آلية عسكرية لحزب الله.(أرشيف)
آلية عسكرية لحزب الله.(أرشيف)
الأربعاء 12 سبتمبر 2018 / 11:59

التوتر يتصاعد...هل يكون لبنان ساحة مواجهة بين إسرائيل وحزب الله؟

تدور بانتظام مناوشات بين إسرائيل وحزب الله، وخصوصاً بعدما وسع تدخل الحزب في الحرب الأهلية السورية صراعهما عند الخطوط الأمامية.

في حال وقوع حرب بين حزب الله وإسرائيل، لن تنفعه مهاراته العسكرية في سوريا، حيث قاتل قوات ضعيفة التدريب والعتاد، في الدفاع عن جنوب لبنان في مقابل قوة إسرائيلية مدربة جيداً

ويذكّر دانييل بيمان، زميل بارز لدى مركز سياسة الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكينغز، بأنه منذ أن بدأت الحرب في سوريا عام 2011، هاجمت إسرائيل مخازن أسلحة وقوات حزب الله في سوريا، ويتباهى الحزب بأنه أسقط مقاتلة إسرائيلية من طراز F-16. كما يحذر مسؤول كبير في الاستخبارات الأمريكية من "احتمال حقيقي" لنشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله، قد تجر إليها إيران وقوى إقليمية أخرى. وترى مارا كارلين، محللة رائدة، أن تلك الحرب "لا مفر منها تقريباً"، وأن "الأسئلة الحقيقية هي كيف وأين سوف تجري تلك المواجهة المتوقعة؟".

سلام مضطرب
ويلفت بيمان إلى استمرار حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في إطلاق تحذيراته من تهديدات إسرايلية لأمن لبنان وحزب الله. ولكن التحذير من وقوع حرب مستمر منذ أكثر من عشر سنوات، ورغم وقوع مناوشات منتظمة بين الجانبين، لم يخاطر أي منهما بإشعال حرب. لكن إلى متى يستمر هذا السلام المضطرب؟

وبحسب كاتب المقال، المخاطر في لبنان بالنسبة لإسرائيل أعلى من معاركها الدورية مع حماس في غزة. فقد شن حزب الله، في 2006، غارة عبر الحدود، وقتل ثلاثة جنود وأسر اثنين. وقد أشعلت تلك الغارة حملة قصف إسرائيلية هائلة، ومن ثم هجوماً برياً لم يتوقعه حزب الله.

تصنيع أسلحة
ويقول كاتب المقال إنه، بعد أكثر من عشر سنوات، تطورت القدرات العسكرية لحزب الله، وأصبح لديه ما يزيد عن 100,000 صاروخ، ويستطيع إطلاق أكثر من 1000 صاروخ يومياً، مستهدفاً أية مدينة إسرائيلية. كما بات حزب الله يصنع أسلحة في لبنان، وينتج طائرات مسيرة وقذائف موجهة، من بين عدة أنظمة أخرى.

ومن الناحية السياسية، يرى كاتب المقال، أن حزب الله صار مرتاحاً. فقد حصد خلال انتخابات مايو( أيار) البرلمانية مقاعد إضافية، وتوسع نفوذه على حساب رئيس الوزراء سعد الحريري. وأصبح لدى حزب الله صوت فعلي عند اتخاذ قرارات حكومية.

قوة وضعف
لكن، وحسب الكاتب، يكمن الفرق الكبير بالنسبة إلى حزب الله في كونه أصبح، منذ مشاركته في الحرب السورية، مصدر قوة وضعف معاً. فقد أرسل آلاف المقاتلين إلى سوريا، لعبوا دوراً كبيراً في تحقيق الجيش السوري انتصارات ضد قوات المعارضة السورية. كما اكتسب حزب الله مهارات قتالية، وتعلم كيفية التعامل مع القوة الجوية الروسية، وكيفية استخدام دبابات.

من جهة أخرى، يقول كاتب المقال إنه رغم تلك الخبرة القتالية، أصبح الحزب أضعف مكانة. فقد حظي، قبل الحرب، باحترام من قبل السنة والمسيحيين في لبنان نسبة لقلة الفساد بين صفوفه، ولقدرته على تأمين خدمات أساسية في مناطقه، ومعاداته لإسرائيل. ولكن اصطفاف حزب الله مع قوات النظام السوري ضد معارضة من السنة، جعل من حزب الله يبدو طائفياً كإيران عوضاً عن أن يكون قوة مقاومة إسلامية. ورغم ثبات دعم الشيعة في لبنان لحزب الله، كان معظم قتلى الحزب من أبناء هذه الطائفة- ما لا يقل عن 1,400، ولذا ما عادوا يحتملون حرباً أخرى تقود لمزيد من القتلى.

مهارات غير مفيدة
وعلاوة عليه، في حال وقوع حرب بين حزب الله وإسرائيل، لن تنفعه مهاراته العسكرية في سوريا، حيث قاتل قوات ضعيفة التدريب والعتاد، في الدفاع عن جنوب لبنان في مقابل قوة إسرائيلية مدربة جيداً.

إلى ذلك، ترى إسرائيل في المكاسب التي حققها حزب الله في الانتخابات البرلمانية، في مايو(أيار) الماضي، نقطة ضعف لا مصدر قوة، لأنها باتت تعتبر الحكومة اللبنانية بكاملها مسؤولة عن خروقات حزب الله.

ويرى الكاتب أنه بالنظر لتلك القيود العسكرية والسياسية، لن يسعى حزب الله لمهاجمة إسرائيل. وسوف تكون النتيجة الأكثر احتمالاً أن تحافظ إسرائيل وحزب الله على حالة سلام هش.