الجمعة 20 أبريل 2018 / 10:20

بالفيديو: غضب شعبي لمصارعة مطوعي طهران امرأة وسط الشارع

24 - إعداد: محمود غزيّل

أثار مقطع فيديو متداول في إيران لمواجهة بين شرطة الآداب وامرأة في الشارع على خلفية حجابها الفضفاض، غضباً واسعاً على منصات التواصل الإجتماعي داخل الدولة الفارسية.

ويظهر في الفيديو هجوم واشتباك بالأيدي بين عناصر شرطة الآداب المعروفة بإسم "دورية الإرشاد" وامرأة في العشرينيات وسط طهران.

وبحسب ما ذكره تقرير موقع "ذي غارديان" الإلكتروني، يفرض القانون الإيراني ضرورة تغطية النساء أنفسهن من الرأس حتى أخمص القدمين، إلا أن العديد منهن بتن في الآونة الأخيرة يتحدين تلك الإجراءات عبر ارتداء حجاب فضفاض يكشف شعورهن.

ويعكس الفيديو قيام عناصر الدورية بتوجيه الكلام لامرأة محجبة وأخرى ترتدي الحجاب بشكل فضفاض، يظهر شعرها، قبل أن تقوم مجندة بصفعها على وجهها ومصارعتها على الأرض، ويسمع في الخلفية صراخها "اتركوني اتركوني".

ونشر المتحدث باسم الشرطة الإيرانية بياناً على موقعها الإلكتروني، أوضح فيه أن الحادث وقع في إحدى حدائق طهران مشدداً على أن المقطع يظهر جزءاً من الحادثة التي تحقق الشرطة في ملابساتها.

ومع انتشار الفيديو في الأوساط الإيرانية، طالب وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي بفتح تحقيق في محاولة منه لتهدئة غضب الشارع واصفاً ما حدث بـ"المعاملة غير العادية لامرأة على أيدي شرطة الآداب".

ودافع الوزير عن دورية الإرشاد، إذ ألمح إلى أن الشابة استفزت العناصر بتوجيهها الشتائم إليهم عندما طلبوا منها احترام القانون، لكنه قال إن رد فعل الشرطة كان أيضاً "غير تقليدي".

وشجبت نائب الرئيس الإيراني لشؤون المرأة معصومة ابتكار، معاملة الشابة عبر تغريدة لها على تويتر قائلة: "كيف يمكن تبرير هذا الفعل؟"، مضيفة "حتى لو تعرضوا للإهانة، هل يجب على الشرطة أن تتصرف هكذا؟ أنا أدين بشكل قاطع هذا السلوك وسأتابع هذه المسألة. هذه معاملة قاسية ومعادية للدين ولا يستحقها إنسان".

كما نددت مساعدة الرئيس الإيراني لشؤون الحقوق المدنية شهيندخت مولاوردي بالحادث ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية قولها إن "نشر مقطع من طريقة تعامل الشرطة مع الفتاة يؤكد ضرورة طريقة تعامل الأجهزة الثقافية والأمنية مع مقولة سوء الحجاب".

بدورها أفادت وكالة "إيسنا" الحكومية نقلاً عن البرلمانية فاطمة ذو القدر أن كتلة "المرأة" في البرلمان الإيراني تتجه لاستدعاء وزير الداخلية للمساءلة حول سلوك الشرطة.

ويجمع عدد من المواقع الإخبارية الإيرانية أن الحادثة وقعت يوم الأربعاء الماضي، وتأتي بإطار سلسلة من الإجراءات والتشديدات التي تقوم بها هذه الدورية ضد النساء في إيران بشكل علني، وبعد مجموعة من التظاهرات التي حصلت في الفترة الأخيرة حيث كان واضحاً تحدي النساء للسلطة الدينية والتطرف التي تحاول السلطات الإيرانية حكم الشعب به

وكانت السلطات الأمنية في إيران كشفت في شهر فبراير (شباط) عن اعتقال 29 امرأة "غرر بهن" للانضمام إلى الاعتصامات، حصل عدد كبير منهن على قرار بسجنهن لمدة طويلة.

وكان 195 نائباً في البرلمان الإيراني وقعوا في السنوات السابقة على رسالة وجهوها للرئيس حسن روحاني، طالبوا فيها باتخاذ الحكومة تدابير حازمة لمواجهة ما أسموه "سوء الحجاب" و"عدم التزام بعض النساء بالزي الشرعي".

وتصاعدت الحملات ضد روحاني أكثر حينما طالب المتشددين بالتوقف عن التدخل في حياة الناس، واصفاً إياهم بأنهم يعيشون في العصر الحجري.

وبحسب موقع "العربية نت"، تعتبر قضية "شرطة الإرشاد"، التي لديها دوريات تجوب الشوارع لرصد ما يطلق عليه "الحجاب السيئ" و"المظاهر غير الإسلامية في لباس النساء"، من أهم معاناة النساء الإيرانيات، حيث يراقب عناصر هذه الشرطة مداخل المتاجر والشوارع الرئيسية والمدارس والساحات العامة لرصد الفتيات اللواتي يرتدين الملابس الضيقة وأنواعاً غريبة من أغطية الرأس وقصات الشعر وكل زي غير مألوف.

وتنص المادة 638 من قانون العقوبات الإسلامي في إيران على مسؤولية الشرطة في مكافحة مظاهر عدم الالتزام بالحجاب والعفة، وبناء على ذلك تعاقب المرأة التي لا تلتزم بقواعد الحجاب أمام العامة بالحبس 10 أيام أو بغرامة مقدارها ما يعادل بين 50 و500 دولار أمريكي.