بولتون: الانسحاب الإيراني من سوريا أولوية أمريكية

وأدلى بولتون في تصريحاته على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الإثنين، مؤكداً جدية الولايات المتحدة في قرارها البقاء بسوريا حتى مغادرة إيران. وأوضح بولتون: مادامت القوات الإيرانية تعمل خارج حدود إيران فلن نغادر، وفقاً لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" أمس الإثنين. 

ولم يكتف المسؤول الأمريكي بالمطالبة بالانسحاب الإيراني من سوريا، بل طالب بمغادرة كل ما له صلة بإيران من سوريا.

وعلى مدى السنوات الماضية، كانت رسالة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" واضحة تفيد بأن القوات الأمريكية في سوريا ستنسحب فور انتهاء مهمتها بالقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وتأمين المناطق المستعادة. كما أن مواجهة القوات الإيرانية في سوريا لم تكن في يوم من الأيام مشمولة بالخطة الأمريكية الخاصة بسوريا، إضافة إلى أن الجيش الأمريكي لم يتلق أية أوامر بشأن الاشتباك مع القوات الإيرانية هناك.

وعقب تصريحات بولتون، قال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، إن المهمة العسكرية الأمريكية في سوريا لا تزال تركز على تنظيم داعش واجتثاثه. وأكد ماتيس، أن القوات الأمريكية في سوريا باقية هناك بأمر من الأمم المتحدة، نافياً وجود أية أهداف أخرى.

وأضاف ماتيس، أن روسيا وإيران أسهمتا في تحقيق الاستقرار في سوريا، لكن قواتنا لن تغادر على حساب سلامة المدنيين الفارين من داعش.

وأثارت تعليقات المسؤولين الأمريكيين أسئلة من أوساط مختلفة تشكك بأن إدارة ترامب قد تكون تبنت سياسة جديدة بشأن سوريا.

وأكد المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيس جيفري، أنه بالإضافة إلى الهدف الأول المتمثل في هزيمة تنظيم داعش، فإن الولايات المتحدة تسعى الآن لبذل جهود أكبر لضمان خروج إيران وميليشياتها من سوريا.

وتغير الموقف الأمريكي في سوريا عقب تسلم جون بولتون منصب مستشار الأمن القومي، والذي يعد معادياً لإيران، وأول المطالبين بالانسحاب من الاتفاقية النووية.

وفي 2017 كتب بولتون، قبل انضمامه إلى البيت الأبيض، أن إيران تسيطر على العراق وسوريا ولبنان عبر ميليشيا حزب الله، وفي حال استمرارها بالتمدد ستخلق وجوداً استراتيجياً يهدد أمن إسرائيل والبلدان المجاورة.

وتقول "واشنطن بوست" إنه وبوجود بولتون في البيت الأبيض، فإن إدارة ترامب ستحول تركيز قواتها في سوريا على الوجود الإيراني سعياً لعرقلة تقدمها في المنطقة.