رجل الشرطة يعتقلون إرهابياً مشتبهاً فيه في سردينيا.(أرشيف)
رجل الشرطة يعتقلون إرهابياً مشتبهاً فيه في سردينيا.(أرشيف)
الثلاثاء 4 ديسمبر 2018 / 12:25

الخطر الآتي من سردينيا.. فتّش عن قطر والإخوان

"قطر أكثر، إرهاب أكثر". هكذا استهلّت الصحافية سعاد سباعي مقالها في صحيفة "المغربية" الإيطالية، مشيرة إلى أنّ توقيف إرهابي من أصول فلسطينية يُدعى ألاجي أمين في محافظة نوورو في سردينيا هو مثل آخر على ذلك.

فتح الأبواب الرئاسية وقصور السلطة الأخرى أمام "الاستعمار القطري اللطيف" سيسهل نشر التطرف داخل المجتمع الإسلامي في إيطاليا

فخطر الإرهاب في سردينيا هو نتيجة الوجود القطري الكثيف في الجزيرة حيث أنشأ أمراء عشيرة آل ثاني إقطاعيتهم الخاصة. إنّ الاستثمارات الشاملة في قطاعات مختلفة، من السياحة إلى الرعاية الصحية، تهدف إلى إخفاء التطرف الذي ينشره نظام الدوحة عبر المساجد غير القانونية والجمعيات الثقافية الزائفة والأئمة الاعتباطيين المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية.

تسعى قطر من خلال مخططها إلى شراء رضا الطبقتين السياسية والاقتصادية في إيطاليا إضافة إلى تعزيز أجندة الإخوان المسلمين. تطبق الدوحة هذا المخطط على امتداد إيطاليا كما هو مثبت من خلال تحقيقات عدة أجريت منذ بضعة أيام في لومبارديا، بيدمونت، إميليا-رومانيا وأبروزو، كجزء من التعقّبات لاعتقال مصري اعتنق التطرف وكان ينوي شنّ هجوم إرهابي. وذكّرت سباعي بحصول سلسلة طويلة من التوقيفات والطرد خلال هذه السنة على امتداد إيطاليا، بما فيها الجنوب.

الاستعمار القطري اللطيف
في ظل عدم اكتراث السياسيين، يكمن خلاص إيطاليا مرة أخرى في القوى الأمنية والاستخباراتية التي تواصل بنجاح إتمام واجباتها لضمان أمن البلاد. لكن في مواجهة التطرف وخطورته، قد لا يعود كافياً منع المخططات الإرهابية من التحقق على أرض الواقع، إذ هنالك ضرورة أيضاً لإحباط انتشار الخلفية الأيديولوجية التي تنتج الإرهاب. من وجهة النظر هذه، تبدو إيطاليا المتغيرة مقلقة بالحد الأدنى. إنّ فتح الأبواب الرئاسية وقصور السلطة الأخرى أمام "الاستعمار القطري اللطيف" سيسهل نشر التطرف داخل المجتمع الإسلامي في إيطاليا وعندها ستُضطر القوى الأمنية والاستخبارية كي تكون أكثر تنبهاً لتفادي سقوط ضحايا. وتتساءل الكاتبة عن المدى الذي ستستمر فيه هكذا حالة من دون سقوط قتلى أو جرحى.

لاقتلاع الأنشطة الدعوية الإخوانية
تشير سباعي إلى وجود حاجة لإجراءات أشد وأكثر فاعلية تهدف إلى اقتلاع أي شكل من أشكال الأنشطة الدعوية للإخوان المسلمين وإلّا سترتفع أعداد الذين يطمحون لشن عمليات انتحارية وهذا سيصعّب على الشرطة توقيفهم جميعهم قبل تنفيذ أهدافهم. في هذه الأثناء، يُسجن المزيد من الجهاديين داخل السجون الإيطالية المكتظة، وتقع سردينيا دوماً في مركز الانتباه. إنّ سجن ساساري الذي يضم جناحاً للموقوفين بسبب هجمات إرهابية هو في حال من الفوضى بحسب ما ذكرته نقابة محلية شاجبة. ويعود ذلك إلى الظروف الصعبة والسجون المكتظة التي على الشرطة ممارسة مهامها داخلها. فباسم "اليقظة الدينامية" و"النظام الإصلاحي المفتوح"، تم تخفيض عدد الحراس المنتشرين عند جدران السجون مع ما يترتب على ذلك من زيادة في عمليات الهروب، فيما الرقابة على المحتجزين الذين يُسمح لهم أن يكونوا خارج زنزاناتهم من 8 إلى 10 ساعات يومياً هي متفرقة وعرضية مع نتائج قد تكون وخيمة.

خزانات لزرع التطرف
إنّ انهيار وتفكيك القوى الأمنية في سجن ساساري كما وصفتها النقابة يحقق مطالب جماعة الإخوان الإرهابية، لأنّ السجون هي خزانات كبرى لزرع التطرف وتجنيد أتباع جدد. من هنا، يحظى نشر الأفكار الجهادية بحرية جوهرية في سجن ساساري، حيث يستطيع حافظ محمد ذو القفال، إمام باكستاني سابق لزينغونيا في محافظة برغامو، مواصلة منهجه وإقامة الصلاة أمام أفراد مثل نبيل بن أمير وهو مغربي أوقف أواخر سنة 2017 لانتسابه إلى داعش والذي كان محور بضع انتفاضات باسم الخلافة.

جرس إنذار
علاوة على ازدياد التطرف في السجون وخطورة الوجود القطري، تواجه سردينيا الوصول المتكرر لقوارب اللاجئين خصوصاً من الجزائر والذين قد يكون من بينهم متطرفون أو من هم عرضة لذلك. ترجح سباعي أن تزداد الأوضاع سوءاً في المنطقة مما يوجب على المؤسسات اتخاذ إجراءات مضادة مناسبة. وتساءلت في الختام عما إذا كان وزراء "حكومة التغيير" يسمعون صوت جرس الإنذار القادم من ساساري.