الأحد 18 نوفمبر 2018 / 10:20

صحف عربية: مشاورات ستوكهولم تصطدم بالنوايا الحوثية

تتوالى الأنباء حول جهود دبلوماسية جديدة تحاول كسر الجمود في عملية السلام اليمنية، تقرب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة من خلال إجراء جولة مشاورات جديدة في السويد، وسط تشكيك بجدية الحوثيين في التوجه نحو السلام.

وفي صحف عربية صادرة اليوم الأحد، تستمر ميليشيا الحوثي بخرق الهدنة باستهداف المصانع ومخازن الأغذية في الحديدة، وضرب المؤسسات المدنية مبدية استعدادها لجولة قتالية جديدة تقطع بها الطريق أمام أي فرصة لتحقيق تهدئة طويلة في اليمن.

مشاورات ستوكهولم
ثمة رغبة دولية حقيقية في التوصل لعملية سلام في اليمن، يؤكدها تأجيل بريطانيا تقديم مشروع قرار جديد متعلق بالبلاد إلى الإثنين القادم، لتوفير توافق أكبر على صيغته. وتقول صحيفة العرب اللندنية، إن القرار البريطاني، يتمحور حول دعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، والدعوة لانخراط الأطراف اليمنية في جولة المشاورات المزمع عقدها أواخر نوفمبر (تشرين ثاني) في العاصمة السويدية ستوكهولم. كما يتضمن عدم وضع العراقيل أمام مساعي إحلال السلام، إضافة إلى إجراءات ذات طابع إنساني.

وأكدت جهات عدة أهمها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن دعمها لملامح رؤية الحل التي قدمها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، والتي أشار فيها إلى اقتراب التوقيع على اتفاق وشيك لتبادل الأسرى والمعتقلين بين الحكومة اليمنية والحوثيين.

وستتمحور مشاورات السويد حول التوصل إلى صيغة اتفاق انتقالي لاستئناف عملية انتقالية جديدة، يجب أن تحظى بدعم جميع اليمنيين. وتبذل الأمم المتحدة جهوداً كبيرة لإقناع الحوثيين بالقدوم إلى المشاورات، من خلال زيارة يقوم بها المبعوث مارتن غريفيث إلى صنعاء الأسبوع المقبل. وفي الوقت نفسه ترفض الأمم المتحدة قبول إي ذرائع حوثية كالتي عرقلت حضورهم مشاورات جنيف 3.

نوايا الحوثي المبطنة
تبقى الرغبة في الوصول لعملية سلام في اليمن مرهونة بجدية ميليشيا الحوثي، فرغم قرار التهدئة في مدينة الحديدة تواصل الميليشيا استهداف المصانع ومخازن المواد الإغاثية، وقلل رئيس التوجيه المعنوي في الجيش اليمني اللواء ركن محسن خصروف في تصريحات لصحيفة عكاظ، إمكانية التوصل إلى السلام في ظل عدم التزام ميليشيا الحوثي بتعهداتها بوقف الحرب في الحديدة، ومواصلة استفزازاتها لقوات الشرعية من خلال استهداف المنشآت الحيوية وتنفيذ حملات اختطاف واعتقالات.

وأكد خضروف، أن خروقات الحوثي للتهدئة في الحديدة تبين نواياهم الحقيقية الرافضة للتوجه نحو عملية السلام، معرباً عن أسفه أن المجتمع الدولي يقف في صف الميليشيا الحوثية، ويعمل لإنقاذها بل ويساعدها في التقاط أنفاسها، معتبراً أن هذا التوجه ليس مستغرباً، إذ عرف اليمنيون هذا الدور المشبوه منذ ما قبل الانقلاب، موضحاً بأن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يريدون فرض الحوثي كأمر واقع ولذا نأمل من القيادة الشرعية أن لا تلتزم بتلك الضغوطات الدولية.

ولفت القيادي العسكري إلى أن جولات التشاور السابقة وما يدور حالياً يثبت أن الحوثيين يرفضون التحول إلى منظمة مجتمع مدني ويرون أن السلطة حق من حقوقهم المشروعة، ونحن في الجيش اليمني نرى أن فرض سلطة الدولة واستعادة العاصمة صنعاء ومؤسساتها السيادية حق مشروع لن نتراجع عنه وسنضحي من أجله. 

جدية الشرعية
يقول الكاتب الدكتور شملان العيسى، في مقال له نشر في صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، إن الحكومة الشرعية التي يترأسها الرئيس عبدربه منصور هادي، مدعومة من الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية..تسعى لتثبيت الشرعية والالتزام بقرارات مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة حول الأزمة اليمنية..بينما يصر الحوثيون المدعومون من إيران على رفض أي تسوية تدعوهم لتسليم أسلحتهم ولإعادة المؤسسات الحكومية ومغادرة المدن الرئيسة.

ويضيف العيسى "من المفارقات اللافتة في موضوع اليمن الحالي أن كلاً من الحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية، يطالبان بوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات لتحقيق السلام، لكنْ كلٌ من منظوره ووفق شروطه، وإن كانت الحكومة الشرعية هي وحدها من ينطلق من أرضية قانونية وسياسية صلبة ومتماسكة".

وتساءل الكاتب "هل يمكن الوصول إلى تسوية سياسية سلمية ترضي اليمنيين؟ وهل تتوقف الحرب في اليمن وتحدث المصالحة بين اليمنيين، حكومة شرعية وقوى معارضة؟". قائلاً إن "كل طرف يريد هزيمة الآخر، لأن عقلية التسامح ونسيان الماضي والتفكير في المستقبل لم تترسخ بعد في ثقافة العرب. كل طرف يصر على سحق الطرف الآخر وإنهاء وجوده، مبرراً ذلك بأسباب عقائدية وطائفية وغيرها. هذه الثقافة مترسخة في الوجدان العربي تاريخياً.. لذلك فشل العرب في إرساء مصالحات في العراق وسوريا وليبيا واليمن".

وأكد الكاتب، أن "الانتقال من مرحلة الانتقام إلى مرحلة المصالحة والإخاء والبناء.. يتطلب اعترافاً متبادلاً بين أبناء الشعب الواحد في اليمن، وعندئذ يمكن لليمنيين العمل على تحقيق التنمية والرخاء الاقتصادي والاستقرار السياسي، بعيداً عن التعصب القبلي والطائفي والديني".