أمير قطر السابق الشيخ حمد.(أرشيف)
أمير قطر السابق الشيخ حمد.(أرشيف)
الجمعة 7 يوليو 2017 / 20:03

من حاصر تميم هو من يوتر المتنمق وزير خارجية قطر

حينما أراد تميم أن يندمج مع الخليج في عمل عسكري واحد، قام والده بترتيب اتفاق جزئي لتعاون عسكري مع تركيا، وتركه محرجًا لدرجة أنه لم يستطع الظهور على التلفزيون لمدة ٣ أشهر

التوتر غالباً ما يجعل كل إنسان يتفوه بكلمة أو كلمتين لا يعي معناهما، ولكن لا يمكن أن يحدث للناس ما يجري لوزير خارجية قطر صاحب التصريحات الغريبة والعجيبة، فالرجل الذي وقف قبل أيام سجل اعترافاً هو الأول من نوعه في العالم، حينما قال إن قطر هي أقل دولة في العام تدعم الإرهاب، وبالطبع ما يدين كثيره فقليله يدين، وبالأمس عاد هذا الرجل المسكين ليقول إن قطر تتعرض للإهانة، وأن السيادة القطرية لن تتزحزح، فما هي السيادة يا سادة؟

حتى نكون منصفين، دعونا نعرف أن مسألة السيادة مسألة توتر قطر بحق، ليس لأن دول الخليج تريد أن تؤثر على هذه السيادة ولا لأن مصر قد تهددها في لحظة ما، ولكن لأمر آخر، فالصراع على السيادة هو داخل المجتمع القطري نفسه.

هذا الصراع تكشفه الهدنة التي طلبها القطريون للرد على ورقة واحدة، ولكن كيف يمكن التأكد من ذلك؟

فلنعد بالذاكرة إلى قبل سنتين وفي أزمة سحب السفراء تحديداً، كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله محدداً كلما يلتقي الأمير تميم في المهمات الرسمية وكان يسأله: من الذي يحكم الآن، وكان تميم يقول كل مرة: امنحوني مهلة وفرصة، أنا أتعرض لضغوط وهناك مراكز قوى، وغيره، ولعله كان صادقًا، ولكنه وقع في شبكة العصابة التي اختطفت قطر منذ ١٩٩٦.

حينما أراد تميم أن يندمج مع الخليج في عمل عسكري واحد، قام والده بترتيب اتفاق جزئي لتعاون عسكري مع تركيا، وتركه محرجاً لدرجة أنه لم يستطع الظهور على التلفزيون لمدة ٣ أشهر حين إعلان الفكرة، وبهذه المناسبة لعلنا نتساءل الآن: لماذا لا يتكلم تميم بلسانه؟ أين هو؟.

منذ أن صدرت التصريحات المخجلة التي كشفت عورة نظامه، وجاءت الأوامر ببثها على التلفزيون القطري قبل أكثر من شهر، وتميم في عزلة تصريحات لا يصرح ولا يلقي الخطابات كما تعود، رغم كثرة المناسبات، عيد الفطر كان مناسبة معهودة غابت كلمته عنها. ظهر في صلاة العيد متباعداً من والده وعاد سريعاً إلى قصره. وفي وقتٍ سابق كانت ذكرى توليه حكم الإمارة مضت وكأنها لم تكن، وبالأمس كان والده في عملية جراحية أعلن عنها جوعان ابنه ولم يتكلم الديوان الأميري المعروف أنه هو من يرتب مثل هذه الأشياء. والظهور الشعبي الأخير، كان ظهوره وهو ينهر أحد مواطنيه "وخر عن السيارة".

أراهن أن تميم لو منح حق الكلام الحر بدون عواقب، لما وافق على المطالب العربية فحسب، بل وأضاف إليها طلباً بإقصاء تنظيم الحمدين من الحياة السياسية وربما نفاهما لرحلة لاستكشاف كوكب المريخ، فهما قد قيداه وأزاحاه وسلماه الآن لقوات عسكرية تركية تعزله عن شعبه، ويدفع لها رواتب اقتطعها كما قالت رويترز من رواتب قواته المسلحة.

التوتر الذي يعيشه وزير الخارجية القطري يعكس أزمة البيت القطري الداخلي، والشعب القطري يتمنى الآن أن تزداد المطالب ليحسم الأمر لصالح جهةٍ تبعد تنظيم الشر من سدة الحكم، ولو على يد امرأة.