 2500 عاماً الماضية، ما لم نقض عليه. إنه الجهادية الإسلامية الفاشية".

سرطان

ويبدو، برأي برودي، أن بانون سيكون بمثابة الطرف المحرك لفكرة صراع حضارات تهيمن على فكر كبار مستشاري ترامب، وعلى رأسهم مايكل فلين، مستشار الرئيس المنتخب للأمن القومي والذي وصف الإسلام بأنه "خطر وجودي، وسرطان كإيديولوجية، وليس ديناً حقيقياً".

حرب ضد العولمة
ويقول الكاتب إن بانون ينظر إلى الحركات القومية الصاعدة كردود أفعال ضد العولمة والسوق الحرة، وهو لا يتطرق إلى الديموقراطية أو القانون وتطبيق الدساتير.

وأما ثييل الذي جنى ثروته من خلال تطويره لبرنامج بي بال، فيختلف كلياً عن بانون في كونه لا يتجاهل الديمقراطية بل هو أكثر وضوحاً في كونه يزدري الفكرة. وقد أعرب عن سخطه حيال المحسوبيات الرأسمالية والمؤسسات الرسمية والتعليمية، كجامعته، ستانفورد. وقد اشتهر بتقديمه منحاً لطلبة متفوقين ممن يهجرون الدراسة.

تجاوز قدرات بشرية

ويبدي ثييل اهتماماً بتطوير تقنيات تتجاوز القدرات البشرية، بما فيها استعمار الفضاء وأبحاث طبية حول الخلود. ويقول بوردي أن ثييل لم يلفت الكثير من الانتباه، خلال الحملة الانتخابية، عندما خرج عن تقاليد وادي السيليكون ليعلن تأييده لترامب، وليقول في خطبة ألقاها إن "سبب عدم انتفاع معظم الناس من الاقتصاد يعود لقوانين مجحفة أصدرها أشخاص مثل كلينتون وباراك أوباما، "ولشن حروب خاطئة وتطبيق أساليب بيروقراطية عتيقة، ما أدى لإضعاف الجيش. إن أمريكا بحاجة لأن تدار كشركة، وعلى الأخص، كشركة تقنيات".

ويلفت الكاتب لعدم توضيح ثييل لكيفية تطبيق فكرته، وإدارته للشركة الهائلة "أمريكا"، بل ألمح لوجوب العودة لزمن استكشاف الفضاء وسواه من المشاريع القومية الكبرى. كان خطابه تعبيراً عن" أفكار ترامب"، لكن بصبغة وادي السيليكون.