الأحد 26 نوفمبر 2017 / 18:43

خاص لـ24| أخطر فيديو يتوعد فيه "داعش" اتباع الطرق الصوفية في سيناء بالقتل

24 - القاهرة - عمرو النقيب

ينشر 24 أخطر فيديو، توعد فيه تنظيم"داعش"، الطرق الصوفية في سيناء، ووصفهم بأنهم عباد الظواغيت، والاصنام، وأنهم يشركون مع الله، ويدعون غيره، ويتوسولن بالصالحين.

حادث استهداف المئات من المدنيين ظهر الجمعة الماضي، وأسفر عن استشهاد 305، وإصابة 128 مواطناً، من أهالي سيناء، أثناء خروجهم من مسجد "الروضة" بمنطقة بئر سبع بالعريش، لم يكن الحلقة الأولى في الصراع بين تنظيم "داعش"، والطرق الصوفية بشمال سيناء.

حيث استهدفت من قبل التنظيمات التكفيرية بسيناء، أضرحة الطرق الصوفية، خيث تم تفجير ضريح الشيخ سليم أبوجرير بقرية مزار، وضريح الشيخ حميد بمنطقة المغارة وسط سيناء، فى أغسطس (آب) 2013، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، قام التنظيم بخطف "سليمان أبو حراز"، البالغ من العمر 98 عاما، وهو من كبار مشايخ الطرق الصوفية، من أمام منزله بحى "المزرعة" جنوب العريش، تحت تهديد السلاح، وعقب اختطافه بساعات قليلة نشر التنظيم صوره على تطبيق "انستجرام" وهو مقطوع الرأس بعد إعدامه بالسيف، وكان للشيخ حراز آراء بناءة تُحارب الفكر الداعشي المتطرف، ثم نشر التنظيم مقطع فيديو وقتها، يوثق عمليات القتل والتفجير تحت عنوان "نور الشريعة".

وكشف عن هذا الاستهداف من يُعرف بـ"أمير مركز الحسبة" خلال حوار نٌشر بمجلة "النبأ" الخاصة بالتنظيم، وقال فيه للصوفية في سيناء مهددا إياهم بحرب شرسة: "اعلموا أنكم عندنا مشركون وكفار، وأن دماءكم عندنا مُهدرة، ونقول لكم إننا لن نسمح بوجود زوايا لكم فى سيناء".

وأضاف أن "أولويتهم هي مكافحة مظاهر الشرك بما في ذلك التصوف".

وواصل تهديده "انتشر الشرك بالله عن طريق الصوفية، حتى هرِم عليه الكبار، ونشأ عليه الصغار فاشتدت المصيبة وهم يعتقدون النفع والضر فى الأموات، ويستغيثون بهم، ويتخذونهم واسطة إلى الله".

وأشار "أتباع الطريقة الجريرية يقدسون الأضرحة للغاية، ويقرأون كلامًا يحتوى على ألفاظ تدخل فى الشرك، مثل الاستغاثة بالنبى وطلب الشفاعة".

وتعد الطريقة "الجريرية"، كبرى الطرق الصوفية في سيناء، وهى أولى الطرق التي قامت ببناء زاوية صوفية في مدينة الطور، وبجانب الزاوية أنشأت دارا لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم أصول الدين، كما قام أبناء الطريقة ببناء أكثر من ٢٠٠ مسجد في سيناء بجهودهم الذاتية، إضافة إلى دورهم الوطني في حرب أكتوبر المجيدة.

ونالت الطريقة "الجريرية" أكبر قدر من العمليات الإرهابية والتهديدات الداعشية، بسبب أنها أكبر طريقة في سيناء و60٪ من أبناء سيناء مريدون بها، وغالبيتهم من قبيلة "السواركة"، التى أعلنت مساندتها للجيش والشرطة في محاربة تنظيم "داعش".

وكانت مجلة "رومية" التابعة لتننظيم "داعش" والناطقة باللغات الأجنبية المختلفة، نشرت تقريراً في يناير (كانون الثاني) الماضي، يؤكد عن نية التنظيم استهداف رجال الطرق الصوفية، وخاصة الطريقة الجريرية في سيناء، وقد خصت بالذكر مسجد "الروضة" الذي تم استهدافه اليوم، وقالت المجلة إن التنظيم سيستهدف الصوفية والجريرية في هذه المناطق حال وصولهم اليها.

وأشارت بعض المحللين، إلى أن حادث مسجد "الروضة"، لم يكن الهدف الاساسي منه استهداف الطرق الصوفية، بقدر ما هو ارباك الدولة المصرية، وأجهزنها الأمنية، خاصة أن المسجد يتمركز فيه ابناء قبيلة "السواركة" التي تتعاون بشكل كبير من الدولة المصرية في مواجهة الفكر الداعشي، واستئصاله من سيناء.

وذكرتها الإذاعة الفرنسية "يورب 1"، أن الحادث قد يكون بسبب الانتصارات الدبلوماسية والسياسية التي حققتها مصر خلال الفترات السابقة، وعلى رأسها لم شمل الفصائل الفلسطينية.

وأوضح تقرير الإذاعة الفرنسية، أن هناك سببا آخر محتملا للهجوم، وهو أن معظم الضحايا من قبيلة "السواركة"، وتلك القبيلة أعلنت دعمها للجيش والشرطة والحكومة بالكامل في الحرب على تنظيم "داعش" التكفيري.

ومن جهة أخرى أصدرت قبيلة "السواركة" بسيناء، بيان لها أكدت فيه أنه "على ضوء التطورات التي تشهدها سيناء في مواجهة عصابات الإرهاب، أصبح لزاما علينا نحن أحرار قبيلة السواركة، أن نحدد موقفنا من المواجهة المسلحة المباشرة مع هذه الجماعات الإرهابية".

وأكدت القبيلة أنها ستستمر في مواجهة الإرهاب حتى القضاء النهائي عليه، كما أعلنت عن تشكيل قيادة مشتركة مركزية للقبائل، تعمل بالتنسيق مع القوات المسلحة، لتغيير قواعد الاشتباك العسكري مع العصابات الإرهابية، وذلك بالتعاون مع تشكيلات الجيش الثاني الميداني الموجود في سيناء.