الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد.(أرشيف)
الجمعة 9 يونيو 2017 / 20:43

قطر الإيرانية: رحلة البحث عن "قبضايات" الخليفة

اليوم حينما تبحث قطر عن (بودي جارد) تركي، تضع نفسها تحت الوصاية الأردوغانية، وهي التي تغني منذ شهر عن رفضها للوصاية الخليجية

قطر المذهلة في غرائبها، تبدع هي وإخوانجيتها دائمًا في خلق الأعذار كمراهق متعب يتهرّب من سوط العذاب التأديبي؛ أو كابن عاق ضلّ السبيل وزيّن له سوء عمله، فلا زالت تمارس اللف والدوران وتجاهل الرسائل المباشرة، والتركيز على الخطابات الجانبية والأجنبية، ومنذ أوّل يوم للقرارات الخليجية الحاسمة في مواجهة التفلت القطري، نقرأ كل يوم ما يؤكد أنّ الذيل المعوج لن يتعدّل ولو وضعناه في "قالب" من الثلج. والادعاءات لا تنقضي. والغرائب آخرها الاستنجاد برمضاء الصفوي والعثماني معاً.

القاعدة الأمريكية في قطر هي الضمانة الوحيدة التي يطمئن لها بعض القطريين من الحكام والساسة والعوام، وللأسف هم كعادتهم يضيعون كل ما بين يديهم لأنهم ينظرون إلى الأشياء على أنها أوراق ضغط، قبل فترة استخدموا صبر الخليج فانقلب عليهم جحيمًا، واليوم بحديثهم عن قوات إيرانية وتركية هم يمتحنون بذلك "البنتاغون" الأمريكي، وبتهورهم هذا يعرضون القاعدة وموقعها للخطر!

القطريون يتحدثون عن تركيا وكأنها قوة مستعدة دومًا لحماية الدول الحليفة، ويريدون منا أن نظن أن من حقهم بتصرفهم الصبياني هذا أن ننشغل ونقول لن نزيد الطين بلة، فهم يزرعون بجانبنا "معسكر" لخليفتهم الموهوم الذي يعتقل كل يوم 170 رجلاً!

بالطبع هناك أبعاد تاريخية ذكرتها في مقال سابق. منذ تأسيس الإمارة القطرية استخدمت قطر تكتيك الحلفاء المتنافسين للخروج من المآزق، فهي الإمارة الوحيدة في العالم التي رفعت علمين مختلفين في يوم واحد، وهذا لا يهمنا الآن بقدر ما يهمنا توضيح أن الذي تفعله قطر اليوم باستدعاء تركيا أو الحرس الثوري، له إشارات بعيدة وخطيرة، واستغلال خطير لما يجري ويدور. الغريب أنها تفعل كل هذا ثم يأتي وزير خارجيتها ويقول أنه لا يرى حلاً عسكرياً للأزمة الخليجية، ولعل السؤال؛ ماذا كنت ستفعل إذًا لو كان حلها عسكريًا. أنت يا عزيزي الوزير قمت باستدعاء قوات تركية والحديث عن قوات إيرانية أوقفته في اليوم الأول.

على ماذا اختلفنا إذاً؟ أضافت قطر إلى قائمة 2014 التي لم تحترمها وتجاوزتها وظنت أنها خدعتنا، تعقيدات للأمن الإقليمي الخليجي وخرقاً للإجماع الخليجي، وتهديداً للجوار بقوات أجنبية، والغرض بكل تأكيد لم يكن أن تحمي نفسها، بل أن تهاجم وتستفز وترسل رسائل. قبيحة. فهي اليوم حينما تبحث عن (بودي غارد) تركي، تضع نفسها تحت الوصاية الأردوغانية، وهي التي تغني منذ شهر عن رفضها للوصاية الخليجية، فها هي تضع رأسها تحت الوصاية التركية. بينما قلبها تحت الوصاية الإيرانية. ربما تكون قطر أكبر دولة خاضعة لوصايات في المنطقة خلال أسابيع قليلة.

هذه الأزمة المصيرية التي أدخلتنا فيها السياسات القطرية القاصرة، تحتاج منا جميعاً أن ننتبه للخطر المحدق، ولا يوجد شيء يطمئننا سوى أن نرى قيادتنا الرشيدة تضع يدها في يد الأصدقاء وتعلن أنها لن تسمح لأحد بأن يزعزع أمن المنطقة، وإن كان العرب انتزعوا اليمن من يد إيران، فإنهم قطعًا لن يتركوا دولة أخرى تقع في أحضان الخميني أو تبيع روحها لإخوانه وخليفتهم الموهوم.