الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 / 11:47

سوريا قضية خاسرة.. على واشنطن الانسحاب!

اقتربت الحرب السورية من نهايتها، وتمكنت الحكومة السورية، بدعم جوي روسي وإيراني بري، من إلحاق الهزيمة بمجموعات معارضة مسلحة وجدت في غير مكان في سوريا. ودمشق اليوم آمنة، بعدما طرد المتمردون بعيداً عن ضواحيها، كما توقف القتال في حلب وحمص رغم دمار شديد أصاب أحياء كاملة في المدينتين. وبات النظام يحكم قبضته على معظم أرجاء سوريا.

صناع السياسة في واشنطن حالمون، وأهدافهم غير واقعية

وتبقى محافظة إدلب وحدها تحت سيطرة قوات معارضة، معظمها جهادي، من نوعية جبهة النصرة الموالية للقاعدة، وبعضها يحمل اسم "معارضة معتدلة" موالية لتركيا.

هجوم نهائي
وكما أشار، في مجلة "ناشونال إنترست"، دوغ باندو، مسؤول رفيع المستوى لدى معهد كاتو، وكان مساعداً خاصاً للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، تستعد قوات الرئيس السوري بشار الأسد لشن هجوم قد يكون نهائياً ضد إدلب.

ويلفت كاتب المقال لتكدس ملايين اللاجئين داخل محافظة إدلب، وتسود مخاوف من وقوع كارثة إنسانية. لكن عبر دعم إيراني وروسي، من المؤكد أن تستعيد دمشق سيطرتها وتدمر أو تشتت متمردين معظمهم إسلاميون راديكاليون.

سياسة خائبة
وبرأي باندو، طوال الصراع السوري كانت السياسة الأمريكية خائبة، بل وغير عقلانية. ففي البداية وصفت إدارة أوباما الأسد بأنه "إصلاحي"، من ثم طالبت واشنطن بخلعه مقللة من دوافع للتفاوض لديه، أو عند المعارضة. ومع تطور الصراع، بادرت الولايات المتحدة لتنفيذ عمليات قتالية ضد داعش مع الاستمرار في الدعوة لخلع الأسد. ومن ثم مضت الولايات المتحدة لدعم ما يسمى بمعارضة معتدلة، رغم تراجعها في وجه مجموعات راديكالية.

ويشير كاتب المقال لسعي واشنطن للعمل مع الحكومة التركية بقيادة أردوغان رغم تسهيله تنفيذ عمليات داعش داخل سوريا. ومن ثم تحولت أمريكا لدعم قوات كردية كي تقود هجوماً برياً ضد داعش، مع امتناعها عن الدفاع عن هؤلاء الأكراد عندما تدخلت تركيا عسكرياً لطردهم من بيوتهم القريبة من الحدود التركية- السورية.

صراع بعيد
وفي نهاية المطاف، يقول الكاتب، عززت إدارة أوباما تدخل أمريكا عسكرياً في سوريا، حيث يدور صراع في منطقة لا تهدد الأمن الأمريكي. وفي الوقت نفسه، واصلت واشنطن انتقاد إيران وروسيا لتدخلهما من أجل دعم مصالحهما الأوسع. وقد أدخلت الإدارة قوات أمريكية إلى سوريا دون موافقة الكونغرس، فيما استجابت كل من طهران وموسكو، حليفين قديمين لدمشق، لمطلب حكومة الأسد بالتدخل لدعمها.

عالم خيالي
وبرأي الكاتب، لم تكن السياسة الأمريكية في سوريا فاشلة بل كارثية، حيث لم تفعل واشنطن شيئاً سوى تعزيز آمال معارضي الأسد، وإطالة أمد الحرب ورفع كلفتها. فقد أدى الدعم الأمريكي لتقوية راديكاليين جهاديين، يشكلون تحدياً لأمريكا أكبر من تحديهم لدمشق.

وفي ختام مقاله، يخلص الكاتب إلى أنه رغم عدم تهديد سوريا لأمن أمريكا، تريد واشنطن اليوم تقرير مستقبل سوريا، وتقييد حركة دول إقليمية ذات مصالح أوسع هناك.
  
ويرى باندو أن صناع السياسة في واشنطن حالمون، وأهدافهم غير واقعية، ولا يستحق أي مكسب يحققونه في سوريا بذل جهود عسكرية مكلفة. وعندما يتعلق الأمر بسوريا، عاشت إدارة أوباما، ومعها الإدارة الحالية، في عالم خيالي لا صلة له بما يجري من تطورات في الميدان.