قوات تركية على الحدود مع سوريا.(أرشيف)
قوات تركية على الحدود مع سوريا.(أرشيف)
الأربعاء 7 فبراير 2018 / 14:05

منبج... تصعيد غير مسبوق بين أمريكا وتركيا

لفت أونال جيفكوز، معلق سياسي لدى صحيفة "حريت" التركية، إلى أن السياسة الخارجية التركية في سوريا، ليست منسجمة مع حلف الناتو.

منذ بداية الأزمة السورية، عجزت تركيا والولايات المتحدة، حليفان رئيسيان ضمن الناتو، عن التوصل لموقف مشترك حيال المشكلة

ويرى كاتب المقال أن السياسة الخارجية التركية تواصل إثارة الدهشة. فقد أبدى معظم حلفاء أنقره قلقهم من التنسيق بين تركيا وروسيا، وتساءلوا عما إذا كانت تركيا تنحرف عن التزاماتها حيال الأمن عبر الأطلسي وتحالفها مع الناتو.

هواجس
ويقول جيفكوز إن "عملية غصن الزيتون" ضد وحدات حماية الشعب الكردي في منطقة عفرين، وتصريحات مسؤولين سياسيين أتراك بشأن احتمال أن تعقبها عملية مشابهة في منبج، قد أثارت هواجس أيضاً بسبب تواجد عسكري أمريكي هناك. فهل يخشى من خطر مواجهة عسكرية بين قوات تركية وأمريكية في شمال سوريا؟

غياب الموقف المشترك

ومنذ بداية الأزمة السورية، عجزت تركيا والولايات المتحدة، حليفان رئيسيان ضمن الناتو، عن التوصل لموقف مشترك حيال المشكلة. فقد زعمت تركيا دوماً بأن نظام بشار الأسد كان سبباً رئيسياً في إشعال الحرب الأهلية السورية، ولذا يعتبر إنهاؤها بمثابة أولوية مطلقة بالنسبة لتركيا. ومن جانب آخر، وافقت أمريكا على احتمال ألا يكون للأسد دور في مستقبل سوريا، ولكنها قالت إن قضية استبداله يمكن النظر فيها في مرحلة لاحقة، خلال عملية انتقالية.

محاولات مشتركة
ورغم ذلك، تمت محاولات مشتركة لتنظيم قوات معارضة عسكرية في سوريا عبر برنامج تدريب وتسليح، وهو أساس ما يعرف حالياً باسم الجيش السوري الحر( FSA). وسعت الولايات المتحدة لتشكيل تلك القوة العسكرية من أجل التنسيق في محاربة داعش. ولكن سرعان ما أدركت أمريكا أن FSA كان أكثر استعداداً لمحاربة القوات السورية. ومن ثم عدلت واشنطن تحالفاتها، وشكلت قوة ضد داعش بالاعتماد على قوات YPG الكردية. وقد أضر ذلك بالثقة بين تركيا والولايات المتحدة، لأن أنقره تعتقد أن تلك القوات ما هي إلا امتداد في سوريا لحزب العمال الكردستاني المحظور( PKK).

إخفاقات
وفيما باءت بالفشل محاولات بذلت في جنيف، من أجل التوصل إلى حل سياسي لإرساء السلام والاستقرار في سوريا، تحولت تركيا نحو روسيا  لجمع ممثلين عن النظام السوري وقوى معارضة في أستانة. ومن هنا بدأ التنسيق الواضح بين الجانبين بشأن القضية السورية.

وقد أثمرت عملية أستانة عن الاتفاق بين تركيا وروسيا لتطبيق "منطقة خفض تصعيد" في إدلب، شمال غرب سوريا. وقد أدى الاتفاق، فضلاً عن خطوات أخرى لتنسيق سياسات في سوريا، لزيادة التقارب بين تركيا وروسيا. وتوج ذلك التقارب عبر قرار تركي بشراء منظومة S- 400 للدفاع الجوي من روسيا.

تباعد
ويلفت الكاتب لما يراه اليوم حلفاء تركيا في الغرب، ومنهم أعضاء في الناتو والاتحاد الأوروبي، إلى أن تلك التطورات ما هي إلا مؤشر كبير على اتساع المسافة بين تركيا وبينهم. وإذا قررت تركيا إطلاق عملية غصن الزيتون في بلدة منبج، القريبة جداً من الحدود السورية، فمن شأن ذلك أن يضاعف مخاوف بشأن تصعيد لا مسبوق بين تركيا والولايات المتحدة.