الثلاثاء 13 يونيو 2017 / 20:54

قطر نقطة التقاء المشروع الفارسي والعثماني

بتأكيد لم نتفاجأ بقرار الإمارات ومصر والسعودية والبحرين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وننتظر خطوات أشد قسوة أبعد من المقاطعة.
وحقيقة الأمر لم أتعجب انحياز إيران وتركيا لقطر في معركتها ضد الدول العربية، سواء على مستوى المؤسسات الرسمية السياسية أو حتى الإعلامية، فالطيور على أشكالها تقع، فقطر لن تتخلى عن دورها كمدير مكتب رعاية مصالح الإرهابيين في المنطقة، وهو الأمر الذي ترى فيه قطر ضرورة لتصبح دولة متواجدة على الساحة الإقليمية والعالمية، كما أنها تعد نقطة التقاء المشروع الفارسي والعثماني بالإقليم.

فلم يكن هناك أي خلاف بين مصنع الإرهاب ومن يموله ومن يدربه يوماً، سوى في الملف السوري، واكتفى الجميع باحتفاظ مصالحه داخل هذا البلد دون النظر للحظة لوضع الشعب السوري، فقطر دمرت أي مستقبل للغاز والنفط السوري، وهو الأمر الذي عملت على تكراره في الملف الليبي، قبل أن تتصدى لها مصر والامارات، أما تركيا فهي تسير في عملية اقتطاع جزء جديد من الأراضي السورية على غرار لواء الاسكندرونة، بعد عملية درع الفرات ثم مشروع المناطق الآمنة، وإيران تعمل على عرقنة سوريا، ولنا في كم المباني والاراضي التي تم شراؤها بأسماء أناس هم في الأساس تابعون للحرس الثوري، على غرار ما قامت به إيران منذ أربعة أعوام في مدينة المحرق البحرينية عبرة، هذا بخلاف ما تحصلت عليه من حقوق وامتيازات في التنقيب عن النفط، وآلاف الهكتارات للزراعة وإنشاء مصافي نفطية، بجانب حصولها على ترخيص إنشاء شبكة اتصال جديدة، والعديد من الامتيازات الاقتصادية على انقاض الدولة السورية.

إلى أن ازدادت أطماع تركيا وإيران في المنطقة، فعملوا على توجيه رأس الحربة مجدداً نحو دول الخليج ذات نفسها، فبدأت قطر بألياتها الإعلامية الخبيثة وأجهزتها الأمنية تبث سمومها ضد جيرانها كالسعودية والإمارات والبحرين وحتى الكويت أيضاً، سواء عبر تبني معارضين لتلك الدول، أو دعم جماعات مغرضة تحاول أحداث فوضى بها، ولكن كان الرباعي المصري السعودي الإماراتي البحريني قرأ كل ذلك مبكراً واستبق الأحداث، لتكون قطر لأول مرة في جوالات الربيع رد فعل.