الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الإثنين 5 نوفمبر 2018 / 21:50

ترامب يعزل إيران

24 - إعداد: ريتا دبابنه

تبدو العقوبات الجديدة التي فرضتها الحكومة الأمريكية على إيران، اليوم الإثنين، مهيأة تماماً لإرباك الاقتصاد الإيراني وتدميره، في الوقت الذي تستمر فيه واشنطن في الإبقاء على أسعار النفط منخفضةً.

واعتبر المحلل العسكري والسياسي أليكس لوكي، في تقرير بموقع "بيزنس إنسايدر"، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تُخطط بشكل واضح وصريح، لضرب شريان الحياة في إيران: "صناعة النفط".

انهيار الريال 
يقول لوكي إن "ترامب أعاد بالفعل فرض حزمة واسعة من العقوبات على القطاع المالي لإيران في أغسطس (آب)، ما أدى إلى انخفاض قيمة الريال الإيراني من 45000 للدولار إلى معدل حالي قدره 145 ألفاً للدولار الواحد. ورداً على ذلك، قيدت الحكومة الإيرانية وصول مواطنيها إلى العملات الأجنبية". 


وهذا بالفعل ما أكده رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، والذي عمل سابقاً في وزارة الخارجية، ريتشارد هاس، حين قال في تصريح صحافي، إن "إنتاج إيران من النفط انخفض، وبالتالي عائداتها تراجعت، وأصبحت البلاد الآن أكثر عزلة مما كانت عليه سابقاً"، قبل أن يوقف ترامب الصفقة النووية.

"رد قتالي" من روحاني
ويلفت الكاتب إلى الرد "القتالي" لطهران، حين علق الرئيس الإيراني حسن روحاني، على العقوبات قائلاً: "نحن في حالة حرب.. حرب اقتصادية، ونواجه عدواً متسلطاً، يجب أن نصمد للانتصار".

وهددت إيران بالفعل، بالرد على العقوبات باستخدام جيشها لإعاقة حركات السعودية ودول خليجية أخرى في نقل النفط عبر البحر الأحمر.


ووعد روحاني بحماية اقتصاد بلاده، وحتى نموه، بالتغلب على العقوبات، ومواصلة بيع النفط، و"مغازلة" البلدان والشركات الأوروبية.

تهديدات دون مصداقية
لكن، يقول لوكي: "الشركات الكبرى تخلت بالفعل عن إيران، وهو ما أكده محللون عسكريون تحدثوا إلى "بزنس إنسايدر"، قائلين إنهم لم يجدوا تهديدات إيران بالقوة الكافية لردع ترامب، ولم تكن ذات مصداقية، وفي الوقت الذي هددت فيه إيران بالعودة إلى الإنتاج النووي، فإنها لم تدل بأي تصريحات جدية عن عزمها الخروج من الاتفاق النووي".

ويتابع الكاتب: "بالإضافة إلى ذلك، فإن إيران متهمة بمحاولات اغتيال وشن هجمات إرهابية للتخلص من معارضيها الإيرانيين في أوروبا، ما يزيد من توتر العلاقات بين الدول الأوروبية وطهران".


واسترجع لوكي تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، لشبكة "سي بي أس" في نهاية الأسبوع الماضي، والتي أوضح خلالها أن "الشركات الأوروبية هربت من إيران بأعداد كبيرة، أقصد بالمئات. العالم كله يُدرك أن هذه العقوبات حقيقية، وأنها مهمة".

تنازلات.. ولكن!
تصف إدارة ترامب، حسب لوكي، سياستها ضد إيران بأنها "أقصى ضغط". ورغم أنها منحت إعفاءات لثمانية من كبار مشتري النفط الإيرانيين، إلا أنها فعلت ذلك على نحو لا يجعل إيران "ترى العملة الصعبة "، طالما كانت العقوبات سارية المفعول.

ولا تسمح هذه التنازلات إلا لعملاء إيران الكبار في مجال النفط، بما في ذلك الصين، والهند، وكوريا الجنوبية، واليابان، وتركيا، بوضع الأموال في حساب ضمان طويل مقابل النفط الإيراني، فقط عندما تتخلى الولايات المتحدة عن العقوبات يمكن لإيران الحصول على هذه الأموال.


ترامب ينجح
ويبدو أن هذه الخطوة، كما يشير لوكي، حالت دون ارتفاع حاد في أسعار النفط التي كانت تحوم حول مستوى 70 دولار للبرميل، اليوم الإثنين.

و بهذه التنازلات، يبدو أن ترامب نجح في عزل إيران على نطاق واسع، ولكن في الوقت ذاته، لا يزال يحافظ على النفط بأسعار معقولة، وهذا ما اعتبره لوكي "تحقيق هدفين في آن واحد".