السبت 28 أكتوبر 2017 / 12:22

"الصحة الإماراتية" تحذر من مخاطر الكريمات الصادرة من "المؤثرين" أو "الفاشينستا"

حذرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، من مخاطر استخدام بعض كريمات الجلد لتفتيح بشرة الوجه بدون استشارة طبية، والتي يتم الترويج لها من خلال بعض الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي مما يهدد بحدوث مخاطر صحية جسيمة، وتشمل ابيضاض الوجه والبقع الداكنة التي لا تزول مع الزمن التي تصدر من ما يسمى بـ"المؤثرين" أو "الفاشينستا".

وأشار وكيل الوزارة المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص ورئيس اللجنة العليا لليقظة الدوائية بالدولة، الدكتور أمين حسين الأميري، إلى أن "تزايد الإقبال على الرغبة في تفتيح البشرة لدى بعض المراهقات، مما دفع بالبعض الذين لديهم متابعين كثر على الترويج لبعض الكريمات الجلدية والتي تصرف بوصفة طبية أو التي فيها مواد كيماوية يجب أن لا تستخدم إلا باستشارة الأطباء المختصين من خلال عرض تجربتهم الشخصية في مقاطع فيديو ينشروها لمتابعيهم لتكرار تجربتهم، علمأ أنها معلومات مضللة قد تكون بحسن أو سوء نية، فقد تعمل بعض الشركات المنتجة أو الوكلاء المحليين بالتعاقد مع ما يسمون "المؤثرين" أو "فاشينستا" بالترويج لمنتجاتهم بهدف زيادة المبيعات مقابل مبلغ مادي متفق عليه، مما دفعنا إلى إيجاد آلية ومن خلال إدارة التمكين والامتثال الصحي لمراقبة محتويات هذه الحسابات وتخصيص فريق يترصد بعض الحسابات المشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي".

مخاطر الاستعمال
ولفت الأميري، في بيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، إلى مقطع الفيدو المنتشر عن عرض امرأة خليجية لتجربتها في خلط عدة كريمات جلدية (3 كريمات معاً) بهدف تفتيح البشرة، وأوضح أن "الكريمات المذكورة وهي ديرموفيت عبارة عن مستحضر يحتوى على مشتق كورتيزوني، يستعمل في حالات الالتهابات الجلدية والحكة التى تستجيب للعلاج بمشتقات الكورتيزون مثل الصدفية أو الحساسية والتهابات الجلد السطحي ويصرف بوصفة طبية وتحت إشراف طبيب مختص".

ومن أشهر الأعراض الجانبية والتي في العادة ما تظهر مع الاستعمال لفترات طويلة أو بكميات كبيرة أو بدون استشارة الطبيب هو فقدان الإحساس في الجلد، وعلامات ضمور الجلد، وحرقان وحكة ولسعة في الجلد، وبثور مشابهة لحب الشباب، ونقص تصبغ الجلد "تغير في لون الجلد"، وخلل وظائف التعرق في الجلد، وظهور عدوى ثانوية على الجلد، "أي عدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية على الجلد"، كما يسبب ببعض التقرحات الجلدية، ويصبح الجلد سهل التجريح.

وأما كريم ديفرين "Differin" المذكور في الفيديو، فهو كريم مشتق من فيتامين "أ" وهو مقشر لطيف يستعمل لعلاج حب الشباب ولأغراض أخرى مثل تحضير الوجه قبل جلسات التقشير الكيماوي، حماية البشرة من علامات التقدم في السن والتعرض للشمس المزمن، أما عن أضراره فهو قد يسبب جفاف البشرة وتحسس الجلد عند بعض الناس ولابد من استعماله ليلاً لأنه يتعارض مع أشعة الشمس ويستخدم تحت الإشراف الطبي، قد يؤدي في بداية الاستخدام إلى تهيج الجلد.

وأما هاي كوين، فهو منتج غير مسجل في الدولة يحتوي على 4% من مادة الهيدروكينون وهي مادة كيميائية منتشرة الاستخدام ومتاحة في أشكال مستحضرات التجميل ووصفات تفتيح البشرة بشكل واسع، وعند بداية استخدام الكريم الحاوي علي الهيدروكينون يشعر المستخدم أن البشره قد تفتحت بالفعل إلا أنه عند التعرض للشمس يعطي مفعولاً عكسياً مؤدياً إلي زياده في الاسمرار والبقع السوداء مما يدفع المستخدم لزيادة الاستخدام لفترات طويلة، فيؤدي إلى حدوث بقع داكنة وآلام والتهابات بالجلد وظهور حب الشباب، إضافه إلى امكانية حدوث سرطان الجلد علي المدي الطويل كما تحدث اضطرابات في الكبد نتيجة امتصاص الماده من الجلد، وفي معظم الدول الأوربية قد منعت استخدام الهيدروكينون وذلك للآثار الجانبية وخطورة استخدامه.

