الثلاثاء 18 سبتمبر 2018 / 18:42

الدبلوماسية الإماراتية.. الظاهر والخفي من "بنت المستقبل"

النَّجَاحات التي تُحقَقُها الدبلوماسية الإماراتية بقيادة وزير الخارجية والتعاون الدولي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، تبدأ من الإنسان وتَنْتَهِي إليه، لا من حيث المعنى الوجودي فقط، ولا من ناحية الانتماء للوطن لجهة تأكيد الهوية فحسب، ولا حتى من منطلق تسبيق المواطن لجهة أن سعادته وأمنه وتطوره أهداف الدولة، وهو أمر مشروع ومطلوب من معظم دول العالم، ولكن لأن تلك الدبلوماسية توفر شروط النجاح والقبول في علاقات دولية قائمة على التميز.

النَّجَاحات التي تُحقَقُها الدبلوماسية الإماراتية بقيادة وزير الخارجية والتعاون الدولي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، تبدأ من الإنسان وتَنْتَهِي إليه، لا من حيث المعنى الوجودي فقط، ولا من ناحية الانتماء للوطن لجهة تأكيد الهوية فحسب، ولا حتى من منطلق تسبيق المواطن لجهة أن سعادته وأمنه وتطوره أهداف الدولة، وهو أمر مشروع ومطلوب من معظم دول العالم، ولكن لأن تلك الدبلوماسية توفر شروط النجاح والقبول في علاقات دولية قائمة على التميز.

ويحكم مسار تلك الدبلوماسية ثلاثة منطلقات أساسيَّة، أَوَّلُها: ميراث الشيخ زايد ـ رحمه الله ـ في العلاقات الدولية، والمعتمد على العطاء ومشاركة الآخرين أمالهم وأوجاعهم في السَّراء والضرَّاء، وثانيها: تنافسية دولية يحكمها الاتقان والجودة في العمل، وثالثها: تنفيذ الاستراتيجية الشاملة للدولة القائمة على التعاطي مع التطورات والشراكة على المستوى العالمي.

نجاحات الدبلوماسية الإماراتية بَدَت الأيام الماضية بشكل علني جميل ومطمئن في تقدم جواز سفر دولة الإمارات العربية المتحدة إلى المركز التاسع، لتتصدر الدولة المركز الأول بين الدول العربية، وفقاً لمؤشر "باسبورت إندكس"، الذي يعتمد على عدد الدول التي يمكن أن يدخلها حامل جواز السفر من دون الحصول على تأشيرة، أو الحصول عليها عند الوصول، ويسمح الجواز الإماراتي لحامله بزيارة 157 دولة من دون تأشيرة مسبقة، وفق التصنيف الجديد، ما يُعدُّ إنجازاً ضخماً حققته الإمارات على المستويين العربي والدولي، بحسب المؤشرات الجديدة لقائمة أقوى جوازات السفر العالمية، وهذا يعني أنه لم يبق يفصلها على المركز الأول إلا تسع دول، وهو المركز الذي تحتله سنغافورة في الوقت الحالي، التي يتيح جواز سفرها زيارة 166 دولة من دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة.

هذا التقدم على صعيد علاقات الإمارات بدول العالم، يكشف عن مكانة الدولة وسمعتها، وعن الاعتراف بدورها الحضاري، وأنها دار سلام وأمن، وحلم لكثير من الناس، سواء من ناحية توفر فرص العمل أو الاستثمار أو الإقامة، وهذا هو الظاهر والجميل في العمل الدبلوماسي الإماراتي، فماذا عن الخفي منه؟.

مبلغ كثيرين من العلم أو المتابعة، أن الدبلوماسية الإماراتية تسعى لتوفير دخول آمن لمواطنيها إلى دول العالم بدون تأشيرة، وفي ذلك تحقيق لسعادتهم من خلال السفر سواء أكان للسياحة أو التعليم أو العلاج أو الاستثمار، ولكن الأهم من هذا هو أن الإمارات تسير قائمة سوية، وسياستها ليست عرجاء، أي أنها لا تسعى لتحقيق هدف وحيد، والتخلي عن مجمل الأهداف المرسومة، ذلك أن نجاحاتها في المجال الدبلوماسي، مؤسسة على جُمْلة من الشروط في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية، والخفي الأجمل هو تحقيقها اليوم لِقُوَّتَيْها النَّاعمة والصَّلْبة، دون حدوث تناقض بينهما.

الخّفِيُّ الأجْمَل أيضا في الدبلوماسيّة الإمارتية، أنها، دون أن تصدر شعارات ضمن خطب استهلاكية، أو يطغى على مواقفها وأفعالها الصَّخب الإعلامي، تنوب عن العرب في إظهار الوجه الحضاري لهم، وهي بذلك تشارك في صناعة الحاضر، حتى يُسجِّل التاريخ أن العرب أنتجوا أفكاراً إيجابيَّةُ، ولم يكونوا فقط مصدر فتنة لهم أو شراًّ على الناس، هذا أولاً، وثانياً: أن الذات العربية تفرض ووجودها من خلال الإمارات في فضاء صراع الإرادات بين الدول، وثالثاً: أن هذه المنطقة آمنة حتى لو كان الناس يتخَطَّفُون من حولها، وربعاً: أن الإمارات في حاضرها هي بِنْتُ المستقبل، وذلك هو الأجمل على مستوى الزمن، والجاذب عالمياً، والمزعج لبعض أخواتها العربية، خاصة اللاَّئي اخْتَرْن البقاء في كهوف الماضي المظلمة.