الخميس 28 نوفمبر 2013 / 20:40

دبي... "الفقاعة" تنتصر مجدداً!

قبل نحوٍ من عقد كامل، كتبتُ: أن كل زائري دبي، والمستمتعين بها، يتساءلون: إلى أين تمضي دبي؟! (ماذا بعد يا دبي؟، تركي الدخيل، إيلاف، 4 يوليو 2004)

كنت قد جلست حينها، إلى جانب صديق، كان خمسينياً، وأصبح اليوم ستينياً، نتأمل من علو دبي، ونتحدث عن تساؤلات الناس، إلى أين تمضي دبي؟! فأشار إلى صاحبي، أن ذات السؤال كان مطروحاً عن دبي منذ السبعينات، وكانوا يقولون عنها أنها فُقّاعة ستنتهي في الثمانينات، فلما دلفت الثمانينات، قالوا أن هذه المدن لا تستمر طويلاً، وسُيُعلن عن وفاة الإبهار في دبي في التسعينات، فازداد التألق في التسعينات، فقالوا: لن تُدرك الألفية الثانية، إلا وقد بهتت، فأدركتها وازدادت ألقاً.

وأقول أن الحاسدين فرحوا بالأزمة الاقتصادية في 2008، رغم أنهم اكتووا أيضاً بنارها، لكنهم ظنوا الأزمة كابحاً لجماح تقدم دبي، فانحنت دبي للعاصفة، لكنها لم تنكسر، مؤمنة بأن الضربة التي لا تقضي عليك، تقويك، وعادت للمعان من جديد، حتى تأنقت أمس بالفوز بتنظيم إكسبو 2020 منتصرة على البرازيل، وتركيا، وروسيا، وبفارق كبير!

قبل ستة أعوام كنت في مجلس كريم مختصر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فدخل المجلس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فتنحيت جانباً بعد السلام، حتى لا أقطع حديثاً خاصاً، فدعاني الشيخ محمد بن زايد، وقال لي: هلا أخبرت الشيخ محمد، ما الذي يجعل البعض يغضب من دبي؟!

قلت للشيخ محمد بن راشد، باني دبي الحديثة: أرأيت لو أن طالباً كسولاً، يعود كل يوم إلى والده، بعلامات الخيبة، ووالده لا يفتأ يُحرِّضه على أن يكون مثل ابن جيرانهم المتفوق. أومأ الشيخ لي، أن أكمل، فزدتُ: كيف سيكون موقف الطالب الكسول من ابن جيرانهم المتفوق؟! لا شك أنه سيكرهه، لأن والده يقارن فشله بنجاحه، ودعته بنشاطه، وضعفه بقوة ابن الجيران! هكذا الحال، مع دبي يا أبا راشد!

دبي، مدينة تصنع الإبداع، لا بمحض الصدفة، بل بعزيمة الرجال والنساء على حد سواء.

يمكن أن تكون دبي، للإيجابيين، الذين يحسنون التعلم من الآخرين، نموذجاً للغيرة الإيجابية، لإتقان فن النجاح والتفوق. هذا التفوق الذي لم يُخلق فجأة، ولا جاء على حين غِرة، ولا نشأ دون جد واجتهاد، وتخطيط وعمل دؤوب وتنظيم.

كتبتُ قبل سنوات وسأبقى أكتب: "دبي، معادلة صعبة في عوالم التنمية، جسّدت مشروعها المتبختر على ضفاف الخليج، لتتحول تجربتها إلى لوحة سوريالية، اختلفت حولها القراءات، لكأنها كُتبت بلغة إعجازية، بهرت كل طلاب علوم التنمية. (دبي: نجحت... لم تنجح!، تركي الدخيل، الاتحاد، 30 سبتمبر 2009)