الخميس 17 أكتوبر 2013 / 18:58

لماذا يعطي طفلٌ عيدية لمحمد بن زايد؟!

ربما شاهد معظمنا مقطع الفيديو الذي يُظهر الشيخ محمد بن زايد، قبل أيام وهو يستقبل آلاف المواطنين في عيد الأضحى المبارك، عندما كان من ضمن المهنئين في العيد طفل يبدو أنه لم يتجاوز العاشرة من عمره.

وضع الطفل في يد الشيخ الذي قبله بعاطفة الأب ورقة، فظن الشيخ أنه طلباً، فآمسكه بيده وواصل سلامه على المهنئين الذين كانوا يفدون إلى قصر المشرف في أبوظبي، زرافات ووحدانا.

قصر المشرف الذي كان زايد، الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، اتخذه شاهداً على صلة الحاكم الوثيقة والإنسانية والراقية بالمحكوم، فسار على هداه ابنه وخليفته، خليفه بن زايد، وعضده وولي عهده، محمد بن زايد.

الشيخ بعد بضعة اشخاص، نظر في الورقة التي خالها تحمل طلباً فاكتشف انها ورقة مالية، فابتسم ولي العهد المحبوب لمن حوله، واعلن لهم والفرحة تكسو محياه، أن الطفل منحه عيدية.

والعيدية مبلغ مالي، يعطيه الكبار للصغار في العادة، لكن الصغار الذين يريدون أن يكبروا بأعمالهم قبل أعمارهم ينتصبون لهكذا أدوار.

كان الطفل، الصغير بسنوات عمره، الكبير بتصرفه هذا، يريد أن يقول شكرا لمحمد بن زايد، شكرا حقيقية، لا زيف فيها، ولا تزوير ولا تزويق، شكرا لمحمد بن زايد، الذي يمخر عباب الإمارات السبع، لزيارات الناس، وتفقد احتياجاتهم، والوقوف على مشاريع التنمية والإسكان، نيابة عن أخيه الأكبر، ومعزبه، الشيخ خليفة بن زايد، رئيس دولة الإمارات، حاكم أبوظبي.

كان الطفل يريد أن يبين حبه وتقديره للشيخ الذي يرى صوره مع الزعماء والقادة، ويرى صوره في تويتر وانستغرام مع المواطنين، شيباً وشباباً، صفاراً وكباراً، حتى إنه لا يمنع من يقابله في مكان عام من أن يلتقط صورة معه، دون أن يكل أو يمل من الابتسام للناس، والتبسط معه دون تكلف، والحديث معهم في احتياجاتهم دون تصنع، ما يجعل من يحادثه يظن أنه يعرفه منذ سنوات طوال، أو ربما تزاملا في صفوف الدراسة.

كان سيلفادور دالي يقول: العظماء لا يموتون! لأن آثارهم لا تموت، وأفعالهم تبقى حية، ونحن نقول أن زايد بن سلطان رحمه الله لم يمت، فشواهده أكثر من أن تعد، ومنها محمد بن زايد، وفي الصحيح: اذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث(وذكر منها) ولد صالح يدعو له. قلتُ: فكيف إذا كان الولد الصالح يدعو له، ويُذكر الناس بأبيه بتكرار سيرته، فيدعون للأب الذي خلّف ابناً يصلهم بذكرى أبيه، ويواصل مسيرة الخير والعطاء والتواضع والإنسانية؟!