منظر عام للدوحة.(أرشيف)
منظر عام للدوحة.(أرشيف)
الجمعة 30 يونيو 2017 / 17:45

لهذه الأسباب على قطر أن توافق على الشروط الجماعية العربية

أدمنوا لعب دور المظلوم، ويعشقون هذا الدور، وينطلقون منه للإساءة لرموز الخليج، الأحياء والأموات، بكذبٍ لا أظن أن إبليس يستحمل الاستماع إليه!

لا مفر من أن تلتزم قطر بالشروط الخليجية والعربية، ولا مناص من الاستعانة بكل الطرق التي تجبرها على الالتزام، حتى لا يعيش خليجنا على موجة من التوترات متى ما أحبت شرذمة دفع قطر إلى التراجع عن شرطٍ ما. لم يعد بوسع الناس احتمال أزمة أخرى، فتبدو هذه الأزمة الأخيرة، وأيًا كانت نتيجتها، فستبقى إلى الأبد، ويبدو بشكلٍ واضح أن أحدًا لن يحتمل مزيدًا من الإيذاء.

مدى الحديث الجديد اليوم، لا سقف له. وعبر وزير الخارجية البحريني بكل صراحة عن أن قطر هي من استدعت القاعدة العسكرية التركية في استفزاز لا يمكن قبوله، وهو ما يفتح الأفق لاحتمالات لا حد لها، ولكي يفهم البعض فنحن نؤكد إن كانت المشكلة قبل فترة تكمن في استضافة بعض الإخوان المسلمين والإرهابيين الذين يحملون فكرًا تكفيريًا لكل الخليج، فإن قطر عقدت المشكلة الآن باستضافتها لمسلحين يحملون نوايا عدوانية حتى وإن قالت الدبلوماسية أنها غير واضحة، إلا أننا نراها بوضوح الشمس، ونقولها بعينٍ قويّة ولسان واضح: جيش أردوغان في الدوحة عدو لدول الخليج.
قطر التي تعيش قنواتها وأذرعها الإعلامية الرعب من الجيش العربي "المصري"، وتعمل ليل نهار ضده، عليها أن تعرف أن خضوعها للتيارات الإخوانية يجعل الجميع يتوحد، ضد "المحتمل" الذي يريد إخضاع الخليج، واحتلاله، باسم الدين وباسم الثورة وباسم أشياء أخرى، وإذا لم ننتبه لذلك، وننشئ القواعد التي ترده والجيوش التي تصده، سيكون الغلط غلطنا، وسيحمل يوم ٤ يوليو (تموز) خبرًا يجعل من جلب أردوغان "يلطم بجد".

منذ اليوم الأول حينما انطلقت تصريحات تميم، كانت كل حسابات قطر خاطئة، وهي تحسب أن الناس لا يفهمون، وتظن أن استعانتها بأجهزة مخابرات غير عربية سيجعل خططها تمضي بسلام، وأنها لن تكشف، ولكن هذا لم يعد مجديًا، الجميع يمسك بخيوط اللعبة، وأي خيط يتحرك ضد مصالحنا فإنه سينقطع ويصبح بلا جدوى.

انظروا إلى قنوات قطر الثانوية، وهي تتحضر للعب دور بعيد المدى. تأملوا اللغة التي تتحدث بها والاتهامات والحقد الحقيقي الذي يعيشونه، وقد بدت البغضاء. لا شيء يردهم، الكذب والغش والخداع، وهم أدمنوا لعب دور المظلوم، ويعشقون هذا الدور، وينطلقون منه للإساءة لرموز الخليج، الأحياء والأموات، بكذبٍ لا أظن أن إبليس يستحمل الاستماع إليه!

في قلب كل خليجي أمل أن يخرج من قطر رجل عاقل ورشيد، ويوقع بالإجابة على الطلبات الجماعية، وإنني أراهن أنه لو عر ضت هذه الطلبات على الشعب القطري، لقبلها دفعةً واحدة، ولما تردد فيها إلا من يخاف سطوة الإخوان والقرضاوي والترك وإيران. ولعل الذين يتحدثون عن أن أحدًا يطمع في مال قطر ينظرون حولهم، ليروا أن كل الخليج أغنى منهم، وأن من يريد أكل بلدهم يقيم فيها كتنظيم وها هو يبني بطريقة ذكية في أرضهم قاعدة عسكرية بإمكانها تغيير الحاكم كل أسبوع مرتين، ولا يحتاج ذلك لإعلان.

سيوافق القطريون لأنهم يخافون من أن يصبح أمرهم وتعليماتهم تأتي من الباب العالي، ويدركون أنهم في ورطة لا حل لهم إلا بالدخول مع الخليج في حلف واضح وصريح، وإلا أكلتهم تركيا قبل أن تأكلهم إيران، والإخوان حبايب الثلاثة.