الأحد 4 نوفمبر 2018 / 13:39

أخصائية نفسية: هذه العوامل تقود طلاب المدارس إلى التنمر

24 - أبوظبي - رند أبوعوض

تعتبر ظاهرة التنمر لدى الأطفال وطلاب المدارس من أكثر الملفات التي تشغل القائمين على الميدان التعليمي والتربوي حول العالم لما لهذه الظاهرة من أثر كبير في تكوين شخصية الطفل، فما هي ملامح هذه الظاهرة وأسباب تشكلها.

أكدت الأخصائية النفسية الدكتورة هبة شركس عبر 24 أن "السبب الرئيسي خلف التنمر سواء اللفظي أو البدني هو اختلال ميزان القوة لدى الطفل، أي أن القوة ومفهومها غير متزنان في حياة الطفل وأكثر الميادين التي تظهر فيها ملامح عدم الإتزان هي المدارس"، ولفتت إلى أن اختلال القوة يبدأ من منزل الطفل المتنمر فهو ضحية بسبب مشكلة ما، وذلك يعود إلى عدم اتزان منزل المتنمر ما أدى إلى نمو العنف لديه.

وأشارت إلى أن "الطفل الطبيعي هو من لديه حقوق في منزله وذو صوت مسموع ويملك قوة معنية في المنزل تسمح له بالتفاعل والتعبير عن الرأي والتعرف على الخطأ والصح من دون تجريح أو عنف من قبل الأهل، أما الطفل المتنمر عليه هو الذي تعلم داخل منزله أن لا يأخذ حقوقه إلا عن طريق إبداء الضعف والانكسار وهي أحد الحيل التي يستخدمها الأطفال للوصول لغايتهم".

عنف أسري
ولفتت إلى أن" هناك أيضاً أسباب أخرى تؤدي إلى التنمر حيث أن بعض الأطفال يواجهون عنفاً أسرياً داخل المنزل سواء كان عنف من الأب تجاه الأم أو الطفل نفسه مما يخلط بين مفاهيم  العنف والقوة لديه"، مضيفة أن " الطفل في هذه الحالة يعتقد بأن العنف الذي يمارس بالمنزل هو قوة ودليل على السيطرة حيث يعرفه بأسماء أو تصنيفات غير حقيقية وغير صحيحة داخل دماغه، عوضاً عن أن يعتبره شيء خاطئ ومضر يقوم دماغ الطفل بتصنيفه على أنه قوة ومن ضمن الأمور الجيدة التي من الممكن أن يقوم بها".

وأكدت الدكتورة هبة شركس بأن "منظومة التنمر تبدأ من المنزل حيث يرى الأطفال نماذج لعدم توزيع متكافئ للقوة مما يعكس نظرتهم في استخدام الضعف أو القوة للحصول على غاياتهم".

أصدقاء التنمر
وأضافت أن "التنمر يحدث أيضاً بين مجموعة من الأصدقاء ضد أفراد معينة، وأن هنالك أطفال ينقادون من قبل مجموعة التنمر حيث تمارس هذه المجموعة العنف والتنمر على الغير وتضع شروطاً وتهديدات بأن من يرفض التنمر سوف يخرج من هذه المجموعة".

وأوضحت شركس أن "أن المتنمرون لا يعترفون بتنمرهم ولكن يطلقون على أنفسهم ألقاب أخرى تعطي سلوكياتهم السيئة جاذبية لجذب باقي الأطفال لهم، بالإضافة إلى أن بعض الأطفال يخافون الخروج من مجموعة المتنمرين حتى ولو كانوا معارضين لأفكارها خوفاً من أن يتحولوا إلى ضحايا".