عسكريون إيرانيون بعد هجوم الأحواز الذي تنفي الحركة التورط فيه (أرشيف)
عسكريون إيرانيون بعد هجوم الأحواز الذي تنفي الحركة التورط فيه (أرشيف)
الأربعاء 31 أكتوبر 2018 / 14:35

لماذا تستهدف إيران حركة "النضال العربي لتحرير الأحواز"؟

24 - إعداد: ريتا دبابنه

قررت الدنمارك استدعاء سفيرها في إيران، بعد أن اتهمت النظام الإيراني بالتورط في التخطيط لاغتيال شخصية معارضة على أراضيها، وهدد وزير الخارجية الدنماركي أندرس سامويلسون، بتوجه بلاده إلى الاتحاد الأوروبي لحضه على فرض حزمة عقوبات جديدة على طهران.

وأوضح سامويلسن أن هجوم المخابرات الإيرانية كان يستهدف زعيم فرع "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" في الدنمارك حبيب جبر.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتورط فيها نظام الملالي في اغتيال شخصيات مُعارضة للنظام، خاصةً من أعضاء "حركة النضال العربي الأحوازي".

زعيم حركة النضال الأحوازي في الدنمارك حبيب جبر

وسبق لوزارة الخارجية الأمريكية مثلاً، اتهام إيران في محكمة العدل الدولية في لاهاي، في أغسطس (آب) الماضي  باغتيال عضو "حركة النضال" الأحوازي أحمد مولى نيسي، في هولندا قبل نحو عام.

ولكن، يبقى السؤال، لماذا تستهدف المخابرات الإيرانية "حركة النضال العربي الأحوازي" دون غيرها من الحركات الأحوازية؟ وهل جاءت محاولة اغتيال جبر في الدنمارك، تكملة لخطة مرسومة مسبقاً لتصفية المعارضين الإيرانيين، خاصةً بعد اغتيال الأحوازي أحمد مولى نيسي في العام الماضي بهولندا؟

الأحوازي أحمد مولى نيسي

حركة النضال العربي الأحوازي
تعتبر "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" المعارضة للوجود الإيراني في إقليم الأحواز، من الحركات الجديدة نسبياً، إذ تأسست في 1999، على يد مجموعة من عرب الأحواز المقيمين في أوروبا، بهدف إنشاء دولة عربية في الأحواز.

وبدأت الحركة نشاطها المسلح ضد إيران في يونيو(حزيران) 2005، ونفذت "كتائب محي الدين آل ناصر"، الجناح العسكري للحركة، عدة ضد مصالح إيرانية، مثل استهداف دائرتي التخطيط والإسكان في مدينة الأحواز، بجنوب غرب إيران في 12 يونيو (حزيران) 2005.


وبعدها شنّت أكثر من 10 هجمات وعمليات عسكرية في الداخل الإيراني، على مدى السنوات الأخيرة، كان أبرزها تفجير منشآت نفطية في مدينة الخلفية جنوب شرق الأحواز في أكتوبر (تشرين الأول) 2013، واغتيال رئيس جهاز الاستخبارات الإيراني حسين شريفي ومجموعة من مرافقيه، في 15 فبراير (شباط) 2017 في نفس المدينة.

وكانت آخر هجمة للحركة في سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث استهدفت عرضاً عسكرياً للباسيج الإيراني في مدينة الأحواز، حسب الاتهامات الرسمية الإيرانية، رغم نفي الحركة الرسمي، ورغم تبني داعش للهجوم ورد طهران عليه بصواريخ قالت إيران إنها أطلقتها بعد الهجوم بأيام قليلة على مناطق متفرقة في سوريا ضد المتورطين في الهجوم.


تاريخ الأحواز
يعتبر الأحوازيون "حركة النضال العربي" حركة نضالية ضد محتل فارسي، فبعد أن كانت إمارة عربية منذ عهد الانتداب البريطاني، ضمها الشاة لإيران في 1925، وأعدم حاكمها الشيخ خزعل الكعبي، وغير اسم عاصمتها من مدينة المحمرة إلى خرمشهر، بعد أن اكتشف أنها منطقة غنية بالنفط.

وبحسب إحصائيات الحكومة الإيرانية الرسمية، يشكل عرب إيران 2% من سكان البلاد، يسكن  معظمهم في المحافظات الجنوبية لإيران، مثل خوزستان، وهرمزغان، وبوشهر، على الساحل الشرقي للخليج العربي.

ومنذ احتلال إيران لمناطق العرب، اتبعت السلطات سياسات تمييزية ضد عرب الأحواز من عدة جوانب، أبرزها، التعليم، والتوظيف، والثقافة، ومنعتهم من تعلم العربية، أو استعمالها في المناسبات، ومن إطلاق أسماء عربية خالصة على مواليدهم. 

معاناة عرب الأحواز
ويعاني عرب الأحواز أيضاً من صعوبة الحصول على فرص لدخول الجامعات الإيرانية، فبحسب تقرير نشر بصحيفة "غارديان" عام 2007، تكون فرصة دخول الجامعات الإيرانية لعرب الأحواز أقل بـ12 مرة من نظرائهم الإيرانيين بسبب سوء التعليم في مقاطعتهم، واستخدام اللغة الفارسية.

يعاني عرب الأحواز أيضاً من التمييز في فرص العمل، والرتب الوظيفية، والرواتب مقارنةً مع نظرائهم.

علاوة على ذلك، اتبعت السلطات الإيرانية سياسة "تفريس" الإقليم لتغيير طابعه السكاني، فجلبت آلاف العائلات من المزارعين الفرس إلى الإقليم منذ 1928.

ارتباط الأحواز بالخليج
ترجع جذور الأطماع الإيرانية في الجزر العربية إلى القرن 18، ولم تتوقف مختلف العائلات التي حكمت إيران، سواءً كانت فارسية، أو أذرية، في السعي إلى التمدد في الخليج العربي، فاحتلت عدة مواقع عربية، من بينها جزيرة قشم، وجزيرة هنجام، وجزيرة لارك، وجزيرة فرور، وجزيرة هرمز، وجزيرة شيخ شعيب وقيس، وبندر لنجة، وجزيرة صري، وغيرها من الجزر، وصولاً إلى الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى، وطنب الصغرى، التابعتين لرأس الخيمة، وجزيرة أبو موسى، للشارقة قبل إعلان استقلال دولة الإمارات بأيام قليلة في 1971.


الحركة مستمرة..
وبالعودة إلى تداعيات محاولة اغتيال زعيم حركة النضال العربي الأحوازي حبيب جبر، قال المتحدث باسم الحركة يعقوب حر التستري، في تصريحات صحافية، إن "إيران لم تتوقف يوماً عن مؤامراتها ضد شعبنا العربي الأحوازي ونشطائه، وهذا سيستمر، خصوصاً أن قضيتنا ونضال شعبنا تصاعد الآن بشكل كبير"، مضيفاً أن  "هذا لن يثني حركة النضال وبقية تنظيماتنا عن المضي قدماً لرفع الظلم والاضطهاد عن شعبنا وحقه في تقرير مصيره".

المتحدث باسم الحركة يعقوب حر التستري

ومن جهته، نفى الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي "أي علاقة لبلاده بالهجوم" الذي أحبتطه الشرطة الدنماركية، متهماً كوبنهاغن بالتآمر على طهران.

وأوضح قاسمي أن هذه الاتهامات هي استمرار لما وصفه "بمؤامرات ودسائس الأعداء ضد العلاقات الإيرانية الأوروبية الجيدة في الظروف الخاصة والخطيرة الراهنة"، على حد تعبيره.