أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة.(أرشيف)
أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة.(أرشيف)
الجمعة 16 يونيو 2017 / 21:14

إلى أين ... يا قطر؟

قام حمد بن خليفة ببيع الخليج كله لصالح أفراد مثل "القرضاوي" و"عزمي بشارة"، وأصبح يحلم بأن يرى نفسه زعيمًا لما هو أكبر من حجمه، ولكنه انكشف وانكمش

قال الديبلوماسي القطري محمد جهام الكواري في إحدى الدول الغربية قبل يومين، إن بلاده تدفع ثمن دعمها لثورات الربيع العربي، ووضع ذلك في إطار أغنية "ظلموني" التي يغنيها كورال المنشدين القطري- الإخواني- الإيراني- التركي المتعاضد، الكورال الذي يغني بلحنه السمج منذ بداية حملة "مقاطعة" قطر لا حصارها المزعوم.

فما هو الربيع العربي، هذا الذي دعمته قطر وكيف دعمته؟

حينما كانت المصادر المطلعة تشير إلى أن حمد بن جاسم يوجه بتوزيع حقائب الأموال على الإخوان المسلمين للاتفاق مع البلطجية وللقناصين في مصر، كان الجميع يندهش من البجاحة التي تتعامل بها قطر مع الأزمات، فقد كان مدهشاً ممارسة حمد بن خليفة حاكم قطر آنذاك الخيانة، حتى كاد القذافي ينفجر في الشاشة وهو يستغرب من الشخص الذي كان يخطط معه فقال القذافي بصوته العالي: "هذي آخرتها يا قطر؟". لقد كانت تلك الحرقة مفتاحاً لمعرفة الكثير من الأشياء وأولها التسريب الصوتي الذي كشف المؤامرات المخزية لتمزيق السعودية وطعن مصر وإحراجها والتي وقعت في براثنها قطر.

في الخليج هناك سقف من الحكمة لكل شيء، ويمكن الصبر على كل شيء، إلا الكذب، وتعوّد الكذب. بإمكان من يخطئ التقدم باعتذار وغالب الظن يقبله الحكماء. ولكن أن يتحول الكذب والمؤامرة إلى عادة دائمة، والاعتذار يأتي في مرحلة في الوسط، فهو ما يجعل حل الأمور صعباً.

ولكن الحالة القطرية تجاوزت كل شيء، فالخطة في التأخير أن الأمور ستختلف.

قام حمد بن خليفة ببيع الخليج كله لصالح أفراد مثل "القرضاوي" و"عزمي بشارة"، وأصبح يحلم بأن يرى نفسه زعيماً لما هو أكبر من حجمه، ولكنه انكشف وانكمش وقال الجميع إنه سيعقل، وحينما تنازل لابنه كان الناس يظنون أنه خجل من مواقفه وأنه ربما قرر التواري وراء ابنه، ولكن ما حدث أنه كان يريد التخطيط للمزيد من المؤامرات.

قلبي مقبوض من ربيع الدماء الذي يدافع عنه القطري، وبودي أن أعرف كيف للقرضاوي المحرض، ولمن حرضه، أن ينام كل يوم وهو الذي شرّد عبر تحريضه ملايين السوريين، وأسال دماء الناس في ليبيا!

قائمة الإرهاب التي أصدرها الخليج، وقبلها قوائم لأفراد منهم من مارس القتل، فقتلوا النائب العام المصري في القاهرة، ويسكن أمثالهم ومن يؤيدهم في قطر الخليجية، القنوات التي تتلقى دعم رجال معروفين بأسمائهم، لا تحرض على العنف بل على قتل الضباط المصريين، المليارات الأربع التي تم تجميدها كانت مسخرة بشكل واضح ومتين لصالح خراب الشعوب أكثر فأكثر. وهذا الخراب حينما يضيق الحال على قطر، يطلق الديبلوماسي الهمام عليه اسم الربيع العربي!

قريباً سيقولون إن قطر كانت تدعم الربيع العراقي والشامي، حينما قدمت ٥٠٠ مليون دولار لجهات إرهابية شيعية في العراق، وقسمت البقية بالمناصفة على جهة سنية داخل سوريا وأخرى في الحدود، وحتى لا يغلّب القارئ نفسه بالبحث عن أسماء، أؤكد له أن جميع هذه الجهات إرهابية. ولكن دفعة الأموال الأخيرة التي احتجزتها السلطات العراقية ولا تزال تحتجزها، فهي قصة موازية للقصة الكبرى، وكل هذا في مسرحية "رهائن قطريين". ما أشبه الحقائب الموجودة في البنك المركزي العراقي الآن بتلك التي موّلت الجماعات الإرهابية والبلطجية وكل من أراد أن يزعزع بلاده!

لقد هزلت يا سادة...