دورية أمريكية في سوريا.(أرشيف)
دورية أمريكية في سوريا.(أرشيف)
الأربعاء 7 نوفمبر 2018 / 12:43

التعاون في منبج لن يُصلح العلاقة بين أمريكا وتركيا

تحاول الولايات المتحدة وتركيا العمل معاً في منبج، شمال سوريا، لتطبيق ما يعرف باسم "خارطة طريق منبج". لكن، يبدو أن تلك المحاولات لن تنجح، برأي آرون شتاين، زميل بارز لدى مركز رفيق الحريري التابع لمجلس الأطلسي.

يبدو أن الولايات المتحدة تفاجأت من القصف الأخير، رغم تلقيها عدداً من التحذيرات العلنية من قبل الحكومة التركية

وأشار شتاين، في موقع "فورين بوليسي"، لبدء أمريكا وتركيا العمل ضمن دوريات عسكرية مشتركة في مدينة منبج. وتأتي هذه الدوريات في إطار المرحلة الثانية من اتفاق وقع العام الجاري بين البلدين، في محاولة لتخفيف التوترات بينهما في سوريا. ورغم تحقيق بعض التقدم، لم تنجح الخطة فعلياً، وما يجري في المدينة قد يفاقم التوتر في العلاقة بين أمريكا وتركيا.

نقطة خلاف
ولطالما كانت منبج، والتي تقع بالقرب من الحدود السورية مع تركيا، نقطة خلاف بين القوتين. وفي عام 2016، تقدمت الولايات المتحدة مع قوات كردية حليفة لها لطرد داعش من المدينة. وكان القصد من العملية سد الطريق أمام التنظيم من الوصول إلى الحدود التركية، وبهدف التحضير لحملة أوسع لتحرير الرقة بعدها. ولكن تلك العملية عدت خرقاً لخط أحمر تركي قديم ضد أي تواجد كردي غرب نهر الفرات.

تهديد
ويقول كاتب المقال إن أنقرة لم تكن سعيدة بتلك التحركات، فقد اعتبرت تقدم ميليشيات كردية نحو غرب الفرات بمثابة تهديد لأمنها القومي. ولذا، وفور سقوط منبج، في صيف 2016، غزت قوات تركية شمال حلب. وقد حملت العملية التركية اسم "درع الفرات"، وتكللت بطرد داعش من جميع مواقعه على طول الحدود. ولكنها سدت الطريق أيضاً أمام تقدم الأكراد غرباً باتجاه كانتون عفرين المعزول، حيث كانوا يخططون للانضمام إلى قوات كردية متحصنة هناك. وفي بداية عام 2018، أتبعت أنقره عملية درع الفرات بأخرى أعطتها اسم "غصن الزيتون"، والتي استولت من خلالها على عفرين وطردت منها أكراداً سوريين.

مجموعات عمل
وحسب الكاتب، تم تشكيل مجموعات عمل أمريكية – تركية لتخفيف التوترات بين الجانبين، وتم التوصل لاتفاق حول خارطة طريق بشأن منبج. ودعا الاتفاق لتنظيم دوريات حراسة مستقلة من كل بلد على طول الحدود في المنطقة، على أن تتبعها دوريات مشتركة.

ولكن، كما يلفت الكاتب، لم تكن خارطة طريق منبج واضحة منذ بدايتها. فقد أصرت أنقرة على أن يكون لها زمن محدد. ولكن الولايات المتحدة أكدت على وجوب تلبية الجانبين شروطاً محددة قبل الانتقال من مرحلة لأخرى. وقد قوض كل ذلك الشد والجذب الهدف المقصود من خارطة الطريق، واستمرت التوترات بين الحليفين القديمين، ولا يدري أحد ما الذي سيجري لاحقاً.

نقطة انطلاق
وكان أردوغان قد كرر مراراً بأنه يعتبر منبج بمثابة نقطة انطلاق نحو القضاء على أي وجود لوحدات حماية الشعب الكردي( YPG) في شرق سوريا. ولتأكيد تلك النقطة، قصفت تركيا مؤخراً بالمدفعية مواقع YPG بالقرب من منبج، وعلى الحدود السورية – التركية.

وأما الولايات المتحدة، فيبدو أنها تفاجأت من القصف الأخير، رغم تلقيها عدداً من التحذيرات العلنية من قبل الحكومة التركية، وتفاوت ردها، بين محاولة تهدئة تركيا عبر الإشارة لتنازلات مستقبلية على طول الحدود، وبين انتقادها بهدوء، وتحذيرها من أن القوات الأمريكية سوف تدافع عن نفسها إن تعرضت لإطلاق نار.

أولوية أمريكية
ويبدو، حسب كاتب المقال، أن أولوية أمريكا تكمن في منع تركيا من زعزعة استقرار شمال سوريا. وتأتي الهجمات التركية لتهدد فرضية هامة بشأن مسار الحرب الأهلية السورية، بمعنى أن مختلف خطوط النار قد تعززت، وأن مواقع المتحاربين الحالية يمكن استخدامها كأساس لمفاوضات من أجل إنهاء الصراع.

لكن ليس لدى الولايات المتحدة خيار مناسب للرد على تركيا- فلا هي ستتخلى عن الأكراد، كما تريد تركيا، ولن تبدأ بقصف تركيا كي تجبرها على الانصياع لرغبتها.