الداعية السعودي سلمان العودة.(أرشيف)
الداعية السعودي سلمان العودة.(أرشيف)
الجمعة 28 يوليو 2017 / 17:15

قطر والفوضى الخلاقة

وجدت القاعدة الحضن الأكبر لعملياتها اللوجستية هناك في الدوحة، حتى أن أسامة بن لادن شخصيًا في طريق سفره الأخير إلى أفغانستان مكث في مطار الدوحة لساعات مع مسؤولين

في التسعينيات قامت قطر بتوجيه رسائل إلى مجموعة من شباب التيار الإسلامي من كل أقطاب العالم مع التركيز على المطاردين منهم في السعودية، ووعدتهم بأنها ستوفر لهم مجالاً للحركة والدعوة بعد أن أُغلقت الأبواب بوجههم في السعودية وسجن شيخهم سلمان العودة، استقبلتهم الدوحة وأجرت بينهم فرزًا قاسيًا ولم تمنح الناجين الجوازات فقط بل جعلتهم شركاء في مشاريع مهمة وخطيرة، لصناعة الفوضى.

حينما خرج الإسلامي سلمان العودة من السجن، قال إن أتباعه تحولوا إلى العنف، وبدأ يبرر لماذا لن ينجر وراءهم. وبعيدًا عن مصداقية المقال كان غضب العودة واضحًا ويعكس أن أحدًا ما سرق أتباعه، وهو لم يقبض ثمن "تسمين هذه الخراف". لم تكن الأشياء قريبة من الوضوح، لكن الرسائل كانت مفهومة، حتى أنه نشط في مكافحة مشروع الاستغلال لأشهر، وتحدث عن اللاعنف وغيره، ولكن فجأة سكن صوته وسكت بعد أن وجد المستفيد من أتباع الصحوة فرصة لعقد اتفاق لا نعرف تفاصيله لكنه انتهى بتنحي العودة عن طريق المستفيد القطري.

بجوازات سفر مدبّرة في قطر بعضها قطري وبعضها من جنسيات أخرى انطلق لاحمو العمل الجهادي، ووجدت القاعدة الحضن الأكبر لعملياتها اللوجستية هناك في الدوحة، حتى أن أسامة بن لادن شخصيًا في طريق سفره الأخير إلى أفغانستان مكث في مطار الدوحة لساعات مع مسؤولين لم يفصح عنهم في ذلك الوقت. ويا حبذا لو أن فيلماً وثائقيًا يدوّن للتاريخ هل أمضى بن لادن ساعات في الدوحة؟

على أي حال، فإن أمير قطر لم ينكر يومًا دعمه للإرهاب، بل قال أنا لا أسميهم إرهابيين، هو يقر بدعمه للجولاني واستضافه في التلفزيون القطري الأكثر رسمية "الجزيرة"، وهو يقدم الدعم الحقيقي عبر مثل هذه اللقاءات التي يصل ثمن الواحد منها عشرة ملايين دولار، ويصل ثمن تحرير رهينة آسيوي من قبضة الدواعش أو القاعدة نجو ٤٠ مليون دولار، ويحدث هذا كل شهر مرتين إلى ثلاث مرات في العراق ونيجيريا والساحل الأفريقي وأفغانستان، والأموال تحوّل وتسلم في شنط ربما تحمل ختم الديوان الأميري.

المشروع القطري ضد الخليج كبير، الإرهاب هو أحد أدواته وليس أداة نهائية إنما هي أداة، ولكن المشروع أكبر، مكتنز بالأطماع مليء بالجشع لا يؤمن بالحوار ولا يقبل الآخر ولا يرى سوى نفسه. يدعم الفوضى الخلاقة لأنها ستزيل من أمامه أكبر العقبات، ويظن أنه سيكون الأكثر تنظيمًا ليفوز بالحصاد. تماماً مثل أوهام الإخوان المسلمين.