أمريكيون يدلون بأصواتهم في انتخابات الكونغرس.(أرشيف)
أمريكيون يدلون بأصواتهم في انتخابات الكونغرس.(أرشيف)
الثلاثاء 24 أبريل 2018 / 14:53

أمريكا لا تزال غير مستعدة لمواجهة الهجوم الروسي على الانتخابات

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها أنه على الرغم من اقتراب موعد الانتخابات النصفية الأمريكية المقرر إجراؤها هذا العام، فإن الولايات المتحدة لا تزال غير مستعدة لمواجهة هجوم روسي آخر على التصويت.

تستخدم معظم الولايات الأمريكية آلات إلكترونية عمرها عقداً على الأقل، كما أن العديد من تلك الآلات لا يزال يعمل ببرامج قديمة قد لا يتم تحديثها بانتظام لمواجهة التهديدات الأمنية الجديدة

ومن المقرر أن يشهد العام الجاري الانتخابات النصفية الأمريكية التي تتم في منتصف الولاية الرئاسية، وستشمل جميع أعضاء مجلس النواب الأمريكي ونصف أعضاء مجلس الشيوخ وحكام بعض الولايات الأمريكية.

رسائل متضاربة
وترى الصحيفة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال يبعث برسائل متضاربة حول رد فعله إذا ما قرر الكرملين التدخل في الانتخابات الأمريكية من خلال شن حملة أكثر عدوانية من تلك التي أفسدت السباق الرئاسي للعام 2016.

وتكشف الصحيفة أنه في فاتورة الإنفاق الشاملة للشهر الماضي، خصص الكونغرس أكثر من 300 مليون دولار أمريكي لاستثمارها في تعزيز البنية التحتية للانتخابات. وبحسب مركز "برينان للعدالة" بجامعة نيويورك (الذي يتابع تقنية الانتخابات وإجراءاتها على الصعيد الوطني)، تستخدم معظم الولايات الأمريكية آلات إلكترونية عمرها عقد على الأقل، كما أن العديد من تلك الآلات لا يزال يعمل ببرامج قديمة قد لا يتم تحديثها بانتظام لمواجهة التهديدات الأمنية الجديدة، وحتى مع ادراك معظم الولايات الأمريكية بحتمية استبدال مثل هذه الآلات القديمة، فإن الوضع لم يتغير كثيراً منذ عام 2016.

اختراق أجهزة التصويت
وتلفت "اشنطن بوست" إلى أنه خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، استخدمت 14 ولاية أمريكية أسوأ آلات إلكترونية غير ورقية والتي لا تترك وراءها أي سجل فعلي للأصوات المُدلى بها. وعلى الرغم من أن هذه الآلات لا ترتبط بشكل روتيني بالإنترنت، فإن لورنس نوردين، نائب مدير برنامج الديمقراطية بمركز برينان للعدالة، يحذر من أن ثمة طرقاً للتسلل إليها واختراقها، وذلك من خلال أجهزة الكمبيوتر المستخدمة في برمجة الآلات.

ومنذ عام 2016، قامت ولاية واحدة فقط وهي ولاية فرجينيا بالتخلص من كل الآلات غير الورقية، وفشل مشرعون من ولاية جورجيا في تمرير مشروع قانون خلال الشهر الماضي يستهدف تحسين أجهزة التصويت في الولاية. وفي ولاية بنسلفانيا فعلى الرغم من توافر الرغبة في التحديث فإنلم يتم الانتهاء من هذه العملية الانتقالية إلا بعد الانتخابات النصفية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وتوضح الصحيفة أن توافر آلات تتيح استخدام الورق ليس أمراً كافياً رغم أن تعقب الأوراق يتيح للمسؤولين الحكوميين إجراء المراجعة والتدقيق بعد الانتخابات في قوائم التصويت؛ حيث أن عدداً قليلاً جداً من الولايات الأمريكية هي التي تعنى بإجراء مثل هذا التدقيق.

القرصنة الروسية
وإلى آلات التصويت، ثمة أهداف أخرى معرضة للقرصنة عن بعد، مثل قوائم التصويت الإلكترونية وخوادم فرز الأصوات ومواقع انتخابات الولايات، وتعتبر "واشنطن بوست" أن القراصنة الروس قد تسللوا إلى مثل هذه الأنواع من الموارد الإلكترونية في عام 2016، ولا دليل على أنهم قاموا بتغيير أي شيء ولكن في الوقت نفسه ليس هناك ما يضمن أنهم لن يحاولوا القيام بذلك في المستقبل.
  
وتحض الصحيفة الأمريكية على اتباع نهج لردع الهجمات في المقام الأول باعتباره أفضل طريق لتأمين الانتخابات الأمريكية النصفية المقبلة، وفي هذا الصدد حذر عدد من المسؤولين الأمريكين (كان آخرهم مستشار الأمن القومي اتش أر ماكماستر الذي تم استبعاده) من أن الكرملين لم يعان من عواقب قوية بما يكفي لعرقلة التدخل في المستقبل.

استرضاء بوتين

وتشير "واشنطن بوست" إلى العقوبات الأخيرة التي طبقتها وزارة الخزانة الأمريكية ضد بعض المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكن ترامب أضعف هذه الرسالة خلال الأسبوع الماضي عندما تراجع عن فرض عقوبات منفصلة ضد روسيا رداً على الهجوم الكيماوي المشتبه فيه من قبل النظام السوري المدعوم من روسيا.

وتختتم الصحيفة بأن المزيد من التقارير حول ميل ترامب المستمر إلى استرضاء بوتين ربما تدفع الحكومة الروسية إلى الاعتقاد أنها لن تواجه عواقب وخيمة إذا تدخلت مجدداً في الانتخابات الأمريكية، ومن ثم فإن تحولاً في الموقف الرئاسي إزاء بوتين من شأنه أن يقود إلى نتيجة أسرع وأكثر فاعلية للاستجابة للتهديدات التي تواجهها الانتخابات.