الأحد 6 أغسطس 2017 / 19:54

محمد بن راشد في رائعة شعرية جديدة: محمد بن زايد "شيخ الرجال" وبدر الإمارات المكتمل

 يقدم الشيخ محمد بن راشد إل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في رائعة شعرية جديدة عنوانها "شيخ الرجال" صورة ملهمة للعلاقة التي تربطه بأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قائدان يتماهيان في الخلق والرفعة والإنجاز، علاقة ندر وجودها وعزّ مثيلها، فهي علاقة صداقة وأخوّة وشراكة في تحمل المسؤولية. فالقائدان يخوضان جنباً إلى جنب مهمة تقويض قوى الإرهاب والدفاع عن حياض الوطن وتعزيز قوته وتصليب جبهته الداخلية وتعزيز التسامح وتقوية السلم الأهلي. وبين تعزيز السلم ونشر قيم التسامح ومحاربة الإرهاب تتكامل الرؤية وتتبلور، ويغدو فهم الصلات الأخوية والقيادية مفهوماً. إنهما مهمة جليلة تكمل أركانها بعضها بعضاً ينهض بها هذان القائدان التاريخيان على نحو جعل الإمارات في الطليعة أو في العلا على حد تعبير القصيدة.

يفتتح الشيخ محمد بن راشد قصيدته بقوله "سر بنا نحو العلا شيخ الرجال" وهو مفتتح جميل، يحيل على "الدرب الواضح" الذي يقود إلى العلا كما ذكر محمد بن راشد في قصيدة سابقة، والقائد هو شيخ الرجال الذي يمزج محمد بن راشد خصاله بخصاله حتى ليتماهى الشقيق في شقيقه فتندمج الصورتان معاً ليظهر كل منهما في مرآة أخيه، ويصبح الشيخ الشاعر ناظراً ومنظوراً إليه، ذاتاً وموضوعاً، لأن المسافة تتلاشى، فالبيت متوحد على كل حال. والفضل يعرفه ذووه. لهذا كان من الطبيعي أن يقول النص: "وأنا أخوك". وهو تعبير يجسد عمق الأخوة العميقة التي تربط بين الملهمين.

ترى ما هي ملامح صورة الشيخ محمد بن زايد كما يرسمها هذا النص الشعري؟ تتجلى الهيبة والشجاعة وشرف المحتد والكرم والفطنة وعمق الرؤية والحلم والقيادة الحكيمة بوصفها الخطوط العريضة التي ترسم صورة الشيخ محمد بن زايد. وهذا أمر طبيعي، لأنّ سلم القيم في القصيدة يمتح هذه المرة من الواقع، ويرسم صورة الشيخيين معاً. لكن القصيدة تتولى رسم الصورة على نحو تتداخل فيه الصور الحسية مع الذهنية فيها، وتعبر عن ذلك بلغة يختلط فيها المجاز الشعري الجميل بلغة الواقع. فالنص الشعري يتنامى فينهض من لحظة تبدأ بضمير المخاطب وضمير الأنا المتكلم لترسم عمق الصلة ونبلها بين القائدين الكبيرين وتنتهي بضمير المخاطب الغائب كي تتيح لنفسها الحديث بحرية ورسم صورة أبي خالد بحميمية وحب كما يليق به وكما يليق بفارس الكلمة والبيان.

ما يرومْ أنِّ الهِبَا منِّك يطالْ
الغبارْ إمتيَ قدَرْ يوصَلْ زِحَلْ

يشكل هذا البيت بداية حديث القصيدة عن سمو الشيخ محمد بن زايد، وكانت تتحدث معه قبل ذلك، وهو استهلال شعري بديع، لأنه يبين أنّ كل ما حاوله تنظيم الحمدين من بث الفتنة كان كالزبد الذي يذهب جفاء.

بعد هذا البيت ترحل القصيدة في عمق التاريخ فربطت الابن القائد بأبيه الشيخ القائد، رحمه الله وغفر له، لتبين العمق التاريخي لهذه الشجرة الراسية الوارفة الظلال. لكن الشيخ محمد بن راشد يتواضع وهو يقول:

الخفيفهْ لنا ولكْ كِلْ ما ثِقَلْ

فالقائدان الكبيران ينهضان بمهمة جليلة والعلاقة بينهما تكاملية تسعى إلى بناء الوطن الأنموذج. لقد اعتاد الشيخ محمد بن راشد على توجيه رسائل رائعة في قصائده يكشف بها عن كون القصيدة الشعرية تجمع بين البلاغة والرؤية السياسية التي لا تفسد جماليات الشعر. فعندما يقول:

وما ترومْ أهلْ الحِيَلْ منِّكْ تنالْ
فاهمْ الدِّنيا ما تخفاكْ الحِيَلْ

فإنه يومئ إلى قطر التي تظن أنها تستطيع أن تنال من الشيخ محمد بن زايد وهي تنسج الأكاذيب عنه وتصدقها وتروج لها لإيقاع الفتنة . لهذا لم يكن مستغرباً أن يقرر النص الحقيقة التي يتعانق فيها الخيال مع الواقع:
كانْ مجدْ الدَّارْ في الأوَّلْ هلالْ
لينْ جيتْ وبكْ غدا بدرْ وكِمَلْ
والمَراجِلْ مَبْ تَرىَ غترَهْ وعقالْ
هي فِعايلْ منها يتحرَّكْ جبَلْ

‏كان مجد الإمارات هلالاً، ومع محمد بن زايد أضحى قمراً منيراً، قصيدة شيخ الرجال تقول إن لمحمد بن زايد موقفاً واحداً ووجهاً واحداً ومبدأ لا يتغير ويتبدل. ويظل ‏"الأمل" هذه الكلمة الراسخة في وجدان محمد بن راشد كلمة محببة عنده، كلمة تنتهي بها القصيدة، لتظهر رؤية الشاعر الذي يجعل كل الإمارات ترى في محمد بن زايد أملها الباقي وحلمها المستمر، ‏ولا ينسى محمد بن راشد وهو يجلي المعاني الحميدة لمحمد بن زايد، التوقف ملياً عند رؤيته السياسية المحنكة، رؤية يضرب بها الأمثال وتصاغ منها الحكم.

وبذلك فإن قصيدة "شيخ الرجال" تقرير شعري يتطابق مع الواقع، فما عرفته الإمارات من مجد وسؤودد مع قادة من أمثال محمد بن زايد يستعصي على الوصف لكننا نلمسه ونراه وندركه، وكلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة.

إنّ "شيخ الرجال " نص شعري سامق في شعريته وفي صدقه وفي قدرته الرائعة على رسم ملامح قائد عظيم نهتف معه بقلوب صادقة ونقول : حفظ الله لنا بو خالد شيخ الرجال . ورعى الله الصداقة والاخوة بين الزعيمين اللذين يصدران عن قلوب صادقة ووجوه ناصعة لا تعرف الزيف ولا الأقنعة.