القيادي الإخواني الليبي صلاح بادي (أرشيف)
القيادي الإخواني الليبي صلاح بادي (أرشيف)
الإثنين 19 نوفمبر 2018 / 21:45

ليبيا: بعد مجلس الأمن الإخواني صلاح بادي في فخ العقوبات الأمريكية

فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، اليوم الإثنين، عقوبات على القيادي الإخواني الليبي صلاح بادي، بسبب الهجوم الذي شنته ميليشياته على طرابلس في مايو (أيار) الماضي.

وقالت وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية، سيغال ماندلكر، في بيان إن "هجمات ميليشيات صلاح بادي دمرت العاصمة الليبية، وعطلت عملية السلام، الخزانة تستهدف الجهات الفاعلة المارقة في ليبيا، التي ساهمت في الفوضى والاضطرابات التي تقوض عمل حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً".



معارك دموية
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، خاضت ميليشيات بقيادة البادي معركة ضد ميليشيات منافسة، رغم النداءات المتكررة من الأمم المتحدة لجميع الأطراف بالالتزام بوقف إطلاق النار، وكان من بين القتلى في الاشتباكات أعضاء من الإسعاف والطوارئ في طرابلس.

ومنذ بداية الاشتباكات، استخدمت ميليشيات البادي، صواريخ "غراد" مدمرة للغاية، في مناطق مكتظة بالسكان، ما زاد من دمار الهجمات.

جدير بالذكر أن بادي أحد مؤسسي ميليشيات "فجر ليبيا" التابعة للإخوان، وكان عضواً سابقاً في البرلمان السابق في طرابلس.

وظهر بادي في ليبيا بشكل أساسي بعد 17 فبراير(شباط) 2011، وانهيار نظام القذافي، بعد تشكيل ميليشيات مسلحة في المدن الليبية، كان من أبرزها ميليشيا مصراتة بقيادة بادي، قبل أن يقتحم غمار العمل السياسي،ويفوز بمقعد في البرلمان بعد انتخابات  في يوليو (تموز) 2012 البرلمانية.


 "فجر ليبيا"
واشتهر بادي والميليشيا التي يقودها بشراستها، وضراوتها، خاصةً أثناء المعارك الضارية التي خاضعها لإبقاء المؤتمر الوطني العام في السلطة بعد نهاية تفويضه، في 2014، واشتهرت الميليشيا التي يقودها المطار الدولي الرئيسي في طرابلس، في عملية "فجر ليبيا"، التي تزامنت مع تصعيد دموي خطير، دمر العاصمة الليبية، وهجر مئات الآلاف.
 




عقوبات وتنديد
وفي 6 فبراير (شباط) 2015 أصدرت حكومات فرنسا، وألمانيا، والولايات المتحدة، وإسبانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، بياناً مشتركاً أدانت فيه كل "أشكال العنف في ليبيا منها هجمات قوات الشروق التابعة لفجر ليبيا، لتصنف بعدها "فجر ليبيا" جماعةً إرهابيةً، من قبل الحكومة الليبية المعترف بها.

ومن المعروف أن أكبر قوة عسكرية ليبية موجودة في مصراته، حيث أن هناك نحو 70 كتيبة داخل المدينة، منها كتيبة حطين، وكتيبة البتار الأكثر تشدداً وهي تتبع أنصار الشريعة، وأيضاً كتيبة الفاروق، وهي إحدى الكتائب الموالية لفجر ليبيا، إلى جانب عشرات التشكيلات المسلحة الأخرى التي يشرف عليها بادي في كل من غريان، والزاوية، وصبراته، وجميع مرتبطة بإسلاميي البرلمان الليبي السابق الذي خسروا فيه الأغلبية بعد انتخابات 2014، والموالية جميعها للقياديين الإخوانيين البارزين في ليبيا، المفتي المعزول الصادق الغرياني، ورجل قطر في ليبيا، والقيادي في اتحاد علماء يوسف القرضاوي علي الصلابي، وذراعه السياسية في ليبيا حزب العدالة والبناء، الذي دعم بادي في كامل مسيرته البرلمانية، رغم تورطه في أكثر من جريمة ضد ليبيا، أشهرها تطهير مدينة بني وليد، من أنصار النظام السياسي السابق، والذي أفضى إلى تهجير سكان المدينة إلى اليوم عن منازلهم وبيوتهم ومنعهم من العودة إليها، بعد أن ساهم بقسط كبير في وضع قانون ما عرف بالعزل السياسي، على شاكلة اجتثاث البعث في العراق، بعد الغزو الأمريكي، الأمر الذي أدى إلى انهيار مؤسسات الدولة في ليبيا، تماماً كما حصل في العراق قبل ذلك.


وتقول وزارة الخزانة الأمريكية، إنه "بموجب عقوبات اليوم، سيتم حظر أي ممتلكات أو مصلحة في ممتلكات بادي ضمن الولاية القضائية للولايات المتحدة أو عبرها. ويُحظر عموماً على الأشخاص الأمريكيين التعامل مع الأشخاص المحظورين، بما في ذلك الكيانات التي يملكها، أو يسيطر عليها أشخاص معينون".

بالإضافة إلى ذلك، تلزم عقوبات الأمم المتحدة الملحقة جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بفرض تجميد الأصول وحظر السفر.

ويأتي تسليط العقوبات الأمريكية بعد أيام قليلة من إدراج مجلس الأمن الدولي بادي على قائمة "الشخصيات المعرقلة للمصالحة في ليبيا" وتسليط عقوبات عليه، يوم الجمعة الماضي.

وبمجرد صدور القرار الأممي ثم الأمريكي، أعرب تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي في ليبيا ممثلاً في رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري القيادي فى جماعة الإخوان المسلمين الليبية الإرهابية وذراعها السياسي حزب العدالة والبناء.

وسارع المشري اليوم الإثنين، بإعلان استغرابه من "الإنتقائية" في قرار مجلس الأمن، ورفضه للعقوبات التي سلطها المجلس على صلاح بادي، ونقل موقع المرصد الليبي المشري أن "العقوبات ضد بعض الشخصيات المعرقلة للاتفاق السياسي" لم تشمل الجميع، مدعياً في لقاء مع المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، متورطة في عرقلة الاتفاق، متهماً مجلس الأمن بالتحيز ضد بادي.