النزاع بين القوات العراقية والأكراد في شمال البلاد (أرشيف)
النزاع بين القوات العراقية والأكراد في شمال البلاد (أرشيف)
الأربعاء 18 أكتوبر 2017 / 12:41

كركوك.. الجيش العراقي يتقدم والبشمركة تنسحب إلى حدود 2003

لا يزال الصراع قائماً بين الأكراد والقوات العراقية في شمال البلاد، نتيجة التطورات التي ألقى بها استفتاء كردستان على الإقليم، وتسعى من خلالها القوات الحكومية استعادة السيطرة على بعض المناطق المتنازع عليها مع الأكراد.

وشهد أمس الثلاثاء انسحاب لقوات البشمركة إلى حدود 2003 بعد تفاوض ناجح مع قوات الحشد الشعبي، وتم التوصل إلى اتفاق لتسليم سد الموصل من دون معارك، واعتبر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن ما يحدث في مدينة كركوك هو نتيجة قرارات فردية لأطراف كردية.

ودخلت قوات من الحشد الشعبي إلى سنجار شمال غرب نينوى من دون مقاومة وسيطرت عليها وأنزلت الأعلام الكردية، واتفق الجانبان على عدم القتال وتجنب سفك الدماء.

وسيطرت القوات العراقية على حقلي باي حسن وأفانا النفطيين بعد انسحاب قوات البشمركة منهما، ودخلت القوات الأمنية والحشد الشعبي أيضاً ناحية جلولاء شمال شرق ديالى بعد انسحاب عناصر البشمركة منها، وسيطرت أيضاً على قضاء خانقين شمال شرق ديالى بالقرب من الحدود الإيرانية العراقية، وجرت مفاوضات مع قائد محور كرميان وعضو المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني محمود سنكاوي من أجل تسليم خانقين في ديالى سلمياً.

وسلمت السلطات الإيرانية منفذَي "برويزخان" و"باشماق" مع إقليم كردستان إلى قوات الحكومة العراقية، ومن المتوقع أن تتجه القوات العراقية إلى معبر ربيعة الحدودي مع سوريا لاستعادته من قوات البيشمركة، ورفع العلم العراقي في ناحية قره تبة التابعة لمحافظة ديالى وفقاً لتوجيهات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

واستعادت القوات العراقية السيطرة أيضاً على قضاء الدبس شمال غربي محافظة كركوك بعد تسلل مسلحي تنظيم داعش إلى القضاء، وكما سيطرت على بعشيقة شمال شرق الموصل، إلا أنّ مسؤول محور بعشيقة في قوات البشمركة نفى ذلك قائلاً "البشمركة لا تزال في مواقعها داخل بعشيقة والمناطق المحاذية لها ولم تنسحب منها ونحن نراقب تحركات الحشد الشعبي عن كثب".

وأكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أنه لن يخوض حرباً أهلية في إقليم كردستان، خلال خطاب ألقاه أمس دعا فيه إلى الوحدة.

وفي سياق متصل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيثر نورت إن "الولايات المتحدة الأمريكية ستستمر بالوقوف الى جانب العراق لضمان هزيمة داعش"، مشيرةً إلى أن واشنطن تراقب عن كثب ما يجري وتدعو كافة الأطراف لتنسيق الأعمال العسكرية واستعادة الهدوء.

ولفتت الخارجية الأمريكية في بيان لها حول الأوضاع في كركوك إلى أن الولايات المتحدة تعبر عن قلقها الشديد بشأن تقارير عن أعمال عنف في محيط كركوك، مؤيدة الممارسة السلمية لإدارة مشتركة بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم.

وكما أوضحت الخارجية إلى أنها تواصل اتصالاتها بالمسؤولين في الحكومة المركزية وحكومة الإقليم لتخفيف التوتر ودرء نشوب أي اشتباكات وتؤيد الحوار، مضيفةً أنها تحثّ الأطراف كافة بشدة لتجنب الاستفزازات التي قد يستغلها أعداء العراق.

وأكّدت الوزارة أن التوترات المستمرة بين القوات العراقية والكردية تصرف الأنظار عن المهمة الحيوية، حيث تلاحظ بشكل خاص أن أمامهم عمل طويل ينبغي إنجازه وإلحاق الهزيمة بداعش.

وسيطرت القوات العراقية اليوم الأربعاء على مناطق كانت خاضعة لسيطرة القوات الكردية في محافظة نينوى التي تضم مدينة الموصل شمال العراق، وفق ما أفاد بيان للجيش العراقي، وذكر البيان أيضاً أن مقاتلي البشمركة غادروا هذه المناطق قبل وصول القوات العراقية أمس.

وكذلك أعلنت القوات العراقية اليوم، أنها أكملت "فرض الأمن" في كركوك خلال العمليات العسكرية التي قامت بها في الساعات الـ48 الأخيرة ما أتاح لها استرجاع مناطق سيطرت عليها قوات البشمركة الكردية في كركوك وديالى ونينوى.

وأكدت "قيادة عمليات فرض الأمن في كركوك" في بيان "إكمال فرض الأمن لما تبقى من كركوك وشملت قضاء دبس وناحية الملتقى وحقل خباز وحقل باي حسن الشمالي وباي حسن الجنوبي، وأما باقي المناطق، فقد تم إعادة الانتشار والسيطرة على خانقين وجلولاء في ديالى، وكذلك إعادة الانتشار والسيطرة على قضاء مخمور وبعشيقة وسد الموصل وناحية العوينات وقضاء سنجار وناحية ربيعة وبعض المناطق في سهل نينوى في محافظة نينوى".

وبدأت القوات الحكومية، أول أمس الإثنين، عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مناطق متنازع عليها مع الأكراد سيطر عليها هؤلاء خلال الفترة التي أعقبت هجمات تنظيم داعش في يونيو(حزيران) 2014، وحددت لنفسها أهدافاً أبرزها الحقول النفطية وأكبر قاعدة عسكرية في كركوك. وقد تمكنت القوات العراقية من التقدم سريعاً، وانسحب الأكراد من مواقعهم دون مقاومة.