نازحون سوريون في إدلب (أرشيف)
نازحون سوريون في إدلب (أرشيف)
الإثنين 17 سبتمبر 2018 / 12:51

هل تتعاون أمريكا وتركيا لمنع مأساة إنسانية في إدلب؟

24- زياد الأشقر

أعلن نظام بشار الأسد في عطلة نهاية الأسبوع بداية حملته لاستعادة إدلب، المنطقة التي تضم ثلاثة ملايين نسمة، بمن فيهم مليون نازح من مناطق سورية أخرى. ورغم فشل سياسات الولايات المتحدة في الأعوام الأخيرة، لا يزال لديها وسائل للتخفيف من الكارثة الإنسانية التي يُتوقع أن تكون أكبر حتى من تلك التي شهدتها حلب.

 وقال الباحثان إيلان غولدنبرغ ونيكولاس هيراس في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن التحدي الأول يكمن في أن المحافظة تحولت إلى ملجأ لكل المعارضين للأسد من كل أنحاء سوريا. وفي السنوات الأخيرة، استعاد الأسد بدعم روسي وإيراني، مناطق واسعة من البلاد، مركزاً خاصةً على مناطق خفض التصعيد في غرب سوريا، التي كانت الغاية منها تجميد القتال بين النظام والثوار.

وكانت كل حملة تنتهي باتفاق يستسلم فيه الثوار، ويُسمح لهم بممر آمن إلى إدلب. وفي الحملة المقبلة لا مكان للثوار ليذهبوا إليه، ما يعني أنهم سيقاتلون بشراسة حتى الموت، ولذلك سرت تقارير مفادها أن النظام يدرس استخدام الأسلحة الكيماوية. وهناك واجب أخلاقي على الولايات المتحدة يحتم عليها أن تفعل ما في وسعها لمنع النتائج الأسوأ.

تدفق شامل للاجئين
وأوضح الباحثان أن المعركة قد ينجم عنها تدفق شامل للاجئين إلى تركيا. وفي 2016، أبرمت تركيا مع الاتحاد الأوروبي اتفاقاً وافقت أنقرة بموجبه على استضافة معظم اللاجئين في مقابل دعم مالي.

وهكذا عمل الجانبان على تفادي الهجرة الجماعية إلى أوروبا، التي كانت تتسبب في توتر واضطراب  سياسيين. لكن موجة جديدة من اللاجئين قد تحمل تركيا على إعادة التفكير في استقبالهم، ما يضع أوروبا مجدداً على أبواب الفوضى.

ويُعقد الأمر أكثر، كما يقول المبعوث الامريكي إلى الإئتلاف الدولي لمحاربة الإرهاب بريت ماكغورك، أن إدلب باتت "الملاذ الآمن الأكبر لتنظيم القاعدة"، والتحدي هو أن تنظيم القاعدة مرتبط بجماعات معارضة أقل إيديولوجية يعارضها الجميع، وأن محاولة فصلها والقضاء على القاعدة أمر صعب جداً.

لكن المعالجة ليست في هجوم مدمر يطلقه الأسد، ويسفر عن أكبر أزمة انسانية في حرب رهيبة أصلاً.

سياسة أمريكية
وحذر الباحثان من أن رفض اوقف الهجوم في إدلب يُمكن أن يُقوض ما يقول كبار المسؤولين الأمريكيين الآن إنه سياسة أمريكية.

إن الولايات المتحدة تسعى إلى إحياء وتنفيذ عملية السلام في جنيف، وتصر واشنطن على تخلي الأسد عن السلطة وعلى رحيل إيران والقوات الموالية لها قبل انسحاب الولايات المتحدة من شمال شرق سوريا.

وقد تكون هذه الأهداف غير قابلة للتحقيق، لكن إذا ما تركت الولايات المتحدة الأسد وحلفاءه الروس والإيرانيين يتقدمون نحو إدلب، لتهجير مئات الآلاف مع احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية، فإن من شأن ذلك فقط إضعاف الموقف الأمريكي في التأثير على محاولة إنهاء النزاع السوري.

تركيا
ورأى الباحثان أن الأكثر أهمية، هو أن تركيا تحافظ على وجود عسكري في إدلب، وفي هذه الحال فإن مصالحها متطابقة مع مصالح الولايات المتحدة.

وبموجب اتفاقات سابقة مع روسيا وإيران، أقامت تركيا 12 نقطة مراقبة لمناطق خفض التصعيد في المحافظة. وهذا الانتشار العسكري التركي المحدود أقام عازلاً، لإن لا الحكومة السورية ولا روسيا ولا إيران في وارد الدخول في مواجهة مباشرة مع تركيا. ولذلك فليس من مصلحة تركيا أو الولايات المتحدة، أن تشهدا هجوماً تكون حصيلته مأساةً إنسانيةً وتدفقاً هائلاً للاجئين.