الخميس 29 يونيو 2017 / 19:26

الإعلام القطري .. ألا يستحي ولو لمرّة ؟!

يدندن الإعلام القطري هذه الأيام على نغمة المظلومية تجاه قرار المقاطعة الذي اتخذته الدول الأربع: الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، واصفاً المقاطعة بالحصار، وضارباً على وتر الأخوّة التي اكتشف معناها للتو!

والسؤال الآن: أين كانت تلك (الأخوّة) حين كانت تحاك المؤامرات ضد الإخوة طوال عقدين من الزمن؟

قناة الجزيرة اكتشفت فجأة حُرمة شهر رمضان المبارك في استحضارها للأزمة الجارية، والسؤال هنا: أين كانت حُرمة هذا الشهر حين كان التحريض ضد الأنظمة وإشعال الفتن في أكثر من بلد عربي؟ أين حُرمة رمضان والأشهر الحُرم حين كان القرضاوي من على منبر الجزيرة يدعو إلى قتل كل من لا ينشق عن تلك الأنظمة، حتى ذهب الكثيرون وسفكت الكثير من الدماء دون أي مراعاة لأي شهر أو يوم أو أي مقدّس آخر؟!

قناة الجزيرة هي القناة الوحيدة التي كانت تصف تنظيم داعش الإرهابي بتنظيم الدولة الإسلامية، تُريد أن توهم المتابعين بالمحايدة، ولكن اللعبة مكشوفة، فالترويج للمصطلح يكشف الترويج للفكر، يُدلّل على هذا الأمر ذلك الدعم السياسي والمالي الذي كان فيه النظام القطري على تنسيق كامل مع تركيا التي كانت تشتري النفط من داعش في السنوات الماضية!

ذاكرتنا ليست مثقوبة، وكلنا يتذكر ذلك التحريض الإعلامي المدعوم والموجّه سياسيا من قبل النظام القطري، فأين كانت هذه المعاني الأخوية التي يستحضرها الإعلام القطري هذه الأيام؟ وأين كانت تلك الأخوّة منذ إحدى وعشرين سنة وهو يعمل ضد مصالح الأمة وشعوبها؟ بل وضد الأشقاء؟ بل كيف له أن ينسى كل تلك الدماء المسفوكة في غياب تام لكل معاني الأخوّة والشرف والشهامة العربية؟

جاءت لحظة الحساب، ولكل شيء أجل، وبات على قطر أن تعي أن ورقة الإسلام السياسي الذي تراهن بغباء عليها قد انتهت مرحليا منذ أن وعت الشعوب العربية التي يُشكّل الشباب المتطلّع نسبة كبيرة منها حقيقة تلك التيارات الإسلاموية وغاياتها.

الشعوب العربية اليوم تتطلع للتنمية والرخاء قبل أن تحلم بالديموقراطية، كما أن الأجيال الجديدة التي تعي ما يدور حول العالم ليست في وارد أن يُلعب على عواطفها بأدبيات الإسلام السياسي ، فهل يعي أصحاب القرار في قطر هذه الحقائق؟