عسكريون إيرانيون بعد الهجوم على العرض العسكري في الأحواز (أرشيف)
عسكريون إيرانيون بعد الهجوم على العرض العسكري في الأحواز (أرشيف)
الأحد 30 سبتمبر 2018 / 11:27

الأزمات تطوق إيران...خارجياً وداخلياً

حمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، طهران مسؤولية الاضطرابات في المنطقة، قائلاً إن ديكتاتورية فاسدة تنشر الفوضى في الشرق الأوسط، مسنفيدة من العائدات الاقتصادية لصفقتها النووية مع أمريكا وقوى عالمية أخرى، من أجل زيادة إنفاقها العسكري ودعم الإرهاب.

يتزايد إحساس إيران بالحصار، خاصة بعد فرض أمريكا، بدءاً من 4 نوفمبر( تشرين الثاني)، عقوبات اقتصادية جديدة سوف تستهدف صناعتها النفطية

وبعد انسحاب أمريكا من الاتفاق في مايو( أيار) الأخير، وتدشينها حملة ضغط اقتصادي لمنع طهران من الحصول على أموال تحتاجها لمواصلة أجندتها الدموية"، ردت إيران على الإدارة الأمريكية عبر تحديها.

وأكد حسن روحاني، رئيس إيران، أنه لن يلتقي ترامب، وهاجم ما سماه "نزعات معادية للأجانب تشبه التصرف النازي". وتوقع تحقيق نصر على أمريكا. وفي إشارة إلى الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات، والتي خلفت 600 ألف قتيل إيراني، قال: "ستكون نهاية هذه الحرب أفضل من نهاية حرب الثماني سنوات".

ورغم اعتباره براغماتياً، بدا روحاني مثل غيره من متشددي إيران، الذين يعارضون صفقته النووية، ولا يجدون أي فرصة للتسوية مع أمريكا.

هجوم الأهواز
وحسب المجلة، لا يمثل ترامب التحدي الوحيد أمام إيران. بعد هجوم في 25 سبتمبر( أيلول) خلف ما لا يقل عن 25 شخصاً، بينهم أفراد في الحرس الثوري الإيراني، حرس النظام، أثناء عرض عسكري في منطقة الأحواز، في جنوب غرب محافظة خوزستان.

وأعلنت مجموعتان مسؤوليتهما عن الحادث، منها مجموعة من الانفصاليين العرب. وسارع داعش الذي هاجم، قبل عام، البرلمان الإيراني في طهران، للادعاء بتنفيذه الهجوم، رغم الشكوك في جدية الادعاء، ولكن النظام سرعان ما اتهم أمريكا وحلفاءها في المنطقة، دون أي دليل قاطع.

نظريات المؤامرة
وتلفت المجلة إلى الهوس الذي يستبد بمسؤولين إيرانيين عن نظريات المؤامرة. ورغم ذلك، لا يصعب معرفة سبب شكهم في أطراف خارجية. فخوزستان موطن لقرابة مليونين عربي. وفي السنوات الأخيرة، عمدت محطات إذاعة وتلفزة عربية لتغطية أخبار الأقليات الإيرانية، ودعمها لعرب "يخضعون لاحتلال قوات فارسية".

ويأتي الهجوم في الأحواز، في نظر عدد من الإيرانيين، في إطار هجوم عربي أوسع. ويضاف إليه دعوة عدد من مسؤولي البيت الأبيض لتغيير النظام في إيران.

شعور بالحصار
وتتوقع المجلة أن يتزايد إحساس إيران بالحصار، خاصةً بعد فرض أمريكا، في 4 نوفمبر(تشرين الثاني)، عقوبات اقتصادية جديدة ستستهدف صناعتها النفطية.

ونتيجة لذلك، تخطط اليابان، وجنوب أفريقيا، وسري لانكا، ودول أوروبية لخفض وارداتها من النفط الإيراني. ورغم مواصلة بعض دول أوروبا دعم الصفقة النووية، ترك بعضهم إيران تواجه مصيرها.

وتبعاً لذلك، أوقف مصرف فرنسي مملوك للحكومة تمويل صادرات إلى إيران، وعلقت باريس تعيين سفير جديد لها في طهران. وتسعى إيران لطلب المساعدة من روسيا والصين. ولكن روسيا فرحت بملء الفراغ الذي خلفته إيران في سوق النفط، فيما تركز الصين على حربها التجارية مع أمريكا.

هوس
وترى إكونوميست أن هوس الحكومة الإيرانية بالمؤامرات الخارجية يصرف انتباهها عن مشاكل داخلية. فخوزستان تحوي معظم احتياطات النفط الإيراني، ولكن المنطقة فقيرة ومهملة، ويستبعد العرب فيها من العمل في مراكز حكومية، ويسرق الحرس الثوري مياه المنطقة فضلاً عن نفطها.

فقد أُقيم عدد كبير من السدود التي حولت مياه أنهار كانت تجري من وسط إيران نحو الخليج، ما حول خوزستان إلى صحراء. وأخمدت طهران بوحشية احتجاجات شعبية ضد سياساتها. فيما تدعو مجموعات تطالب "بتحرير الأحواز"، إلى تخريب خطوط النفط واغتيال مسؤولين.

ولكن، حسب المجلة، يعم الفقر والعوز مناطق أخرى من الريف الإيراني. وبات أبناء القاعدة الشعبية الفقيرة التي دعمت النظام سابقاً، لا يعرفون كيف يؤمنون معيشتهم في ظل تراجع قيمة الريال الإيراني، وارتفاع معدل البطالة، فضلاً عن توقف مشاريع استثمارية أجنبية بعدما فرضت أمريكا عقوبات على كل من يتعامل مع النظام الإيراني.