الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 / 10:59

صحف عربية: تحوّل أوروبي ضد إيران

24 - إعداد: حسين حرزالله

يبدو أن التشدد الأوروبي تجاه الاتفاق النووي لم يعالج المخاوف من تمدد الإرهاب الإيراني في القارة العجوز، في توجه يقترب أكثر فأكثر من الموقف الأمريكي حيال طهران، فيما باتت البنوك الدولية تخشى التعامل مع طهران، بسبب العقوبات الأمريكية، والتلويح بأخرى أوروبية.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، قامت إيران، التي لم تدخر وسيلة لنشر الفساد والإضرار بالدول العربية، بإغراق العراق بالمخدرات في أحدث جرائمها في المنطقة، بينما بدا التخبط والانفعال وعدم الاتزان واضحاً على تصريحات ومواقف قادة نظام الملالي، وسط تزايد الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية ضده.

اغتيالات إيران
قال دبلوماسيان بحسب صحيفة "العرب" اللندنية، إن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وافقوا على بحث فرض عقوبات اقتصادية على مواطنين إيرانيين، بسبب مؤامرات اغتيال قادتها الاستخبارات الإيرانية في الدنمارك وفرنسا وهولندا.

وذكرت الصحيفة أنه كان هناك توافق عام بين الوزراء خلال اجتماعهم في بروكسل على بدء العمل الفني بشأن وضع قائمة بأفراد محتملين، ما يشير إلى توجه أوروبي نحو ضرورة اتباع خطوات متشددة حيال أنشطة إيران التخريبية في المنطقة، وفصل ذلك عن محاولات إنقاذ الاتفاق النووي.

ومن جانبها، أكدت مصادر دبلوماسية أن تطور الموقف الأوروبي تجاه إرهاب إيران وضلوعها في اغتيالات دولية، إلى جانب صواريخها الباليستية وسياستها المزعزعة للمنطقة، يقرّب الأوروبيين من وجهة النظر الأمريكية في شأن التعامل مع الحالة الإيرانية، بعد أن كان موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي يبدو معزولاً عن موقف الشركاء في "مجموعة 5+1".

البنوك الدولية
وعلى صعيد ذي صلة، أعلنت الولايات المتحدة أن البنوك الدولية باتت تخشى التعامل مع إيران، ولا سيما إثر العقوبات الأميركية المُشددة التي فرضت على طهران أوائل هذا الشهر، فيما يبحث الأوروبيون فرض عقوبات هم كذلك على إيران بسبب نشاطاتها الإرهابية الأخيرة في عدد من الدول الأوروبية، وفقاً لصحيفة "المستقبل" اللبنانية.

وأكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، براين هوك، أن إيران هي أكبر دولة راعية للإرهاب العالمي، قائلاً إن البنوك الدولية باتت تخشى التعامل مع طهران، وأن العقوبات الأمريكية مُصممة لملاحقة أرباح إيران، "فنظام سويفت المالي انفصل عن 50 بنكاً إيرانياً وقد شخصنا هذه البنوك".

وفي أوروبا، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على دراسة إمكانية فرض عقوبات على إيران بسبب هجومين فاشلين في أوروبا أخيراً، ألقيت مسؤوليتهما على الاستخبارات الإيرانية، مع تزايد المطالب باتخاذ موقف متشدد من إيران، فيما قرر الوزراء المضي قدماً في دراسة فرض عقوبات على إيران.

مخدرات إيران
على صعيد آخر، تحاول إيران تدمير الدول العربية، وتحجيم دورها في العالم، كما تسعى لخلق جيل شبابي بلا مستقبل وفاقد الأهلية، واعتمدت على المخدرات لتنفيذ أجندتها، سواء من خلال بوابة التهريب أو التجارة.

وقالت صحيفة "اليوم" السعودية، إن النظام الإيراني يتخد المخدرات سلاحاً لإلحاق الضرر بعدد من الدول، آخرها العراق، الذي يتعرض لمؤامرات الملالي عبر بوابته الجنوبية، مدينة البصرة التاريخية، مشيرة إلى ما صرح به قائد شرطة البصرة، الفريق ركن رشيد فليح، بأن 80 % من المخدرات التي تأتي إلى المحافظة مصدرها إيران، وهنا نرى أن إيران بعد أن صدرت التلوث للأراضي العراقية وللمحافظات الجنوبية بشكل خاص، ها هي تغرقها في المخدرات.

ومن جانبه، أكد المحلل السياسي العراقي ناجح الميزان للصحيفة، أن إيران لا تنسى ثأراً لها مع الشعب العراقي، وهذه فرصتها التاريخية للانتقام ممن أذاقوها السم في عام 1988، فهي التي صدرت ومولت القاعدة وداعش وكافة الفصائل الإرهابية في العراق، وهي من فتحت الحدود لكل مهربي المخدرات إلى البلاد، وهي من سرقت أموال العراق عن طريق أتباعها الذين استلموا مقاليد الحكم وهم معروفون للجميع.

اضرابات واحتجاجات
ذكر الكاتب فلاح هادي الجنابي، في مقال له بصحيفة "البلاد" البحرينية، أن "نظام الفاشية الدينية المجرمة في طهران يواجه أوضاعاً عصيبة، ويبدو التخبط والانفعال وعدم الاتزان أوضح ما يكون على تصريحات ومواقف وتصرفات قادة ومسؤولي هذا النظام المتمرس في الجريمة والقتل، فمن جانب يواصل عمال قصب السكر في (هفت تبه) احتجاجهم وإضرابهم، ومن جانب آخر، هناك إضراب في طهران وعدد من المدن الإيرانية، إضافة إلى تظاهرات في الأهواز ومناطق أخرى، بما يدل على أن هناك حركة رفض عارمة ضد النظام من جانب مختلف شرائح وطبقات الشعب الإيراني وأن إصراراً هناك على مواجهته للنهاية.

وقال الكاتب، إن أكثر ما يرعب النظام الإيراني أن التظاهرات المنتشرة في البلاد، تمثل امتداداً واستمراراً لانتفاضة 28 يناير (كانون الأول) 2017، ما يؤكد أنه من المستحيل أن تتوقف الاحتجاجات والنشاطات المعارضة ضد النظام ما لم يتم إسقاطه، وأن كل محاولات القمع والإعدامات والسجون والتعذيب لن ترعب الشعب وتثنيه عن مواصلة نضاله.

وأضاف الجنابي "ما عانى منه الشعب الإيراني طوال 4 عقود سوداء على يد قادة نظام الملالي الدمويين الجلادين، أمور تجعل هذا الشعب يسابق الزمن من أجل التعجيل والإسراع بإسقاط هذا النظام وجعله عبرة لكل الطغاة والمستبدين وكل الأنظمة الديكتاتورية".