صراع على الوكالات الأوروبية بعد بريكست (أرشيف)
صراع على الوكالات الأوروبية بعد بريكست (أرشيف)
الثلاثاء 20 يونيو 2017 / 17:57

منافسة شديدة لاستضافة وكالتين أوروبيتين بعد بريكست

تخوض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي منافسة شديدة على استضافة وكالتين أوروبيتين ستغادران بريطانيا بعد بريكست ومعهما مئات الموظفين وعائلاتهم وما يرافق ذلك من عائدات اقتصادية.

ويريد قادة الدول الأعضاء بأي ثمن تفادي فتح سوق مزايدات وسيغتنمون فرصة القمة الأوروبية بعد غد الخميس في بروكسل لمحاولة تبني آلية توافقية للاختيار، واقترحت فرنسا مدينة ليل (شمالاً) لاستضافة "الوكالة الأوروبية للدواء"، لكن المنافسة عليها تبدو محتدمة مع أمستردام وكوبنهاغن وستوكهولم وبرشلونة.

وأما ألمانيا فتريد أن تصبح فرانكفورت مقر "السلطة المصرفية الأوروبية" وسط منافسة باريس وبراغ، وبرزت كذلك مدن على غرار فيينا ودبلن ووارسو رشحتها بلدانها لاستضافة الوكالتين معاً، وتنطوي الرهانات الاقتصادية على عناصر كفيلة بتغذية الأطماع.

وتتخذ "الوكالة الأوروبية للدواء" مقرها منذ 1995 في حي الأعمال "كاناري وورف" في لندن، وهي مكلفة الترويج للصحة العامة من خلال أنشطة تقييم وإشراف على العقاقير للاستخدام البشري والبيطري، وتوظف الوكالة حوالي 900 شخص وسجلت 30 ألف ليلة في الفنادق بفضل زوارها الكثر في العام 2015، بحسب وثيقة لمجلس الاتحاد الأوروبي.

مسابقة يوروفيجن 
وأنشئت "السلطة المصرفية الأوروبية" في 2011 واتخذت مقراً في لندن، وباتت معروفة عبر اختبارات الإجهاد التي تجريها على المصارف الأوروبية، وهي توظف حوالي 190 شخصاً، فيما يراكم زوارها حجوزات فندقية توازي حوالي 9000 ليلة سنوياً، بحسب الوثيقة نفسها.

ووضع مجلس الاتحاد الأوروبي الذي يضم الدول الأعضاء آلية بعدة مراحل تتيح لها توزيع النقاط على المدن المرشحة المرغوبة، واعتبر دبلوماسي من بلد أوروبي كبير المسألة "كأنها مسابقة يوروفيجن" في إشارة إلى مسابقة الأغاني التلفزيونية السنوية التي تلقى متابعة واسعة.

وما زالت الآلية طور البلورة ويفترض أن تطرح بعد غد الخميس على قادة الدول الأعضاء الـ27 المجتمعين في بروكسل، بحسب المصدر الدبلوماسي.

وأفادت وثيقة عمل أن مهلة تقديم الترشيحات كافة تنتهي مع 31 يوليو(تموز) المقبل، لتتولى المفوضية الأوروبية تقييمها حتى 30 سبتمبر(أيلول) المقبل، وعلى المفوضية أن تأخذ معايير مختلفة في الاعتبار بينها مدى سهولة الوصول إلى الموقع وفرص العمل لدى شركاء الموظفين والدراسة لأبنائهم.

وكما سيأخذ التقييم في الاعتبار المواقع الحالية للوكالات الأخرى بهدف إجراء توزيع جغرافي متوازن لمقارها، ولكن الخيار النهائي يعود إلى الدول الأعضاء التي يحق لها أخذ هذا التقييم في الاعتبار أم لا أثناء التصويت الذي قد يجري في أكتوبر(تشرين الأول) المقبل.

مفاجآت محتملة 
وينص مشروع المجلس على منح كل من الدول الأعضاء 6 نقاط يجوز لها توزيعها في دورة تصويت أولى بمنح خيارها الأول 3 نقاط والثاني نقطتين والثالث نقطة واحدة.

ويفوز موقع مرشح في حال حصوله على 3 نقاط من 14 دولة على الأقل، وإلا فستنظم دورة تصويت ثانية على المدن المرشحة الثلاث الأولى، لكن هذه المرة بموجب صوت واحد لكل دولة عضو.

ويستلزم الفوز بالدورة الثانية 14 نقطة، وفي حال فشل أي من المدن المرشحة الثلاث في جمعها، فتنص الآلية على دورة تصويت ثالثة ونهائية على البلدين اللذين تصدرا تصويت الدورة الثانية على مدنهما المرشحة، غير أن تصويت الدول الأعضاء بالاقتراع السري قد يخفي المفاجآت.

وفي جميع الأحوال، وأياً كان البلد الفائز، فيترتب على لندن تسديد تكاليف نقل المقار، على ما أنذر أعضاء الاتحاد الـ27.