وأشارت منظمة الصحة العالمية، إلى أن "مادة الهيدروكينون تسبب آثاراً جانبية تؤدي الي ما يعرف بـ(Ocronosis) وهو ترسيب للميلانين داخل بعض الانسجة مثل المفاصل والغضاريف، بالإضافة إلى تسببه في حساسيه للجلد في كثير من الحالات"، وعليه تم التعميم من قبل وزارة الصحة ووقاية المجتمع بأن استخدام الهيدروكينون يجب أن يكون تحت اشراف طبيب مختص ولا يجوز خلطه مع مواد أخرى قد تسبب آثاراً سامة على الجسم.

إشراف طبي
وطالب وكيل الوزارة المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص، أفراد المجتمع لعدم الالتفات لهذه الإعلانات المضللة التي تروج لبعض الكريمات للتفتيح بدون استشارة، إلا إذا كان الإعلان مرخصاً من قبل وزارة الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات، وبعد التأكد من مضمون وصحة الإعلان، مؤكداً أن "غالبية الإعلانات التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيحة ومعلوماتها الطبية غير واقعية، وهي غير مرخصة وتصدر من غير الأطباء مما لها الأثر السلبي الكبير على صحة وسلامة المستهلك".

ولفت د. الأميري، إلى أن "هذه المنتجات تباع عادة على شبكة الإنترنت التي تصرفها بدون وصفة طبية ويتم تسويقها بشكل غير قانوني، كما أن بعضاً منها يتم تسويقه على أنها اكتشاف طبي جديد غير معروف، وتوصي وزارة الصحة ووقاية المجتمع بعدم استخدام هذه المنتجات أو أي منتجات أخرى قبل التأكد من سلامتها ومأمونيتها، حرصاً منها على تحقيق الحماية المجتمعية لجميع سكان الدولة".

تقليداً للمشاهير
وقال رئيس شعبة الأمراض الجلدية في جمعية الإمارات الطبية، الدكتور أنور الحمادي: "تسبب ظاهرة الانفتاح الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي وتطلع البعض لاستعمال منتجات التجميل ظهرت للأسف سوء استعمال من قبل فئة المراهقين الذي يتابعون بعض ما يسمى مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي "الفاشينستا" وهي ظاهرة خطيرة حيث ينشرون على حساباتهم تجاربهم الشخصية عن استعمال بعض خلطات الكريمات ومن ضمن الخلطات التي صعقت عند مشاهدتها هو الفيديو الذي تنصح من خلاله السيدة باستعمال خلطة لتفتيح بشرة الوجه وهو استعمال كريم ديرموفيت ويعتبر أقوى كريم كورتيزون في السوق وهو يستعمل لحالات الاكزيما والصدفية الشديدة ولا يستخدم للوجه بكل الأحوال، كما لا يصرف إلا بوصفة طبية وحتى الصيدلاني لا يجب أن يصرفه لأنه لا يعرف تشخيص الحالة، والطامة الكبرى أن الكريم يستعمل للتفتيح لكن لا يستعمل هذا الكريم في علاج آثار حب الشباب لأن لها طريقة مختلفة تماماً، واللافت أن هؤلاء المشاهير يقولون أنهم يعرضون تجربتهم الشخصية ولكن مع وجود عدد كبير من المتابعين من الأطفال والمراهقين لا تصبح المسألة شخصية أبداً خاصة عندما تتعلق بالأمور الطبية، فيذهب المتابعون إلى شراء تلك المنتجات تقليداً للمشاهير الذي يتابعونهم".

وأوضح الحمادي أن "استخدام كريم ديرموفيت على الوجه يؤدي إلى ترقق وضمور الجلد وظهور ابيضاض شبيه بالبهاق وظهور الأوعية الدموية وعند حدوثها لا يعود الجلد إلى حالته الطبيعية وهي حالة تضليل".

أعراض جانبية خطيرة
وقالت مدير إدارة التمكين والامتثال الصحي، الدكتور حصة مبارك، إن "كثيراً من الخلطات الشعبية وكريمات التبييض التي تباع بدون تراخيص يتم فيها خلط عدة مركبات وكريمات ومستحضرات صيدلانية كلها تحتوي على الهيدروكينون والكورتيزون ومشتقات فيتامين "أ"، مما قد يعطي مفعولاً قوياً مضاعفاً يتعدى أثره خلايا الميلانين إلى خلايا أخرى، ويضاعف احتمالية حدوث الأعراض الجانبية السيئة للهيدروكينون والكورتيزون، ومن المهم معرفته أن هذه الخلطات تتضاعف فيها مركبات السلفا والتي بدورها تزيد التهيج والحساسية والإكزيما التلامسية مما قد يفسد بدوره الفائدة المرجوة من العلاج. كذلك، الإفراط باستخدامه دون متابعة المختصين قد يفضي إلى ظهور الأعراض النادرة مثل التصبغات السوداء دون شعور المريض، والتي يصعب علاجها حتى بالكورتيزونات الموضعية".