الأربعاء 14 يونيو 2017 / 21:30

الظلم أساس الحكم في قطر

اكتمل نصاب الديكتاتورية في النظام القطري بجميع أركانه الست: الظلم المجتمعي، تبديد الأموال، المحاكمات غير العادلة، ترهيب الشعب بقوات أجنبية، معاداة الحليف ومحاباة العدو، نشر الفساد والإرهاب، جميعها أتت ضمن الطبق الذهبي الذي تلعب على وتره حكومة قطر وتضع عليه ما لذ وطاب من رواتب عالية ومميزات مادية لإخراس البسطاء من الناس أصحاب التفكير المحدود.

أما الظلم الاجتماعي، فمن أشد أنواع الظلم أن يحول الإصبع القطري الذي ضغط على زر إلغاء الجنسية لأكثر من ستة آلاف ونيف بـ "تكة زر كما يقال" ليصبحوا بين ليلة وضحاها من فئة البدون وفوق ذلك مهجرين من بلدهم ولا تلتفت إلى مصالحهم الحقوقية ولامصيرهم المرتبط بالأرض والقومية القطرية وتجردهم من أصعب شيء يمكن أن تتخلى عنه النفس البشرية وهو الوطن، لمجرد مخالفتهم سياستها غير العادلة ولا المنطقية.

وفي شق الأموال المبددة نجد أرقاماَ فلكية ذهبت فدية أو دعماً لجماعات دخلت كهف الظلام الإرهابي، فما إن يرفع سماعة الهاتف البغدادي للسلام على أمير قطر حتى يجد أمامه طائرة محملة بمليارات الدولارات "شرهة كما نسميها" لمواصلة سفك الدماء الممنهج، والبغدادي إرهابي واحد ضمن مئات الإرهابيين الذين تدعمهم قطر دون مبرر، وبينما الأموال تطير بلا رجعة إلى كهوف الإرهاب، وهناك من يعيش مسجون على ذمة قضية مالية في قطر وهذه الجمعيات الحكومية المهتمة بالعمل الإرهابي تحت غطاء الخير تمر مرور الطاووس من أمام هذا السجن وترفع ذيلها خيلاء للأعلى.

أما الشق الثالث فالمحاكمات غير العادلة كثيرة، وإن تحدثنا عن قصيدة شاعر أدت به إلى خلف القضبان خمسة عشر عاماً، سنعرف حينها نوع صالات المحاكم التي كتب على بابها العدل أساس الحكم لإعطاء المحكمة صبغة شرعية عادلة وهي ذات الفرشة التي صبغ بها برنامج القرضاوي ومنبره كل جمعة، والسر من كل هذا هو الصفقة العمياء التي كتبت على حساب مشاعر الشعب القطري عندما قررت حكومة قطر الاستعانة بالحرس الثوري الإيراني والذي من المفترض أنها كانت تحاربه معنا في اليمن!
وربما هذا الشق يصلنا بالبند اللاحق في معاداة الحليف ومحاباة العدو، فبات واضحاً وجلياً للمشاهد في العالم العربي والمجتمع الدولي كيف وبكل صبيانية أشار الأمير تميم بيده نحو جحافل أردوغان وروحاني، وكأنه يقول هؤلاء أهلي وعشيرتي في مشهد يذكرني بأحد السياسيين الذي وقف أمام نفس الجحافل بعد سقوط صدام، ولم يصمد أمام ممارساتهم وسلوكياتهم حتى صرخ بأعلى صوته، اخرجوا من العراق، وفي الحقيقة هو الذي خرج من العراق وهم من بقوا.

أما البند السادس في نشر الفساد الإرهابي، فوحدها البحرين تحدثنا عن خيانة الأخ وغدر الصديق ونقض العهود التي أتت بها قطر جميعها في آن واحد ووضعتها في بيت الطيب والأخلاق والروح الطيبة المتعاونة مع الجميع، فالبحرين هي الشقيق المهذب النافع الناصح الحنون على باقي اخوته ، قد عانت الأمرين، فكل ما تعرض له الشعب البحريني خلال السبع سنوات الماضية يكفينا لمحاسبة قطر ما بقي لها من وجود، كون الأذى الذي لحق بالبحرين لم يكن حادث سير حتى ننزل ونتصافح ونلجأ لشركات التأمين لننهي إجراءات التصليح ونعود أحبة، لا فالحادثة هنا أكبر والغدر أبشع، والآن فقط اتضح لدى قادة وضباط درع الجزيرة، لماذا كان الإرهابيون يعرفون أماكن نقاط الضعف في البحرين ليذهبوا لها قبل وصول القوات، ذلك لأن أحد ضباط القيادة كان قطرياً، ويعلم بالخطط التي لا يعلم بها أحد سوى عدد قليل في غرفة القيادة.

أيادي الغدر القطرية لم تتوقف في مكان وزمان واحد، بل وجهت طعناتها لتطال القريب قبل الغريب وذلك سنراه مجسداً وجلياً، وبعد عدة شهور، وتحديداً في تاريخ الرابع من سبتمبر، حين ترفع الأمهات الثكالى أيديهن إلى الخالق ليرددن وبصوت واحد: "ربنا انتقم ممن آذى ابناءنا وعرضهم لحادثة الغدر في اليمن"، وستقف اللقمة في حلق تميم وحكومته بعد الدعاء، كونهن أصبن الشخص الحقيقي من خلال دعائهن.