آخر تغريدات الوكالة القطرية عن الاخترقات قبل أكثر من أسبوع (أرشيف)
آخر تغريدات الوكالة القطرية عن الاخترقات قبل أكثر من أسبوع (أرشيف)
الثلاثاء 30 مايو 2017 / 20:10

أين نتائج التحقيق في "الاختراق الإلكتروني" للوكالة القطرية

بعد أكثر من أسبوع من تفجر ما أصبح يُعرف اليوم بـ"تصريحات تميم"، وما فجرته من "فتنة" أو خلاف أو "أزمة" وفق الزاوية أو الموقف من ملف القضية، التي تجاوزت منذ الساعات الأولى مجرد "تلفيق لتصريحات تميم بن حمد" أو "اختراق" موقع وكالة الأنباء القطرية، إلى ما أخطر من ذلك بكثير.

ففي قطر، كما في الإمارات والسعودية، وبدرجة أقل في البحرين والكويت، لم تعد القضية اختراقاً وتسللاً، مثل أي جريمة إلكترونية عادية، رغم خطورة انعكاساتها على غرار الهجوم العالمي بفيروس "واناكراي" الذي يُعد حتى اليوم أكبر اختراق إلكتروني في التاريخ.

واختراق وكالة الأنباء القطرية، أخطر من ذلك بكثير لانعكاساته السياسية والاقتصادية والإعلامية، بما أن الجهات القطرية أكدت مباشرتها الفورية بالتحقيق في هذه المسألة "بعد تأكدها من الاختراق".

وبعد أكثر من أسبوع لا نزال مثل صامويل بيكيت، في "انتظار السيد غودو"، وبعد كل هذا الوقت الثمين، ورغم "استعداد دول شقيقة وصديقة" وفق تصريحات رسمية في الدوحة، للمساعدة على التوصل إلى الجهة المخترقة، ونشر نتائج التحقيق، لا يزال الرأي العام القطري والخليجي عموماً في انتظار التحقيق ونتائجه، التحقيق الذي اتضح أنه لن يكشف شيئاً أو يصل إلى أي خط، ولا حتى بداية خط، أو فيروس مضلل مثل "واناكراي" الذي لم تستغرق مطاردة واضعيه وناشريه أكثر من يومين اثنين، لمعرفة ليس فقط هوية المخترقين والقراصنة، بل نوع العطر الذي يضعونه، أو شكل النظارات التي يرتدونها، وحتى قائمة الطعام الذي طلبوه قبل الهجوم الواسع.

ومثل غودو الذي لن ينقذ الذين ينتطرونه، في المسرحية الشهيرة، فإن التحقيق الذي وعدت به الدوحة، لن يكشف قاتل جون كينيدي الحقيقي، ولكنه سيكشف بناء على معطيات رياضية وفيزيائية واضحة من الذي "اخترق" الدوحة، ولكن هذا التحقيق الموعود، لن يُغير شيئاً من الواقع، والحقائق في دول الخليج الأخرى التي انتقلت إلى ملفات أخرى، ومسائل حيوية أخرى مثل دور قطر وسياستها في المنطقة والعالم، والتي كان من الضروري التطرق لها اليوم لتذكير الجميع بأن المنطقة بأسرها والعالم العربي بشكل عام، دخلا منذ قمم الرياض، مرحلة جديدةً قوامها الفرز، والحسم، تمهيداً للحساب والعقاب.

وفي الوقت الذي تنوح فيه قطر مثل حمامة أبي فراس الحمداني، فإن جيران الدوحة يشعرون فعلاً بأن ساعة المراهقات والعبث السياسي المتواصل في المنطقة الخليجية والعربية منذ 2011، لم تعد مسألة قابلة للنظر أو المفاوضة، في ظل النتائج الكارثية التي ارتبطت منذ سنوات بالدور القطري العابث، خدمة لتكتيكات تكشف قصوراً استراتيجياً مذهلاً، وشللاً مؤسساتياً مثيراً للاهتمام ولبعض الأسف أيضاً، خاصة على المستوى الديبلوماسي، مثل المسارعة للحديث عن التحقيق وتشكيل لجنة وغير ذلك من التفاصيل الكثيرة التي ضج بها الإعلام القطري، قبل أن يُدفن التحقيق، والتقرير، واللجنة وكل من فكر في حجة الاختراق، الذي يكشف بارونيا وفصاماً في الشخصية غير مسبوق في تاريخ المنطقة الخليجية.

ومن المضحكات المبكيات أيضاً أن تتهم قطر دول الجوار بالتآمر عليها، والحال أن أي متابع للملهاة القطرية، وأي قارئ منتبه للمتاهة السياسية في الدوحة سيتمنى اليوم ويُطالب الجهات القطرية بنشر التحقيق الذي وعدت به، أو على الأقل نشر الخطوات التي قامت بها لجنة التحقيق الذي وعدت بها و"توعدت" بتشكيلها للتحقيق، و"نشر النتائج في أسرع وقت ممكن" قبل "مقاضاة الجهة المجهولة" التي اخترقت موقع وكالة الأنباء القطرية.

وسيكون قبول الدوحة رفع هذا التحدي وتغيير الأسلوب ومفردات الخطاب، أول خطوة أو دليل على استعادتها بعض الرشد والصواب، وليس كله، ودفن البعض من أوهام العظمة.