قوات تركية عند نقطة حدودية مع سوريا (أرشيف)
قوات تركية عند نقطة حدودية مع سوريا (أرشيف)
الإثنين 12 نوفمبر 2018 / 14:05

تركيا ... بوابة مرور لداعش نحو أوروبا

ذكرت صحيفة "المغربية" الإيطالية أنه بعد ظهور تسجيل صوتي لزعيم داعش أبو بكر البغدادي في 22 أغسطس (آب) الماضي، بدا أن أتباعه التزموا بتوجيهاته بالعودة إلى شن هجمات في أوروبا.

الاتفاق غير المكتوب بين داعش وتركيا يتوازى مع ما شهدته مصر بعد الهجوم الذي استهدف الأقباط في المنيا حيث تبنى داعش العملية من خلال رسالتين مختلفتين

ونقلت عن تقرير استخباري هولندي أن مقاتلي التنظيم موجودون بأعداد تصل إلى 500 شخص في هولندا وحدها، وأنهم مصممون على مهاجمة القارة الأوروبية.

وكانت الشرطة المحلية أحبطت عملية إرهابية ضخمة واعتقلت سبعة أشخاص مرتبطين بالتنظيم في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وفقاً لجهاز المخابرات الهولندي، فإن "جاذبية الأيديولوجيا الجهادية مستمرة، ومن هنا يجب أن تُعتبر تهديداً طويل المدى، وأن خطر الهجمات متواصل بغض النظر عن الهزائم التي عاناها داعش في الشرق الأوسط".

وبحسب الجهاز نفسه أيضاً، فإن داعش يتحول إلى تنظيم سري ويستعد للبروز مجدداً. ولذلك يستغل تركيا قاعدةً استراتيجية ويجسد تهديداً جدياً لأمن أوروبا.

تفسير معقول
أشار التقرير الذي نشره جهاز المخابرات يوم الاثنين الماضي، إلى أن تركيا "كانت نقطة انطلاق لعدد غير مسبوق من المقاتلين الأجانب الذين سافروا إلى سوريا من جميع أنحاء العالم".

في الواقع، بينما تخوض أنقرة حربها ضد معارضيها الداخليين من حزب العمال الكردستاني، تركت الحرية لانتقال السلاح والمقاتلين من أراضي داعش نحو القارة الأوروبية.

تضيف الصحيفة أن هذه السياسة من الموافقة الضمنية على تحركات داعش ستجد تفسيراً معقولاً في التزام داعش بمواجهة تقدم مقاتلي البيشمركة. وليس مستبعداً إذاً أن يكون السماح للتنظيم بنقل رجاله ومعداته عبر الأراضي التركية في مقابل امتناعه عن شن أي عملية إرهابية في تركيا.

اتفاق ضمني آخر
إن الاتفاق غير المكتوب بين داعش وتركيا يتوازى مع ما شهدته مصر بعد الهجوم الذي استهدف الأقباط في المنيا حيث تبنى داعش العملية برسالتين مختلفتين وجههما عبر وكالة تابعة له.

إن الادعاء الثاني أرجع سبب الهجوم على قافلة من الحجاج المسيحيين إلى اعتقال بعض الجهاديين في البلاد ومن بينهم عائشة الشاطر ابنة زعيم الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، والمحامية هدى عبد المنعم، عضو سابق في المجلس القومي لحقوق الإنسان.

إن الهجوم على المنيا سيمثل نوعاً من الانتقام الذي شنه داعش ضد "أخواتنا العفيفات" وناشطين إسلاميين آخرين. ووفق مصادر مصرية، فإن التقارب بين داعش والقاعدة في مصر، رُبط بتسلم السلطات المصرية، بالتعاون مع ليبيا، الجهادي هشام عشماوي الذي قُبض عليه في درنة الليبية والذي كشف معلومات بارزة.

أخوة بين القاعدة وداعش

كان عشماوي ضابطاً سابقاً في الجيش المصري انتقل إلى صفوف داعش، ثم القاعدة في المغرب الإسلامي، وكشف أنه كان بين المخططين لعدد من الهجمات في سيناء وليبيا في تآزر تام بين الميليشيات المحلية الموالية للبغدادي وتلك المنتمية للقاعدة.

إن دور همزة الوصل الذي أداه عشماوي خاصةً مع المجموعات المقاتلة في درنة بدا جلياً للمحققين. في مايو (أيار) 2017، كان هنالك تأكيد ولو جزئي عن تقارب بين داعش والقاعدة.

حدث ذلك في مقابلة بمجلة النبأ الداعشية مع أحد زعماء التنظيم في ما يُعرف بولاية سيناء. أشار فيها المسؤول إلى أن المجموعات الجهادية تتمتع باستقلال عملاني لكن لدى مقاتليها "علاقة أخوية وودودة ووفية مع جنود الخلافة في سيناء، ونحن جميعاً جنود الدولة الإسلامية في سيناء ومصر. إن استهداف الكنيسة، جزء من صراعنا وحربنا ضدّ الكفر وناسه".

وأضافت الصحيفة أن ما كشفه عشماوي والمرتبط بالأحداث في مصر يمكن أن يؤمن تفسيراً مقبولاً للهجمات الإرهابية في شمال البلاد، ويرسم صورةً مزعجة عن إعادة توحيد جهود داعش والقاعدة ويؤكد استخدام الأراضي الليبية لتجنيد وتدريب وإعادة تنظيم نشاطات الجهاديين الجدد المستعدين للتحرك في أي مسرح لتنفيذ عملياتهم الإرهابية.