الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الأحد 14 أكتوبر 2018 / 13:03

الجهاز الأيديولوجي الإخواني.. أداة لخدمة مخيلة أردوغان

طالبت الصحافية سعاد سباعي بضرورة التحرك لإيقاف الرئيس التركي "النيوعثماني" رجب طيب أردوغان الذي يستمر في السعي إلى السلطة المطلقة.

يعتقد أردوغان حقاً أنه أداة إلهية وأنه يحقق إرادة السماوات على الأرض من خلال الجهاز الأيديولوجي للإخوان المسلمين

في السنوات الأخيرة، تمكن أردوغان من تعزيز قوته داخل القصر الأمبراطوري في أنقرة وتمكن من تحقيق ذلك حتى قبل الانقلاب الذي يزعم أن شبكة فتح الله غولن تقف وراءه.

لقد بنى السلطان هذا القصر لنفسه، ولن يسمح لأي أحد آخر بالدخول إليه قبل مغادرة هذا العالم، أو قبل أن يقرر التخلي عن السلطة لصالح وريث.

لقد كشفت محكمة الحسابات التركية بشجاعة أن تكاليف العناية اليومية بهذا القصر تُقدر بـ 300 ألف دولار، وهذا يمثل واقعاً مريراً للنصف غير الإسلاموي في تركيا. وحملت سباعي في صحيفة "المغربية"، القوميين الأتراك مسؤولية خيانة إرث أتاتورك مقابل الحصول على مقعد في البرلمان أو الحكومة أو القضاء.

مثل خطاب خامنئي

حل الصمت الأخير على حرية الصحافة والتعبير إذ يواجه الصحافيون أحكاماً بالسجن المؤبد أو يُجبَرون على الاستقالة فيما يقبع الناشطون والمعارضون وفرق الروك في السجن منتظرين محاكماتهم.

والويل للذين يتجرأون على التذمر، حتى عبر فايس بوك، من التضخم الذي وصل إلى 25% نتيجة زيادة الديون الخارجية التي مول بها السلطان صعوده السياسي. ولدى أردوغان خطاب امبريالي يشبه خطاب خامنئي عن مؤامرات غربية على قاعدة يومية.

تطرف إخواني منذ 100 سنة

في مخيلته، يعتقد أردوغان حقاً أنه أداة إلهية وأنه يحقق إرادة السماوات على الأرض من خلال الجهاز الأيديولوجي للإخوان المسلمين، المصدر الأساسي للتطرف منذ 100 عام.

وباستخدامه سلام رابعة للإخوان المسلمين، فإنه يهدف إلى مخاطبة عشرات الملايين حول العالم، خاصةً في الشرق الأوسط وأفريقيا، وآسيا، وأوروبا.

وتتقدم الإسلاموية العالمية أيضاً بفعل دعم قطر والنظام الخميني، ولكن أردوغان يريد لاسطنبول أن تصبح مركزه الأساسي. إضافةً إلى ذلك، يريد للمدينة نفسها أن تضم واحداً من أكبر المطارات في العالم بغض النظر عن عشرات القتلى والجرحى من العمال الذين يسقطون أثناء بنائه.

لكن الأهم من ذلك هو أن المطار الجديد، وعلى عكس الموجود حالياً في اسطنبول، لن يحمل اسم أتاتورك.

انتقام من الجاني الأعظم
لقد بدأ مسار إزالة أتاتورك من الذاكرة التركية، علماً أنه من الأساس، لم يكن يوماً أباً لجميع الأتراك عند مؤيدي أردوغان. وعوض ذلك، كان الجاني الكبير الذي أنهى الخلافة، وبالتالي يجب على هذه الحقبة أن تواجه المصير نفسه على أيدي السلطان الجديد.

إن إسلاموية تركيا التي لم تتأثر بمسار التحديث والتغيير المرتبط بأتاتورك، ترى أردوغان هديةً إلهيةً تعطيه حق الوقاحة الذي يستمر عبره في تحدي الجميع. أجرى أردوغان زيارة مثيرة للجدل إلى ألمانيا لضمان الدعم المالي من أنجيلا ميركل التي خافت من موجة لجوء جديدة تصل إليها عبر البلقان.

واقترح السلطان باستفزاز إعادة إطلاق المفاوضات على انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي وأخبر الشركات النفطية ودولاً أخرى، بضرورة الامتناع عن إقامة مشاريع خلف خط محدد في المياه المتنازع عليها مع جزيرة قبرص.

يحارب الجهاديين.. بعد أن مولهم

في سوريا، يلعب أردوغان دور صانع السلام، وفي إدلب يحارب الجهاديين الذين مولهم على امتداد سنوات الحرب الأهلية، طالما أنّهم لا يريدون الموافقة على الاتفاق الذي توصل إليه مع الرئيس الروسي فلاديمر بوتين. وكانت خطوته الأخيرة في التدخل بأزمة اللجوء التي تواجهها إيطاليا.

 وعرضت البحرية التركية حماية السفينة "أكواريوس" التي ترسو في مرسيليا في انتظار استكمال عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط. وختمت سباعي مقالها بالتساؤل عن الطريقة الفضلى لإيقاف أردوغان في الفترة المقبلة.