الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.أرشيف)
الجمعة 2 نوفمبر 2018 / 11:55

قنبلة سياسية داخلية توقع أردوغان في ورطة؟

ذكر الكاتب السياسي، ياوز بيدر، في صحيفة "ذي اراب ويكلي" اللندنية، أنّ عنصراً داخلياً جديداً طرأ على الساحة السياسية التركية الأمر الذي فرض تحدياً إضافياً على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

المجتمع التركي المحتجز بين أيديولوجيتين قوميتين يبدأ بالابتعاد عن الإسلاموية باتجاه القومية

وأكد بيدر أنّ هذا التطور فشل في الحصول على الانتباه الذي يستحق وهو قد يهدد سلطة أردوغان على المدى البعيد بسبب الانتخابات المحلية التي ستجري في تركيا خلال مارس (آذار) المقبل. ففي اليوم الذي وعد فيه الرئيس التركي بتقديم "الحقيقة العارية" حول مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، حاول حليفه دولت بهتشلي خطف الأضواء التي كانت مسلطة على أردوغان عبر رمي قنبلة سياسية.

استلم زعيم حزب الحركة القومية زمام الحديث في البرلمان بحضور الرئيس التركي. في كلمته، أعلن بهتشلي نهاية جهود تسمية المرشحين إلى مناصب العمدة بالتوافق مع حزب العدالة والتنمية. وكان الحزبان خاضا الانتخابات العامة في يونيو (حزيران) الماضي تحت مظلة "تحالف الشعب" ففازا بكتلة إسلامية-قومية قوامها 340 نائباً في البرلمان التركي الذي يضم 600 مقعد. لقد كان ذلك التحالف هو ما أعطى الثقة إلى جميع القوى التي تحارب الأحزاب العلمانية مثل حزب الشعب الجمهوري وخصوصاً حزب الشعوب الديموقراطي الذي حصد 65 مقعداً وهو رقم بارز نظراً إلى حجم القمع الذي واجهه.

حرب كلامية
بناء على كلام بهتشلي، أشار بيدر إلى أنّه ليس من المستغرب أن تكون المعارضة قد شعرت بضعف أردوغان فسارعت إلى إعلان نهاية التحالف بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية وبدأت بطريقة سابقة لأوانها الحديث عن انتصارها. لكن حتى ما تبع كلام بهتشلي كان بارزاً أيضاً، إذ اندلعت حرب كلامية بين الطرفين شهدت تهديدات وشتائم متبادلة. يشرح الكاتب أنّ بهتشلي ليس أي سياسي. إنّ مصادر أمضت وقتها داخل حلقته الضيقة تقول بثقة إنّ هنالك "منطقاً عميقاً" وراء أفعاله. ورأى بيدر أنّ هنالك وضوحاً في كون بهتشلي يتصرف وفقاً لطريقة تفكير البيروقراطية. من هنا، يمكن أن يكون قد تلمس ضعف أردوغان، ليس لدى الناخبين بمقدار ما هو لدى من يشغلون مختلف الهيئات الإدارية. يضاف إلى ذلك أنّ الانهيار الاقتصادي البطيء سيلحق الضرر بحزب العدالة والتنمية وبكوادره وقد يكون لدى بهتشلي الدليل على صعود القومية التركية.

أردوغان في ورطة
يكتب بيدر أنّ التطهير الشامل الذي طال بشكل أساسي أتباع الداعية فتح الله غولن والعلمانيين اليساريين من البيروقراطية والجيش والقضاء بعد محاولة الانقلاب سنة 2016 أدى بشكل حتمي إلى ترقية القوميين المتشددين. وعززت عمليات الاستبدال بشكل محتمل مؤيدي بهتشلي وحزبه. وإذا كان ذلك يدل إلى مسار نمطي معين، فهذا يعني أنّ أردوغان في ورطة وهو يدرك ذلك. من هنا، تخطى الرئيس التركي كلام بهتشلي بحذر محاولاً التشديد على أنّه يمكن أن يكون التحالف محط تساؤل على المستوى المحلي، لكنّ تكتل تحالف الشعب مستمر.

هو من ورّط نفسه
لقد بنى أردوغان حزب العدالة والتنمية على صورته وحوّله إلى آلة كي تبقيه في الحكم بطريقة صلبة. وتوضح استطلاعات الرأي أنّ أردوغان أكثر شعبية من حزبه. هو يسيطر على الإعلام والقضاء والجيش والأهم على الحشود، إذ إنّ أنصاره مفتونون به. لكن على الرغم من ذلك، إنّ نزعة تركية شرسة وعدائية تحقق تقدماً. لا يصب ذلك في صالح أردوغان ولسخرية القدر كان هو من فتح البوابة أمام القوميين. إنّ المجتمع التركي المحتجز بين أيديولوجيتين قوميتين يبدأ بالابتعاد عن الإسلاموية باتجاه القومية. في أفضل الأحوال، سيكون على أردوغان أن يتبنى بعضاً من أجندة القوميين المتطرفين وستكون الانتخابات المحلية حول مزيد من تعزيز التوليفة القومية-الإسلامية.