أطفال أفغان قرب مضخة مياه في كابول (أرشيف)
أطفال أفغان قرب مضخة مياه في كابول (أرشيف)
الخميس 18 أكتوبر 2018 / 12:32

الجفاف يشرد الأفغان أكثر من طالبان

24- زياد الأشقر

جاء في تقرير لمراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" من هيرات الأفغانية سيكوندر كرماني، أن الجفاف المميت في أفغانستان تسبب في أزمة إنسانية أسفرت عن موجة نزوح أكبر من تلك التي تسببت فيها الحرب بين الحكومة وطالبان.

لم تهطل أمطار منذ أكثر من عام. وقد جفّ كل شيء. وليست لدينا مياه لنروي أطفالنا

وروى قصة شادي محمد، الذي انهمرت دموعه خلال سيره في مخيم ميداني في ضواحي هيرات، أين يعيش مع عائلته.

ويقول: "نحن عطشى وجوعى. أخذنا القليل مما يمكن أن نحصل عليه، لكننا فقدنا معظمه في الطريق. والآن، ليس لدينا شيء. ثمانية منا يعيشون في هذه الخيمة الصغيرة. توفيت زوجتي وأخي. نصف أطفالنا هنا، والنصف الآخر تركناه وراءنا".

نزوح
وشادي هو واحد من 260 ألف شخص أرغموا على النزوح في شمال أفغانستان وغربها، بسبب الجفاف الحاد في المنطقة.

وأشار إلى أن الجفاف يضيف إلى مأساة هذا البلد الذي زادت فيه مستويات العنف منذ 2014 عندما أنهت القوات الدولية رسمياً مهمتها القتالية. ويقال إن طالبان تسيطر الآن على أراضٍ في أفغانستان أكثر من أي وقت مضى منذ أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بطالبان من السلطة في 2001.

لكن الأمم المتحدة قالت هذه السنة، إن الجفاف تسبب في تهجير أفغان أكثر مما فعلت الحرب بين الحكومة وطالبان. وأوضح المسؤول في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة قديرآسمي الذي يساعد في تنسيق جهود الإغاثة في هيرات، التي تشهد زيادة في نزوح الناس من منازلهم، أنه "تحدٍ كبير بسبب حجم الكارثة".

2,2 مليون متأثرون بالجفاف
وتخصص الأمم المتحدة 6.34 ملايين دولار لمساعدة 2.2 مليون شخص يتأثرون بالجفاف. ويعمد برنامج الغذاء العالمي إلى توزيع المال على الناس لشراء الغذاء. وخارج مركز التسجيل يبدو كثيرون في يأس.

وقالت إحدى النساء وهي أم لأربعة أطفال، إنها وصلت أخيراً من ولاية فارياب الشمالية: "لو معنا أي أموال لما كنا أتينا إلى هنا مهما كانت الحال. حظنا العاثر هو الذي أتى بنا إلى هنا".

واستطردت قائلة: "لم تهطل أمطار منذ أكثر من عام. جفّ كل شيء. وليست لدينا مياه لنروي أطفالنا. وفوق كل ذلك هناك القتال بين طالبان والجيش، إنها فوضى".

الزراعة
وأضاف معد التقرير أن آخرين اضطروا للاستدانة للبقاء على قيد الحياة. وتعتبر الزراعة واحدة من المصادر الأساسية للدخل. وتستعد البلاد لانتخابات برلمانية في 20 أكتوبر(تشرين الأول) بعد تأجيلها أكثر من مرة.

ولكن كثيرين من الأفغان يشتكون من أن زعماءهم السياسيين منصرفون تماماً عنهم. ويتحضر عشرات الآلاف لمواجهة شتاء قاسٍ. ويعتقد السيد قدير آسمي أن الطقس المصقع من القضايا الملحة مضيفاً:"لم نر كارثة بهذا الحجم منذ القرن 18 على الأقل".