وزير الدفاع الإسرائيلي المستقيل أفيغدور ليبرمان.(أرشيف)
وزير الدفاع الإسرائيلي المستقيل أفيغدور ليبرمان.(أرشيف)
الخميس 15 نوفمبر 2018 / 19:59

تداعيات الأسبوع الأول بعد الهزيمة

نتانياهو يفضل سبباً مختلفاً للذهاب بإسرائيل نحو "الانتخابات المبكرة"، سبباً لا يتصل ب"الفساد" أو "الأمن"، شعار يعطيه ولا يأخذ منه

تداعيات مواجهة الأسبوع الأخير بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال في غزة، والتي انتهت بفشل ذريع للجيش الاسرائيلي، كان يمكن سماع دويها بقوة في كواليس السياسة الاسرائيلية ومفاصل التركيب الهش لائتلاف حكومة نتانياهو العنصرية المهددة بالتفكك لأسباب عديدة، منها لائحة الاتهام بالفساد وتلقي الرشوة، التي يعدها المحققون لنتانياهو وعائلته، زوجته سارة وابنه يائير، والتي طالت محاميه ومستشاريه وأصدقائه، وهو ما دفع أحد الصحافيين الإسرائليين لوصف رئيس الوزراء ومحيطه من المشتبه بهم ب"العصابة".

هشاشة "حكومة المستوطنين" في إسرائيل، وهذا أحد ألقابها، تكمن بالضبط في الشعارات العنصرية التي أوصلتها الى الحكم، بما يعنيه ذلك من مفارقة، عبر نماذج من السياسيين الشعبويين، مثل وزيرة الثقافة والرياضة "ميري ريغيف"، المتحدثة السابقة باسم جيش الاحتلال، التي تتعامل معها أوساط سياسية وشعبية وثقافية في إسرائيل بصفتها "فضيحة" حزبية وأخلاقية، حرص نتانياهو على وجودهم حوله، ليحصل بذلك على مقارنة ستكون في صالحه بكل الأحوال، وسيكون بإمكانه إلقاءهم في الوقت المناسب خارج الغرفة دون خسائر.

يمكن هنا، من باب التوضيح، استعراض نموذج آخر، غير "ريغيف"، مثل وزير الدفاع "أفيغدور ليبرمان"، الذي استقال أول من أمس في مؤتمر صحفي استعراضي، حيث برر استقالته برفضه لوقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية الذي اتخذه "نتانياهو"، وتمرير الأموال القطرية لحماس، مستبقاً بوقت قياسي، تحميله فشل الجيش وخسارة الجولة وتحويله إلى كبش فداء يلقيه نتانياهو من شرفة الوزارة لجمهور المستوطنين الغاضب.

"ليبرمان" المولود في "مولدوفو" عام 1958، وصل إسرائيل متأخراً قادماً من الاتحاد السوفيتي عام 1978، ويقيم في مستوطنة "نيكوديم" المقامة على أراضي بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بدأ حياته كحارس ليلي في ملاهي "تل أبيب"، حسب "فورين بوليسي، ثم من هناك تدرج ليصبح وزيراً للخارجية ثم وزيراً للدفاع ورئيساً لحزب متطرف اسسه بنفسه/ 1999، تحت اسم "اسرائيل بيتنا". لم يحدث تغيير فعلي على سلوكه كحارس ليلي لملهى، إذ إنه واصل أسلوب "البلطجي"، وهذه ليست مبالغة على الإطلاق، يمكن هنا تذكر مطالبته من تدمير "السد العالي" في مصر، إلى تمريره قانون "الإعدام" للأسرى الفلسطينيين في الكنيست، إلى شن حرب على غزة واغتيال قادة المقاومة لإنقاذ الأسرى الاسرائيليين أو استعادة جثثهم.

سيحمل "ليبرمان" سببيه لجمهور المستوطنين ويذهب إلى الانتخابات المبكرة التي بدأت رياحها تهب على اسرائيل، لقد حصل على "برنامج" ونظف نفسه من "خطيئة" الخضوع "للإرهاب" التي ألقاها مثل بطاطا ساخنة في حجر "الليكود". وسيساعد هذا، دون شك، في تحسين فرص حزبه المتراجعة.

"نتانياهو" يفضل سبباً مختلفاً للذهاب بإسرائيل نحو "الانتخابات المبكرة"، سبباً لا يتصل ب"الفساد" أو "الأمن"، شعار يعطيه ولا يأخذ منه، رغم أن معظم استطلاعات الرأي تمنح حزبه أفضلية في أي انتخابات قادمة.

التداعيات ما زالت تتوالى، وثمة نوع من الاستيقاظ يحدث في صفوف المعارضضة التي مكثت طويلاً في مقاعدها، "تسيبي ليفني" رئيسة المعارضة دعت نتانياهو للاستقالة، وهو ما فعله "يائير لبيد" رئيس حزب "يوجد مستقبل" وكذلك "آفي غاباي" عن المعسكر الصهيوني، أما "نفتالي بنيت" رئيس "البيت اليهودي" الشريك في الائتلاف فقد قفز مباشرة ليطالب بوزارة الدفاع خلفاً لـ"ليبرمان".