أمير قطر السابق الشيخ حمد.(أرشيف)
أمير قطر السابق الشيخ حمد.(أرشيف)
الجمعة 14 يوليو 2017 / 20:12

لو كان أبي حمد بن خليفة لا قدر الله!

يدرك حمد بن خليفة في قرارة نفسه أنه إنسان يرتكب أكبر الجرائم لا بحق نفسه فحسب، بل بحق ابنه المسكين تميم الذي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، ولم يستطع أن يغير شيئاً

لو تفتح عمل الشيطان؛ وهذا المقال كله يتحدث عن عمل رجلٍ لا يقل عن الشيطان شيئاً في خبثه وسوء خبيئته وفساد رأيه وكذبه وغدره لإخوانه، وفقًا لما نرى من وقائع محزنة ومؤلمة تتكشف كل يوم، وهذه مصيبة، والمصيبة الأعظم أن يكون هذا المتلون كالحرباء والمراوغ، في مقام "والد" لشعب عريض، يريد أن يلهمه، فتأمل المصيبة وانظر لتبعاتها الكبرى!

حينما نتحدث عن رجلٍ قام بالغدر بدايةً بوالده، ثم بإخوته ثم أقام دولته في بدايتها على لبناتٍ من الكراهية والعنف والتوجس، فأضحى يقابل جيرانه بالشر ومن يعارضه بالقمع، ويتحالف مع من يظنّ أنه بوسعه حمايته، فأربك بتحركه الأخطبوطي كل القيم الموجودة في نفس المواطن القطري، ولم يفعل ذلك ويسكت بل فعل كل هذه الجرائم الأخلاقية وأجلس نفسه في مقام يضطر الجميع أن يقتدي به!

كم هو شعور مؤلم أن تتخيّل أن مصدر كل هذه الكوارث الأخلاقية هو "والدك"، أيّ معنى للصدق سيكون عندك، وأنت ترى الملوك والرؤساء يقولون إن (هذا الوالد) "كذاب"، وأي شعور بالبر وأنت تراه يغدر بأبيه تارة وأبنائه تارات أخرى، وأي إحساس بالولاء وأنت ترى الغريب يصبح سيداً والشيوخ يصبحون أسرى ومساجين. إذا صار الوالد بهذه الخسة والانحطاط، فأيّ جيل ينتظره المساكين!

حينما قام جوعان قبل فترة بمزاحمة أمير خليجي مرموق في عزاء في السعودية، كان الناس يستغربون قلة الأدب وسوء البروتوكول، ولكن لأن الأمير كبير والسعودية لا تلتفت للصغائر مضت الأمور كأن شيئاً لم يكن، أخبرني صديق أن جوعان بن حمد كان يعد تلك المزاحمة أو الكتف إحدى أهم إنجازاته في الحياة، أن ضايق أميراً سعودياً. ألم أقل لكم أن القدوة لها الأثر الكبير!

ولماذا نبحث بعيداً في التاريخ، ألم يقم هذا الجوعان ذاته، بإنشاء حسابات وهمية أحدها دوسري، واتخذها لتكبير إنجازاته في الحياة وأضاف إليها هذه المرة أن اخترع شخصاً سعودياً وادعى أنه من الدواسر الكرام وأنهم لا يبايعون الأمير محمد بن سلمان. يريد بذلك أن يضع ولو حرف واحد يقول لوالده أنه "زاحم" السعودية من جديد.

إن عقدة النقص التي يشعر بها حمد بن خليفة، تمثل أزمة نفسية دفع الخليج كله ثمنها غالياً، فهو لأنه يشعر بأنه صفر كبير حينما تتم مقارنته بالكبار، سعى لاغتيال الملك عبدالله رحمه الله، وأخبر القذافي أنه يريد أن يتقاسم معه المملكة، إذا نجحت خططهم!

يدرك حمد بن خليفة في قرارة نفسه أنه إنسان يرتكب أكبر الجرائم لا بحق نفسه فحسب، بل بحق ابنه المسكين تميم الذي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، ولم يستطع أن يغير شيئاً، لأن النظام قوي، والمنظومة الأخلاقية ماتت، وتحرس دورة العمل قوانين جاذبية "التكسب بالفساد والتستر عليه".

إن المسؤولية الأخلاقية على الخليج هي أن تعيد قطر إلى المسار القيمي الصحيح، وأن توقف نتوءها الأخلاقي، خاصة وأنه يستخدم أشياء مبتسرة من تاريخ الخليج ومنقطعة ومشاهد غير صحيحة، ليعزز حالة من الكراهية، ستظل الأجيال تلو الأجيال تعاني منها. لقد كان الخليج مثالاً للأدب قبل كل شيء وكانت الأزمات التي يتصدى لها الكبار سبباً لمزيد من التهذيب، فإذا كنا نريد أن نواصل ذلك علينا أن نوقف تسمم الشعوب بما يفعله حمد بن خليفة، ويجب توضيح أنه ليس مثالاً لأحد، فقطر أكبر منه، ومن أخلاقه، ومن مؤامراته.